توفي يوم أمس الأثنين الموافق 3 فبراير 2020 المواطن سيد كاظم عباس هاشم عن عمر ناهز 23 سنة، وذلك اثر معاناة مع المرض الذي أصيبه عندما كان محتجزًا قبل ذلك عند السلطات الأمنية منذ عام 2015 بتهمتي التجمهر و إثارة أعمال شغب.
وأصيب سيد كاظم بورم سرطاني في رأسه عندما كان في السجن مما أدى إلى تدهور حالته الصحية، وتفيد عائلته أنه لم يكن يعاني من أي مشاكل صحية قبل احتجازه و لكنه بدأ يشتكي من آلام في رأسه بشكل مستمر، وتؤكد عائلته أنه كان كلّما شكا ابنها إلى إدارة السجن عن ما كان يعاني منه ويطالب بأخذه إلى المستشفى لم يلق أي تجاوب من قبل ادارة السجن وقيل له: "ليس بك شيء"، كما وتقول عائلته انها ناشدت إدارة السجن في مرات متكررة لتوفير الرعاية الصحية اللازمة و الكافية لإبنها ونقله إلى المستشفى ولكن دون جدوى.
عانى سيد كاظم من الممطالة المتعمدة في توفير الرعاية الطبية من قبل المسؤولين في سجن جو المركزي و هو سجن يقضي فيه المحكومون عقوباتهم في البحرين، و فيها كان يعاني من آلامًا مبرحة في المعدة والظهر والأنف، وبعد ان زادت هذه الآلام بصورة غير طبيعية قامت إدارة السجن بأخذه إلى المستشفى لتتفاجئ عائلته بإصابته بورم سرطاني في الرأس.
في عام 2018 تمت اجراء عملية جراحية له في رأسه وفقد على إثرها بصره، وفي يوليو 2018 تم الافراج عنه بعد تدهور حالته الصحية حتى توفى يوم أمس الاثنين.
في عام 2015 تم إعتقال سيد كاظم من مطار البحرين الدولي وقد تعرض للتعذيب بعد ذلك وتم ضربه على رأسه، والحكم عليه بالسجن ل 10 سنوات بتهمة إثارة أعمال شغب و التجمهر قبل أن يتم تخفف الحكم الى 5 سنوات، قضى منها 3 سنوات قبل أن يتم الإفراج عنه بسبب حالته الصحية.
و أفاد أحد الأشخاص بشهادته الى مركز البحرين لحقوق الإنسان و هو من الأشخاص الذين كانوا مع سيد كاظم في ذات الزنزانة قائلًا: "كان سيد كاظم يعاني من آلام في الظهر وصداع حاد وكان يطالب المسؤولين في السجن بأخذه الى المستشفى ولكن تمر ساعات طويلة وهو مستمر في مطالبتهم ولكن دون جدوى، وعندما ساءت حالته بدأ سيد كاظم بالتقيؤ بصوت مرتفع و كان المسؤولين في السجن يأتون له ليس لنقله الى المستشفى إنما للاستهزاء به قائلين (انت شخص بارع في التمثيل( و يقومون بالضحك على حالته".
ويفيد الشاهد أنه في كثير من الأوقات كان سيد كاظم يستيقظ من النوم في منتصف الليل من شدة الالام الذي كان يعاني منها وكان اخيه الذي يقضي معه في نفس الزنزانة يطلب من المسؤولين أخذه الى المستشف، ثم يأتي المسؤولون ويقومون بأخذه الى خارج الزنزانة وكانوا يجبرونه على المشي في الوقت الذي كان فيه سيد كاظم لا يستطيع التحرك من شدة الألم. وكان المسؤولون يقومون بأخذ سيد كاظم الى خارج الزنزانة ليس لأخذه الى المستشفى إنما لتركه في أحد ممرات السجن يتألم وينام على الأرض وذلك حتى الصباح يتم إعادته بعدها الى زنزانته، وعندما يقوم المسؤولين بإعادته يخبرون أخيه: "إنّ أخيك تحسنت حالته وقل له ليتوقف عن الكذب والتمثيل مره أخرى وإلا ننقله للحبس الانفرادي".
إن الجدير بالذكر هو إن سيد كاظم ثاني ضحية جرّاء إهمال السلطات في توفير على الرعاية الصحية اللازمة للسجناء، ففي يوم الجمعة الماضي الموافق 31 يناير 2020 توفى المواطن حميد خاتم، و هو الآخر أصيب بسرطان المعدة بعد اعتقاله والذي عانى اهمال حالته الصحية من قبل ادارة السجن أثناء وجوده في الاحتجاز قبل ان يتم الافراج عنه في عام 2017، و سافر بعدها مباشرة الى الهند للعلاج ولكنه توفى.
في عام 2016 تم إعتقال حميد خاتم بتهمة إهانة ملك البحرين عبر تغريدات نشرها على تويتر، حيث انه كان ينشط على فضاء الانترنت، وفي العام نفسه تم الحكم عليه بالسجن لمدة سنتين في القضية ذاتها قبل أن يتم تخفيف الحكم الى سنة واحدة .
ويرى مركز البحرين لحقوق الإنسان أن ما تعرض له حميد خاتم وسيد كاظم هاشم يعكس الوضع والبيئة الحقيقية التي يعيشها السجناء داخل مراكز التوقيف والاحتجاز، حيث يعاني العشرات من السجناء في البحرين من الممطالة و الاهمال في الحصول على الرعاية الطبية من قبل ادارة السجن، ويلجئ الكثير منهم للإضراب عن الطعام للمطالبة بالحصول على حقوق أساسية كالحق في العلاج وبدلاً من أن تقوم إدارة السجن بتوفير هذه الحقوق تقوم بمعاقبة المعتقلين عبر منعهم من الاتصال و الزيارات العائلية أو نقلهم الى الزنانيين الانفرادية .
مما لا شك فيه هو ان الحصول على الرعاية الطبية داخل السجن و العلاج هو حق أساسي يجب ان يحصل عليه السجين دون عناء، ودون ذلك فهو يعد إنتهاك لهذه الحقوق المكفولة والمشروعة دوليًا، كما يرى مركز البحرين لحقوق الإنسان ان عدم حصول السجناء على الحق الملائم في الرعاية الطبية والعلاج هو إنتهاك صريح وينافي قواعد الأمم المتحدة ( النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء )، كما إنّ تسجيل حالتي وفاة تعود أسباب وفاتهم الى عدم توفير لهم العلاج في الوقت المناسب هو استهتار بهذه الحقوق ويجب معاقبة المتورطين فيه.
وعليه يطالب مركز البحرين لحقوق الإنسان السلطات البحرينية بالتالي:
- فتح تحقيق فوري في قضية وفاة سيد كاظم هاشم و حميد خاتم
- التحقيق في أسباب إصابة عدد من السجناء بمرض السرطان داخل السجن
- وقف جميع الاجراءات التي يقوم بها المسؤولين في السجن والتي تؤدي الى الإهمال في حصول السجناء على حقهم في العلاج والرعاية الطبية اللازمة .