مناشدة للكّتّاب المشاركين في تاء الشباب: لا تشاركوا في خلق واقع مزيف لحقيقة حرية التعبير في البحرين

في حين تحتفل البلاد بمهرجان الثقافة “تاء الشباب”: مقتل اثنين من الإعلاميين مرّ دون محاسبة، عشرات الصحافيين والإعلامين فصلوا من أعمالهم وتعرضوا للإعتقال والتعذيب والمحاكمات العسكرية والمدنية، واضطر عدد آخر للفرار من البلاد.


11 سبتمبر 2011
أطلق مركز البحرين لحقوق الإنسان بالتعاون مع رابطة الصحافة البحرينية عبر موقعه مناشدة للكُتّاب والأدباء المشاركين في مهرجان “تاء الشباب/ كلنا نقرأ” لمراجعة وضع حقوق الإنسان وعلى الأخص المتعلق بحرية التعبير والنشر في البحرين قبل تأكيد مشاركتهم في المهرجان. وأشار في مناشدته للاعتداءات الكثيرة والمستمرة على الصحفيين والكتاب البحرينيين الذين يتم اعتقالهم ومحاكمتهم عسكريا وفصلهم من أعمالهم ودفعهم للهجرة القسرية في الوقت الذي تقيم فيه الجهات الرسمية مهرجانات ثقافية تخلو منهم ولا تساهم بأي شكل في تعزيز حرية التعبير إلا من خلال رسم صورة غير حقيقية للوضع في البحرين.

في حين تحتفل البلاد بمهرجان الثقافة “تاء الشباب”: مقتل اثنين من الإعلاميين مرّ دون محاسبة، عشرات الصحافيين والإعلامين فصلوا من أعمالهم وتعرضوا للإعتقال والتعذيب والمحاكمات العسكرية والمدنية، واضطر عدد آخر للفرار من البلاد.


11 سبتمبر 2011
أطلق مركز البحرين لحقوق الإنسان بالتعاون مع رابطة الصحافة البحرينية عبر موقعه مناشدة للكُتّاب والأدباء المشاركين في مهرجان “تاء الشباب/ كلنا نقرأ” لمراجعة وضع حقوق الإنسان وعلى الأخص المتعلق بحرية التعبير والنشر في البحرين قبل تأكيد مشاركتهم في المهرجان. وأشار في مناشدته للاعتداءات الكثيرة والمستمرة على الصحفيين والكتاب البحرينيين الذين يتم اعتقالهم ومحاكمتهم عسكريا وفصلهم من أعمالهم ودفعهم للهجرة القسرية في الوقت الذي تقيم فيه الجهات الرسمية مهرجانات ثقافية تخلو منهم ولا تساهم بأي شكل في تعزيز حرية التعبير إلا من خلال رسم صورة غير حقيقية للوضع في البحرين. وطالب المركز والرابطة هؤلاء المشاركين من الكتاب بالتضامن مع زملائهم من الكتّاب والصحفيين البحرينيين والقيام بتوجيه رسالة واضحة بأنه ما لم يتم التحقيق في مقتل اثنين من الإعلاميين، وإيقاف المحاكمات الجائرة بحق الكتّاب الذين يعبرون عن آرائهم، وإلغاء الأحكام التي صدرت بحق بعضهم، وما لم يحدث تحسن حقيقي في مناخ حرية التعبير في البحرين، فإنهم لن يتمكنوا من المشاركة في مهرجانات لا تسهم إلا في خلق صورة مزيفة عن واقع حرية التعبير في البحرين.

النص الكامل للمناشدة

السادة الكرام الكتّاب المشاركين في مهرجان “تاء الشباب/ كلنا نقرأ” الذي تجري فعالياته في سبتمبر الجاري في البحرين،
ندعوكم إلى مراجعة وضع حقوق الإنسان وعلى الأخص المتعلق بحرية التعبير والنشر في البحرين والمضايقات والاعتداءات التي طالت ولا تزال الكتّاب البحرينيين قبل تأكيد قبولكم لدعوة المشاركة في المهرجان. على مدار السنة الماضية وفي الأشهر الأخيرة بالأخص منذ دخول القوات السعودية للبحرين والمشاركة في أعنف حملة قمع شهدتها البلاد في مارس الماضي والتي وقع ضحيتها أكثر من 35 قتيل وقع آخرهم قبل أيام قليلة وجرى فيها اعتقال أكثر من 1500 مواطن، وهُدمت دور العبادة ومباني من التراث الإنساني التي يصل عمر بعضها لما يفوق 400 عام، تمكن مركز البحرين من توثيق ما يفوق 90 حالة اعتداء على الكتّاب والصحفيين والمدونين والإعلاميين البحرينيين شملت التشهير والتهديد، الفصل من العمل، التحقيق غير القانوني، الاعتقال، التعذيب، الملاحقة القضائية، المحاكمة العسكرية، والقتل تحت وطأة التعذيب. لقد امتدت الاعتداءات لتشمل العديد من الإعلاميين الأجانب الذين لم يعد بوسعهم مزاولة عملهم بحرية في البحرين. ولقد جرت العديد من حالات المضايقات بعلم من مسؤولي وزارة الثقافة المنظمة للمهرجان الذي تشاركون فيه اليوم.
إننا نعتقد أن هذا ليس هو الوقت المناسب لكتّاب معروفين وذوي تأثير مثلكم أن تشاركوا بإعطاء الشرعية للنظام الذي يستمر في ممارسة هذه الانتهاكات الفادحة لحرية التعبير والنشر في البحرين عن طريق قبولكم دعوته للمشاركة في مهرجان لا يسهم إلا في رسم حالة صورية وغير واقعية لحالة حرية التعبير في البحرين.
في سبتمبر الجاري تكون قد مرت خمسة أشهر منذ مقتل ناشر الكتب وأحد مؤسسي صحيفة ودار الوسط للطباعة والنشر السيد كريم فخراوي، وكذلك المدون والناشط الإلكتروني زكريا العشيري الذين قضى كل منهما بعد تعذيبه حتى الموت في السجن، وذلك بعد أيام قليلة من احتجازهما في أبريل الماضي. حتى هذا اليوم لم يتم تقديم أي مسؤول للعدالة ومحاسبته في جريمة مقتل فخراوي أو العشيري برغم ظهور الصور التي كشفت بوضوح آثار التعذيب البشع الذي تعرضا له، وبرغم مناشدات المنظمات الحقوقية المحلية والعالمية.
لقد واجه عشرات الكُتّاب الإعتقال والإحتجاز في الأشهر الأخيرة على خلفية تعبيرهم عن آرائهم، من بينهم الكاتب والباحث عباس المرشد الذي صدر أحدث كتبه في فبراير الماضي كتاب (البحرين في دليل الخليج) ولكنه لن يكون مدعواً لفعالية تدشين الكتب في مهرجان القراءة، حيث جرى اعتقاله في مايو الماضي لحوالي شهرين وعرض على محكمة عسكرية بسبب مقالاته المنشورة الكترونياً، بتهمة التحريض على كراهية النظام وهي التهمة التي لطالما تم التذرع بها لتقييد حرية التعبير في البحرين. كذلك تلقت الشاعرة الشابة آيات القرمزي حكماً بالسجن لمدة سنة في محكمة عسكرية في يونيو الماضي وجرى احتجازها حوالي أربعة أشهر منذ مارس الماضي وجرى تعذيبها في الحجز بسبب أشعارها ذات الطابع السياسي، كما تم إجبارها على الاعتذار على شاشة التلفاز تحت وطأة التعذيب، قبل أن يتم الإفراج عنها في يوليو الماضي. أما علي عبدالإمام المدون الأبرز ومؤسس الملتقى الإلكتروني (ملتقى البحرين) الذي دافع عن الحق في حرية التعبير فقد تلقى حكماً بالسجن لـ 15 عاماً في محكمة عسكرية وهو مضطر للاختفاء والصمت اليوم بعد تجربة قاسية من التعذيب في المعتقل تلقاها بعد احتجازه في سبتمبر 2010 حتى فبراير 2011. وفي حين أصدر الشاعر والكاتب علي الجلاوي أحدث كتبه مؤخراً (الله بعد العاشرة) إلا أنه من غير المؤكد أن يُتاح الكتاب في المكتبات المحلية، نظراً لموضوعه الذي يتعلق بالتعذيب في السجون البحرينية، وقد اضطر الجلاوي وهو سجين سياسي سابق لطلب اللجوء السياسي في ألمانيا خوفاً من الاعتقال مجدداً على إثر إلقاءه قصيدة في ميدان اللؤلؤة الذي شهد احتجاجات شعبية حاشدة في فبراير الماضي. ولا يزال إلى اليوم الدكتور ميثم السلمان صاحب المؤلفات في البرمجة العصبية يقبع في الحجز منذ أكثر من خمسة أشهر ولم ينقل للمحاكمة إلا مؤخراً دون توفير أبسط شروط المحاكمة العادلة إذ لم يسمح له بلقاء محاميه.
بالإضافة إلى ذلك ومنذ مارس الماضي تعرض للإعتقال لفترات متفاوتة عشرات الصحفيين والمصورين والمدونيين، وجرى تعذيب غالبيتهم بوسائل غير إنسانية تم نشر بعض المعلومات عنها كما حدث مع الصحفية نزيهة سعيد والصحفي فيصل هيات، كما جرى فصل ما يزيد عن 30 صحفي و إعلامي من عمله، واضطر العديد من الصحفيين والكتاب لمغادرة البلاد فراراً من الاعتقال بسبب تعبيرهم عن آراء مساندة للاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد. ولا يزال الكتاب والمدونين البحرينيين في البلاد يواجهون بإستمرار إحتمالية اعتقالهم وملاحقتهم قضائياً بسبب كتاباتهم لآراء ووجهات نظر مخالفة للرأي الحكومي في ظل استمرار الحملة القمعية وفرض الحل الأمني لمواجهة مشاكل البلاد.
إن المهرجان المزمع إقامته هذا الشهر يتضمن حلقات نقاشية حول الكتب وهو يوافق مرور سنة على منع دخول كتاب المفكر البحريني د. نادر كاظم (كراهيات منفلتة) ومنع عقد حلقة نقاشية حوله، ولا يزال الكتاب ممنوعاً ضمن قائمة من الكتب الممنوعة تشمل أيضاً الترجمة العربية لمذكرات المستشار البريطاني السابق تشارلز بلجريف التي تقدم جانباً من التاريخ البحريني الذي لم تؤرخ له أية مصادر أخرى.
وفي ظل الاعتداءات المستمرة على الصحفيين المحليين تم أيضاً منع العديد من الصحفيين الأجانب من دخول البلاد وجرى ترحيل المقيمين منهم كما حدث لمراسل رويترز، وربما يكون انعكاس هذا أن لا تحصل الانتهاكات المريعة لحقوق الإنسان في البحرين على التغطية الإعلامية التي تتناسب وحجمها وبالتالي لا تحصل على الضغط الدولي الكفيل بإيقافها، ولهذا فحتى بعد ستة أشهر من بدء الحملة القمعية في مارس الماضي لا يزال الشعب البحريني مضطراً لمشاهدة المزيد من حالات قتل المدنيين العُزّل بأسلحة قوات الأمن والتي كان آخر قتل الطفل علي جواد الشيخ (14 عاماً) في يوم العيد.
إن هذه هي الظروف التي سوف سيساهم حضوركم للمهرجان في إضفاء الشرعية عليها، وسيسهم في تعميق الحالة الصورية لعودة الأمور إلى طبيعتها في البحرين، بينما يتم تكريس حالة إنتهاكات حرية التعبير في الواقع.
إننا نناشدكم بإعتباركم ممارسين لحرية التعبير عبر كتاباتكم، لنطلب منكم أن تتضامنوا مع زملائكم من الكتّاب البحرينيين الذين لا يُسمح لهم بممارسة هذه الحرية. نطلب منكم القيام بتوجيه رسالة واضحة بأنه ما لم يتم التحقيق في مقتل كل من فخراوي والعشيري، وإيقاف المحاكمات الجائرة بحق الكتّاب الذين يعبرون عن آرائهم، وإلغاء الأحكام التي صدرت بحق بعضهم، وما لم يحدث تحسن حقيقي في مناخ حرية التعبير في البحرين، فإنكم لن تتمكنوا من المشاركة في مهرجانات لا تسهم إلا في خلق صورة مزيفة عن واقع حرية التعبير في البحرين.
نبيل رجب
رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان
عادل مرزوق
رئيس مجلس الإدارة المؤقت لرابطة الصحافة البحرينية


يناشد المركز والرابطة جميع المهتمين بالشأن الحقوقي المشاركة في إرسال هذه المناشدة إلى الكتّاب المدعويين الرئيسيين في المهرجان:
واسيني الأعرج، روائي جزائري حاصل على عدة جوائز دولية، وأستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس، يكتب بالعربية والفرنسية ، آخر إصدارته “جملكية أرابيا” “يرصد فيها أثر الديكتاتوريات العربية في تشويه التاريخ والمجتمع”.
تركي الدخيل، إعلامي سعودي وكاتب معروف على نطاق واسع عربياً ، اختارته فوربس في 2010 ضمن أقوى 100 شخصية عربية.
ربعي المدهون ، روائي فلسطيني مهاجر رشحت روايته لجائزة البوكر العربية.
أمين صالح ، روائي بحريني ، مترجم وكاتب للسيناريو. حاصل على جوائز محلية وإقليمية.