رويترز: في البحرين المنقسمة ، يدفع الطلاّب ثمن الاحتجاجات


بواسطة: Erika Solomon
المنامة | الأربعاء 29 يونيو 2011
reuters.com
(رويترز) — بينما تحل حرارة الصيف، يتطلع معظم الطلاب الجامعيين في البحرين إلى الخروج من الصف. لكن محمد -19 عاماً- وأصدقاؤه يعانون من أجل العودة مرة أخرى.
تقول جماعات حقوق الإنسان المحلية إن أكثر من 400 طالب -معظمهم من الشيعة- قد طُردوا من الجامعات البحرينية في الأشهر الاخيرة، متهمين بالمشاركة في “تظاهرات غير مرخص لها”، تظاهرات هزت الجزيرة الخليجية –مملكة البحرين- في وقت سابق من هذا العام.
محمد، طالب في السنة الثانية في جامعة البحرين، وصف سلسلة من عمليات طرد الطلبة الجامعيين منذ مارس،

بواسطة: Erika Solomon
المنامة | الأربعاء 29 يونيو 2011
reuters.com
(رويترز) — بينما تحل حرارة الصيف، يتطلع معظم الطلاب الجامعيين في البحرين إلى الخروج من الصف. لكن محمد -19 عاماً- وأصدقاؤه يعانون من أجل العودة مرة أخرى.
تقول جماعات حقوق الإنسان المحلية إن أكثر من 400 طالب -معظمهم من الشيعة- قد طُردوا من الجامعات البحرينية في الأشهر الاخيرة، متهمين بالمشاركة في “تظاهرات غير مرخص لها”، تظاهرات هزت الجزيرة الخليجية –مملكة البحرين- في وقت سابق من هذا العام.
محمد، طالب في السنة الثانية في جامعة البحرين، وصف سلسلة من عمليات طرد الطلبة الجامعيين منذ مارس، والتي يستخدم فيها المسؤولون حسابات ومنشورات الفيسبوك الخاصة بالمتظاهرين وأشرطة فيديو يوتيوب ضدهم لتحديد الطلاب الذين شاركوا في احتجاجات أو وجهوا انتقادات للحكومة على شبكة الانترنت.
“هناك عقلية عدوانية من قبيل أما أن تكون معنا أو ضدنا” ، قال محمد، ممتنعاً عن تزويدنا باسمه الكامل خوفاً من انتقام إضافي من قبل الحكومة. وأضاف “إذا خرجت إلى الشوارع للمطالبة بحقوقك ، فأنت الآن لا بد أن تخضع للعقوبة”.
ويقول مسؤولوا الجامعات إن الطلاب عبروا خطاً أحمراً من خلال مطالبتهم بإسقاط الحكومة في الفناء الدراسي. ويصر كثير من الطلاب منهم أنهم احتجوا خارج الحرم الدراسي فقط، ويحذرون بأن العقوبات قد زادت من الغضب المكبوت الذي قد يثور مرة أخرى.
الحكام السنة في البحرين التي تضم الأسطول الأمريكي الخامس، مارسوا أسابيعاً من قمع الاحتجاجات المقامة من قبل الأغلبية الشيعية في البلاد خلال حملة شهدت أيضا إقالة ما يصل إلى 2000 عامل، واعتقال مئات آخرين.
أشارت البحرين إلى أن المظاهرات احتوت على أجندة طائفية مدعومة من قبل الشيعة الإيرانية، والتي تنفيها المعارضة البحرينية.
بينما صرحت وزارة التربية بأن بإمكان الطلاب أن يتقدموا بالتسجيل لجامعات أخرى، شكى الطلاب من عدم قدرتهم على الحصول على نسخ من الشهادات الخاصة بهم. كانوا مقتنعين أيضا بأنه لن توجد جامعة محلية أخرى تقبل طلاباً قد فصلوا بسبب مشاركتهم في مظاهرات.
البعض الآخر، يعاني من حظر السفر بسبب النشاط السياسي، ولا يتمكن من الدراسة في الخارج. آخرون يخشون جداً من المغادرة.
“إن الوضع سيء للغاية، البعض منا تم فصل أحد والديهم. ماذا يحدث لو يتم فصل الوالد الآخر؟ يجب علينا أن نحتفظ بكل شيء نملكه” ، قال سيد- 21 عاما.
كغيره من الطلاب ، التقى برويترز في مركز تسوق مهجور بسبب خوفه من الجهر علناً. عندما تم فصله في مارس، كان ما تبقى على سيد حتى تخرجه أقل من فصل دراسي واحد.
نشطاء ناشئون
يخشى محمد من الاعتقال إذا تقدم بطلب وظيفة وتم اكتشاف بأنه طالب متظاهر مفصول. عوضاً عن ذلك، فهو يقضي فترة ما بعد الظهر من يومه في القيادة بين القرى الشيعية بحثاً عن المظاهرات، وفي التواصل مع النشطاء عن طريق الهاتف المحمول.
“ليس لدي محاضرات دراسية، وليس لدي عمل، لذلك أنا أعمل من أجل الثورة. سرقوا حقوقي، مستقبلي، وسوف أحارب من أجل ذلك”، قال. “ليس لدي ما أخسره.”
تصاعدت حدة التوتر منذ بدء حملة القمع، والاحتجاجات وقعت بشكل يومي منذ رفع الحكومة لقانون الطوارئ في 1 يونيو. الحوار الوطني من أجل الإصلاحات، والمقرر أن يبدأ في اليوم الموافق 2 يوليو، وقع على مسامع صماء بين الشباب وبشكل أكبر على المتعصبين الشيعة الأصغر سناً.
أما في أنحاء المدينة، كرست أسماء درويش – 20 عاماً و واحدة من 40 طالباً وطالبة تم فصلهم من جامعة بوليتكنيك البحرين في الأسبوع الماضي- وقتها في النشاط والبحث عن البعثات الدراسية.
“لديهم مجموعة من الشباب الأذكياء يجلسون في المنزل من غير أي عمل يقومون به. هذا سوف يدمر البلد” ، قالت درويش، حجابها الأسود وعباءتها يتدليان على بنيتها الضئيلة والضعيفة بسبب انتهائها من الإضراب عن الطعام لمدة استمرت تسعة أيام احتجاجاً على احتجاز شقيقها.
بعد أيام من من مرافقة الشرطة لها خارج المبنى، تم اعتقالها لفترة وجيزة بسبب تنظيمها لاعتصام صغير في مكتب للأمم المتحدة.
بعض الطلاب يواجهون عقوبات أسوأ: امرأة كانت خائفة من الكشف عن اسمها، قالت أنها سجنت لمدة شهر في الليلة التي تلت اعترافها في استجواب المدرسة بأنها كانت ناشطة في الاحتجاجات.
وأفادت بأنها تعرضت للضرب بالعصي والقضبان الكهربائية في الاحتجاز، وتم تهديدها بالاغتصاب. فيما نفت الحكومة الإساءة النظامية وقالت بأنه سيتم التحقيق في أي حادثة.
“لم يسبق لي أن اعتبرت نفسي ناشطة، أردت فقط حياة أفضل”، قالت. “أنا أقوى الآن. تعلمت ما هي السياسة، هي أن لدينا حقوق ويجب علينا أن نتحدث عنها”.
التعهد بالولاء
دافع عميد جامعة البحرين عن شؤون الطلبة في الفصل، مصرحاً بأن الطلبة سوف يكونون قادرين على استئناف الفصل، وأنه من تم معاقبتهم قد خرقوا قوانين الجامعة بوضوح.
“انهم أخلّوا بالبيئة التعليمية باحتجاجات غير مصرح بها … وإذا رفعوا شعارات ضد النظام، هذا يعد انتهاكاً إضافياً” ، قال عدنان التميمي.
جامعة البحرين الآن تطلب من طلابها التوقيع على تعهد بالولاء لمملكة البحرين وللملك حمد بن عيسى آل خليفة. التعهد يشير بأن أولئك الذين لا يوقعون فإنهم يقومون بالتخلي عن كامل حقهم في الدراسة الجامعية، وأن أولئك الذين ينتهكون التعهد معرضين للفصل.
وقال مسؤولون في الجامعة بأن التعهد ليست بجديد، ولكن الآن التوقيعات مطلوبة لضمان إلمام الطلبة بالقوانين.
وقال أحد الموظفين، الذين احتجوا على الفصل، بأنه قد انزعج من الجو في الحرم الجامعي في الأشهر الأخيرة، حيث تم تعليق ملصقات بيضاء بأحرف سوداء واضحة على جميع مساحات الجدران : “لن يعفو الله عما سلف”.
ليس فقط الأعلام البحرينية، ولكن الأعلام السعودية وأعلام الإمارات العربية المتحدة ترفرف أيضاً على المداخل – تعبيراً عن التحية لقوات من دول الخليج السنية المجاورة التي قدمت لدعم حكومة البحرين خلال حملتها ضد الاحتجاجات.
“لا يمكنك أن تقول أي شيء، أو أنك سوف تتهم بكونك ضد الحكومة” ، همس الموظف “هذا يقلقني، يبدو أنهم ينسون: يوم واحد أنت على القمة، اليوم الذي يليه أنت في الأسفل، لا توجد حكومة تدوم إلى الأبد”.
تم التحرير من قبل: Paul Casciato
الصورة : Noor Alderazi
reuters.com