تزايد مزاعم التعذيب ضد الموقوفين بتهم جنائية


فبراير 2010


فبراير 2010
يتابع مركز البحرين لحقوق الإنسان بقلق شديد تزايد مزاعم التعذيب الممنهج الذي يستهدف المعتقلين والموقوفين بتهم جنائية أو اولئك المحتجزين على خلفية الإحتجاجات المتواصلة نتيجة تردي الوضع السياسي والإقتصادي في البحرين، ففي الوقت الذي أطلقت فيه منظمة “هيومان رايتس ووتش” تقريرها حول عودة التعذيب في سجون البحرين كان ضباط ومسئولون في إدارة التحقيقات الجنائية يُخضعون المزيد من الضحايا للتعذيب.
فبعد ثلاثة أيام من تفنيد السلطات البحرينية لما جاء في تقرير “هيومان رايتس ووتش” تقدم المواطن (ع.ح) بشكوى إلى مركز البحرين لحقوق الإنسان يزعم فيها تعرضه للتعذيب الشديد من قبل ضباط تابعين لإدارة التحقيقات الجنائية بالعدلية. وتحدث السيد عن معاناته التي استمرت قرابة الأربعة أيام إثر إلقاء القبض عليه مؤخرا على خلفية قضية جنائية.
والحادثة كما يرويها السيد (ع.ح) بدأت وهو عائدٌ إلى منزله عندما تفاجأ بعدة أشخاص يحيطون به بعد نزوله من السيارة حيث تم اقتياده إلى مبنى التحقيقات الجنائية وهو المكان الذي زعم انه تعرض فيه للتعذيب والضرب المبرح على جميع أنحاء جسمه. وفي اليوم التالي أوقفوه لساعات وأخذ لمكان آخر ربطت فيه رجليه بيديه مع بعضهم وهو جالس وتم إدخال العصا بينهم وتعليقه بطريقة (الفلقة) -احدى الطرق المعروفة للتعذيب عند أجهزة الأمن في البحرين- ومن ثم ضربه بقضيب بلاستيكي ” الهوز” على أخمص القدمين حتى تورمت رجليه واسودت.


صور تظهر آثار الضرب على رجلي الضحية

وبعد ذلك جاءوا بجهازٍ أسود اللون بطول ذراع اليد وفيه مؤشران بارزان إلى الأمام، واستخدموه لصعق الضحية بالكهرباء عدة مرات حتى سقط أرضاً من شدة التعب، إلا أن ذلك لم يشفع له لدى معذبيه الذين استمروا في ضربه وركله وصعقه في جميع أنحاء جسمه لكي يعاود الوقوف قسرًا. وكانت أثار التعذيب واضحة على أنحاء جسده مدعومة بثلاثة تقارير طبية صادرة من جهات مختلفة تثبت تعرضه لإصابات وجروح وكدمات في مناطق عدة. ويزعم الضحية إن عمليات التعذيب التي تعرض لها كانت تحت إشراف مباشر من الملازمين علي وفهد الفضالة .


التقرير الطبي الخاص بمستشفى الشرطة وكذلك احد المراكز الصحية العامة ومستشفى السلمانية الطبي

ويلاقي السجناء والموقوفين على خلفية قضايا جنائية عادة تعذيب يتجاوز في شدته حجم التعذيب الذي يتعرض له الموقوفون العاديون حيث يمعن معذبيهم في إيذائهم والتنكيل بهم وذلك لقناعتهم بأن هؤلاء الموقوفون لا يجدون تعاطفاً من أفراد المجتمع ولا مؤسساته. كما أن أسر هذه الضحايا تتلكأ في التقدم بشكاوى ضد معذبيهم لتفادي الوقوع في حرج نتيجة طبيعة التهم الموجهة لهم.
ففي الأشهر والسنوات الماضية توفي عدة موقوفين بتهم جنائية وغيرها في سجون التحقيقات الجنائية بمملكة البحرين في ظروف غامضة . وكانت السلطات الأمنية توجِد مبررًا وتفسيرًا لكل حالة وفاة، غير أن مركز البحرين لحقوق الإنسان يرجح أن وفاة بعض هؤلاء الضحايا ربما كانت نتيجة سوء المعاملة والتعذيب الشديد الذي مورس ضدهم أثناء فترة التحقيق والإحتجاز. وتستعين الجهات الامنية في السنوات الاخيرة بخبراء مصريين في التعذيب والصعق الكهربائي.
ويخشى مركز البحرين لحقوق الإنسان من تحول التعذيب الممنهج إلى واقع يعاني منه الكثير من الموقوفين على ذمة قضايا جنائية، وكان آخرها ما أشارت إليه جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان من تعرض أحد المواطنين السعوديين للتعذيب في البحرين .4

وصرح نبيل رجب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان قائلاً: ” إن السجناء والموقوفين على ذمة قضايا جنائية يعدون بشراً مثلنا لهم كافة الحقوق التي يتمتع بها البشر ويجب أن يعاملوا على هذا الأساس، وان الإساءة لهم أو تعذيبهم جريمة إنسانية يعاقب عليها القانون الأمر الذي يستوجب العمل على ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة” وأضاف رجب: ” وإن كانت هناك غفلة للمؤسسات الحقوقية عن هؤلاء الضحايا في الفترة السابقة ، إلا أن ذلك الوضع يجب أن لا يستمر طويلاً. وسيأخذ مركز البحرين لحقوق الإنسان على عاتقه رصد حالات التعذيب التي يتعرض لها الموقوفون على ذمة قضايا جنائية وسيعمل على فضح مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة.
البحرين دولة طرف في ثلاث معاهدات تحرم التعذيب منها اتفاقية مناهضة التعذيب والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والميثاق العربي لحقوق الإنسان. ويحرم التعذيب كذلك الدستور البحريني وقانون العقوبات وقانون الإجراءات الجنائية، إلا أن كل تلك المواثيق والعهود والمواد الدستورية والقانونية بقت حبر على ورق بعيدا عن التطبيق لم تكن رادعا لمجرمي التعذيب على اعتبار إنها.

إن مركز البحرين يطالب حكومة البحرين:
– وقف التعذيب الممنهج ضد جميع السجناء في البحرين فورا.
– توقيف ومحاكمة المسئولين وملاحقة المتورطين في جرائم التعذيب وعلى رأسهم هؤلاء الدين وردت أسمائهم في تقرير منظمة هيومان رايتس واتش وبقية التقارير الصدارة من مركز البحرين لحقوق الانسان.
– التزام حكومة البحرين بالتعهدات والمعاهدات والتوصيات الدولية التي وقعت عليها ومنها التوصيات الصادرة من لجنة مناهضة التعذيب الخاصة بالأمم المتحدة.

_______________________________________________________

[1] فيديو يوثق أثار التعذيب على المعتقل http://www.youtube.com/watch?v=JeFTWVY0p3U

[2] فهد الفضالة أحد الأفراد المعروفين لدى أجهزة الأمن وتم الإشارة إليه في تقرير” التعذيب يبعث من جديد” لمنظمة هيومان رايتس واتش

[3] صحيفة الوقت www.alwaqt.com/art.php?aid=181511 ، صحيفة الوسط www.alwasatnews.com/2534/news/read/227845/1.html

[4]جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان: تعذيب مواطن سعودي في السجون البحرينية http://www.anhri.net/bahrain/byshr