المدافع عن حقوق الانسان ميثم الشيخ في حالة خطر نتيجة التعذيب


25 يناير 2009م
يعبر مركز البحرين لحقوق الإنسان عن قلقه الشديد على صحة وحياة الشاب ميثم بدر جاسم الشيخ (33 عاماً) الناشط في لجنة العاطلين ومتدني الأجر، إثر إصابته بمرض التصلب العصبي المتعدد (Multiple sclerosis) والذي يعتقد بأنه قد أصيب به نتيجة تعرضه للتعذيب بعد اعتقاله من منزله فجر 21 ديسمبر 2007م.

25 يناير 2009م
يعبر مركز البحرين لحقوق الإنسان عن قلقه الشديد على صحة وحياة الشاب ميثم بدر جاسم الشيخ (33 عاماً) الناشط في لجنة العاطلين ومتدني الأجر، إثر إصابته بمرض التصلب العصبي المتعدد (Multiple sclerosis) والذي يعتقد بأنه قد أصيب به نتيجة تعرضه للتعذيب بعد اعتقاله من منزله فجر 21 ديسمبر 2007م.
وتشير المعلومات التي تلقاها المركز بأن أعراض هذا المرض قد بدأت في الظهور على ميثم الشيخ بعد أسابيع قليلة من اعتقاله وتعرضه للتعذيب على أيدي أفراد مكتب التحقيقات الجنائية. ومنذ أغسطس الماضي حاول ميثم الشيخ إيصال معاناته من المرض لإدارة السجن، إلا إن محاولاته باءت بالفشل بسبب تجاهل وتعنت تلك الإدارة ، حتى قامت الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان بمناشدة النيابة العامة بعرضه على طبيب مختص لتشخيص حالته . وفي نوفمبر الماضي، أي بعد ثلاثة شهور من طلبه، تم عرض ميثم لأول مرة أخصائي الأعصاب لتشخيص حالته، إلا إنه وبالرغم من إثبات إصابته للمرض المشار له، لم يتم نقله للمستشفي لتلقي العلاج الا يوم الأربعاء الماضي 12 يناير 2009.
وكان قد حكم على ميثم بدر الشيخ بالسجن مدة 5 سنوات في قضية عرفت محلياً بحوادث ديسمبر للعام 2007م التي جاءت إثر موت شاب في الثلاثينات من عمره من سكنة جدحفص أثناء الاحتجاجات بيوم ضحايا التعذيب. وقد شاب إجراءات القبض والتحقيق والمحاكمة الكثير من الشكوك بشأن عدم مراعاة المعايير الدولية بالنسبة للإجراءات والمحاكمة العادلة. واعتبرت منظمة فرونت لاين الدولية في فبراير 2008 بان ميثم والعديد من زملائه، ومنهم نشطاء معروفون، قد تم اعتقالهم وتعريضهم لصنوف التعذيب بسبب نشاطاتهم السلمية في مجال حقوق الإنسان، فيما طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش في يوليو 2008 بتجميد تنفيذ الأحكام وإجراء تحقيق مستفيض في مزاعم تعرض المعتقلين للإساءات والتعذيب أثناء الاحتجاز. ولم تستجب السلطات البحرينية، وحتى كتابة هذا البيان، لأي من طلبات التحقيق في مزاعم التعذيب عند المعتقل، خصوصاً في الفترة الأولى التي تلت الاعتقال في مكتب التحقيقات الجنائية.
وحسب ما نقل عن المعتقل ميثم بدر الشيخ لزواره من أعضاء مركز البحرين لحقوق الإنسان عند زيارتهم له في المستشفى العسكري يوم الجمعة الماضي ، فانه تعرض لتعذيب شديد عند اعتقاله وعلى مدى 45 يوما متواصلة في مبنى مخصص للتعذيب يسمى بمبنى (التعقيب) ويقع في مجمع التحقيقات الجنائية بمنطقة العدلية، وذلك من اجل انتزاع أقوال وإرغامه على قول اعترافات لأفعال لم يرتكبها. فقد تعرض ميثم لصنوف التعذيب التي شملت التعليق من الأيدي طوال الليل، والصعق بالكهرباء في مناطق مختلفة من الجسم وخصوصا المناطق الحساسة، التحرش ومحاولة الاعتداء الجنسي عليه، وإدخال قضيب خشبي في مؤخرته عنوة. وكان اشد ما عاناه من ذلك التعذيب هو ما حصل في ليلة رأس السنة الميلادية 2008، حيث قام مجموعة من المعذبين بتعذيبه بشكل متواصل حتى ساعات الصباح من ذلك اليوم . وكانت أثار التعذيب واضحة للعيان عندما سمح لأفراد أسرته بزيارته بعد انتهاء فترة التحقيق. ومن بين الأسماء التي شاركت في التحقيق معه وتعذيبه حسب قوله:
• النقيب فهد الفضالة ( بحريني )
• نائب العريف دعيج الكبيسي ( بحريني )
• العريف حمزة الشوملي ( بحريني )
• ملازم أول عيسى ألمجالي (أردني)
• شرطي أول عبد الملك ( يمني)
وكان تقرير اللجنة الطبية الذي قدم للمحكمة في القضية التي اتهم فيها ميثم الشيخ يشير إلى احتمالية حصول حالات تعذيب للمعتقلين الذي كان ميثم من ضمنهم ،إلا أن المحكمة لم تأخذ بذلك التقرير ولا بأقوال الشهود، بل كان لافتا أن لا يحتسب الحكم فترة التوقيف التي قاربت على العام ولا الإجازات التي من المفترض أن تقتطع من فترة الحكم، كما جرت العادة وكما هو معروف.
ويترأس أفراد من الأسرة الحاكمة كل من وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني ووزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى وقضاة المحكمة الجنائية الكبرى التي حوكم فيها ميثم وأصحابه، مما يعزز الشكوك في استقلالية ونزاهة الحكم الذي أصدرته المحكمة. ولقد وردت تقارير عديدة لمركز البحرين لحقوق الإنسان عن تصاعد وتيرة التعذيب المنظم في جميع القضايا الأمنية والاعتقالات التي ارتبطت بها منذ ديسمبر 2007 وحتى هذه اللحظة. ويعتقد بأن لذلك صلة بارتفاع الاحتجاجات الشعبية والامتعاض العام ضد سياسات السلطة في قضايا مختلفة ومنها الاعتقال التعسفي والتعذيب.
وبناء على ذلك يطالب مركز البحرين لحقوق الإنسان السلطات في البحرين:
1- الإفراج الفوري عن السجين ميثم بدر الشيخ، وجميع المعتقلين الآخرين ممن يعتقد بأنه تم اعتقالهم بسبب نشاطاتهم المطلبية السلمية
2- إرسال ميثم الشيخ بشكل عاجل لتلقي العلاج في الخارج كون البحرين لا يوجد بها مراكز تخصصية سواء للمرض العضوي الخطير الذي يعاني منه أو آثار التعذيب النفسية
3- التحقيق العاجل والمستقل والشفاف في وقوع التعذيب بحق المعتقلين وخصوصا ميثم الشيخ، وتوقيف المتهمين عن العمل، تمهيدا لتقديمهم للمحاكمة العادلة أمام قضاء محايد ونزيه.
4- الفحص الطبي المتخصص لبقية المعتقلين في القضايا الأمنية التي بدأت بما عرف بحوادث ديسمبر 2007م وما تلاها والكشف عما تسببه تعرضهم للتعذيب أثناء فترة التحقيق والتوقيف.