الوسط:«البلوغر» اليوسف: على «الإعلام» استقطاب مبدعي «المدونات» ودعمهم

العدد 2187 الاثنين 1 سبتمبر 2008 الموافق 1 رمضان 1429 هــ
——————————————————————————–
في ذكرى «اليوم العالمي للمدوّنين»
«البلوغر» اليوسف: على «الإعلام» استقطاب مبدعي «المدونات» ودعمهم
الوسط – محرر الشئون المحلية
العدد 2187 الاثنين 1 سبتمبر 2008 الموافق 1 رمضان 1429 هــ
——————————————————————————–
في ذكرى «اليوم العالمي للمدوّنين»
«البلوغر» اليوسف: على «الإعلام» استقطاب مبدعي «المدونات» ودعمهم
الوسط – محرر الشئون المحلية
طالب «البلوغر» البحريني محمود اليوسف وزارة الإعلام بأن تفتح المجال أمام المدونين للكتابة في مدوناتهم الإلكترونية من دون أي تهديد أو وعيد، مطالباً الوزارة بالتواصل مع المدونين وعقد دورات تدريبية لهم في مجال استعمال التكنولوجيا وكتابة النص.
وقال: «من المفترض بوزارة الإعلام أن تستقطب الناس المبدعين إلى جانبها بدلاً عن تنفيرهم، لذلك يجب عليها احتضانهم وفتح المجال لهم كي يبدوا آراءهم بكل حرية».
وأكد اليوسف في ذكرى اليوم العالمي للبلوغرز التي صادفت يوم أمس (الأحد) الموافق 31 أغسطس/ آب أن عدد المدونين في البحرين بلغ نحو 198 مدوناً، وأن هناك عدد أكبر من المدونين الذين لا يمكن حصرهم من الأطفال والمراهقين من طلبة المدارس الخاصة والعامة الذين ربما يصلون إلى ألفي مدون.
وقال اليوسف: «أعداد المدونين البحرينيين في تزايد، لأننا وصلنا لمرحلة يريد فيها الجميع إيضاح وجهة نظرهم، كما أن محركات مواقع البلوغز غالباً ما تكون من دون مقابل، ما يتيح الفرصة لأي شخص كان لإنشاء موقعه الإلكتروني الخاص».
وأضاف: «كمدونين، نحن أناس عاديون ونسعى من خلال مواقعنا لأن نشرك الباقين مع وجهة نظرنا والاستماع إلى وجهات نظر الآخرين، كما أننا نجد في هذه المواقع نقطة تواصل مع الأصدقاء والعائلة، وكذلك الاشتراك في صناعة الرأي، عبر الاستماع للآخرين والتأثير على الباقين».
أما بشأن عدد المواقع الإلكترونية في البحرين، فرجح اليوسف أنها لا تقل عن 3000 آلاف موقع إلكتروني، وتشكل المنتديات الجزء الأكبر منها، وخصوصاً أن منتديات القرى في البحرين لوحدها ربما تفوق الـ120 منتدى.
وفيما يتعلق بقلق بعض الجهات الرسمية من المدونات الإلكترونية التي لا تعرف رقيباً على مضمونها، ذكر اليوسف أن الحكومة لا تقلق من المدونات، وأنه لو كان ذلك صحيحاً لكان في مقدور الحكومة غلق شبكة الانترنت بأكملها، مشيراً إلى أن الانتقاد السلس والبناء من قبل بعض المدونين يجب أن تتعامل معه الحكومة برحابة صدر.
وفيما يتعلق بنظرة البعض للمدونات الإلكترونية على أنها مصدر خبر غير صادق في غالبية الأحيان، قال اليوسف: «فضاء التدوين شاسع جداً، ولا يمكن حصر الموضوعية على شخص أو قالب محدد، كما أن بعض الأخبار التي يتناولها المدونون قد تكون أخباراً غير صادقة، وذلك ما قد يعرضه لفقدان الثقة به، وخصوصاً مع تكرار ذلك».
كما توقع اليوسف – قبل توقيع «ميثاق مواقع بلا كراهية» الذي صادف مساء يوم أمس (الأحد) – أن يصل عدد الموقعين على الميثاق إلى نحو 100 موقع من المدونين وأعضاء الجمعيات السياسية وغيرهم، مؤكداً أن توقيع الميثاق سيكون متاحاً للجميع.
وأضاف: «توقيع الميثاق لن يحل شيئاً لوحده، وهو عبارة عن ورقة توقيعات تضم سبع نقاط، ولكننا سنسعى بعد التوقيع عليه لتشكيل لجنة لمتابعة المواقع الإلكترونية، سيتم فيها تحديد دور لكل عضو فيه بغرض القضاء على كل مواقع الكراهية».
وبشأن تعريف الميثاق لـ «الكراهية»، أوضح اليوسف أنه حسبما جاء في المذكرة التفسيرية لميثاق الشرف فإنه يعني التحريض على العنف أو اتخاذ إجراءات مجحفة ضد شخص أو مجموعة من الأشخاص بأي شكل كان (فعل، قول، كتابة، غيره) على أساس العرق أو الجنس أو الطائفة أو المذهب أو الإيديولوجية والفكر.
وأكد اليوسف أن المدونين يعانون من مشكلات تقنية تعود إلى البطء في الاتصال على شبكة الانترنت، ما يقلل من فرص استخدام تقنيات الصورة والفيديو والصوت، ويحد من الإبداع، ناهيك عن عدم وجود العدد الكافي من مزودي الخدمة في البحرين.
«البلوغرز»… اتجاهات فكرية وثقافية مختلفة يتحدث بها الملايين
في فترة ما قبل نهاية القرن العشرين، ظهر مصطلح جديد في عالم النشر الالكتروني يدعى «البلوغرز»، وهم الذين عرفوا بالعربية بالمدونين، ويطلق على الأشخاص الذين يساهمون في نشر آرائهم على صفحات الانترنت والكتابة بشأن مختلف القضايا الثقافية والفنية والاجتماعية والسياسية باللغة العربية واللغات العالمية بمساحة واسعة من التعبير عن الذات وحرية الرأي.
وبعد أن كانت الكتابة في الانترنت فردية وعشوائية أصبحت تعمل الآن على شكل مجموعات منظمة في عدد من البلدان، وأصبحت للبلوغرز تنظيماته المحلية والعالمية, وهناك الآن مجتمعات عدة للمدونين تعقد اجتماعاتها الدورية لمناقشة قضايا المدونين وتبادل الخبرات.‏
ولدى البلوغرز اتجاهات فكرية وثقافية مختلفة، وهم يطرحون آراءهم بحرية ويستمعون الى الرأي الآخر. وكما استطاعت الفضائيات اختراق الايقاع الرسمي، سار البلوغرز على خطاها إذ وجدوا في تقنية الانترنت فرصة ليكتبوا ما يشاءون من دون رقيب أو حسيب.‏
وتثبت الاحصاءات أن عدد صحافيي الإنترنت حول العالم يزدادون يومياً، فمقالات البلوغرز التي تنشر باللغات الصينية، والعربية، والبرتغالية، واليابانية هي من بين ملايين المقالات المنشورة على الإنترنت.
ومقالات الإنترنت هذه وسيلة محادثة، فالكثير من أفضل هذه البلوغرز يمنح القرّاء فرصة تسجيل تعليقاتهم، ويولع البلوغرز أو كتاب المدونات الإلكترونية بالإشارة إلى أعمال غيرهم لإلقاء الأضواء عليها ومناقشتها. كما تُشكِّل «البلوغز» وسيلة محادثة أيضاً لأن أفضل مدونات الإنترنت تكتب بصوت إنساني مميز.
وتقول منظمة «مشروع بيو للإنترنت» – وهي منظمة غير ربحية تجري أبحاثاً بشأن تأثير الإنترنت – إن قراءة المدونات الإلكترونية أو البلوغز قد ازدادت مع ازدياد تأليف هذه المقالات. وقد قرأ ما يزيد عن ربع سكان الولايات المتحدة مقالة واحدة (بلوغ) على الأقل، وفي حين أن الأرقام بقيت على حالها نوعاً ما خلال العام 2005، ولفتت تغطية وسائل الإعلام واسعة الانتشار لمقالات الإنترنت الانتباه إلى المدونات الإلكترونية أو البلوغز أكثر من أي وقت مضى.
وقد حظي كتاب المدونات الإلكترونية (البلوغرز) بأكبر قدر من الاهتمام في كتاباتهم عن قضايا الساعة في السياسة، والتكنولوجيا، وغيرها من المجالات المشابهة. غير أن معظم مقالات الإنترنت أي الغالبية العظمى من ملايين البلوغز المنشورة على الإنترنت الآن ليست موجهة إلى أعداد كبيرة من القرّاء، على رغم رغم كونها تتمتع بقيمة عالية. فبالنسبة لبعض أصحاب المدونات أو البلوغز حلت مفكراتهم الإلكترونية بصورة أساسية محل الرسائل التقليدية الموجهة إلى العائلة في الوطن وإلى الأصدقاء المقربين. أما القيمة التي يكسبها القارئ من هذه المقالات الشخصية جداً فمن المؤكد أنها ستكون أعظم بالنسبة لكل قارئ فردي مُعين من قيمة المدونات المماثلة الأكثر شعبية على الإنترنت.
وقد انتشرت كتابة المفكرات الإلكترونية الشخصية أول ما انتشرت في الولايات المتحدة. وكان ذلك أمراً متوقعاً نظراً لكون الأدوات الأولى الخاصة بالإنترنت جاءت على يد شركات أميركية طوّرت برامج الكمبيوتر اللازمة. ولكن هذه المدونات الإلكترونية آخذة الآن في التحول إلى ظاهرة عالمية. فعلى سبيل المثال، أعداد كتاب البلوغز تتزايد في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، إذ يقوم نحو 50 ألف شخص معظمهم من الشباب بنشر مقالاتهم أو مفكراتهم الإلكترونية على الإنترنت.
وتستطيع صحافة الإنترنت ان تُقدّم سمة للتغطية الإخبارية مازالت نادرة نوعاً ما: الشفافية. فالمراسلون المتخصصون بتغطية الأخبار يطلبون الشفافية من غيرهم ولكنهم عادة غير مستعدين لتسليط الضوء على عملهم. وقد بدأ هذا الوضع بالتغير الآن إلى الأفضل، وتُشكِّل مقالات الإنترنت (البلوغز) أداة مفيدة في تلك العلمية.
وتُشكِّل المدونات الإلكترونية (البلوغز) التي يكتبها صحافيون محترفون نسبة ضئيلة جداً من مجمل البلوغز. ويؤدي بعض كتّاب مقالات الإنترنت عملاً صحافياً ممتازاً من تلقاء أنفسهم وينافسون الصحافيين التقليديين في الحصول على اهتمام القرّاء وعلى احترام المصادر التي تزودهم بالمعلومات.
ويتوقع الباحثون أن المنظمات الإعلامية الرئيسية لن تنجح في السيطرة على حركة كتابة البلوغز حتى لو حاولت ذلك. فالحاجز المالي أمام ولوج هذه السوق يقرب من الصفر حالياً. ويستطيع بالتالي أي فرد يملك الموهبة والوقت أن ينشئ بلوغ (مفكرة إلكترونية)، أو يقيم نظام بث محمول، أو وسيلة إعلامية من نوع آخر، دون أن ينفق ثروة في ذلك.
الوصلة:
http://www.alwasatnews.com/news/print_art.aspx?news_id=784300&print=true
صحيفة الوسط 2008 – تصدر عن شركة دار الوسط للنشر و التوزيع – جميع الحقوق محفوظة