البحرين: السلطات تصعد الحملة على رجال الدين الشيعة وحرية الدين

mosque

يعبر مركز البحرين لحقوق الإنسان (BCHR) عن قلقه البالغ إزاء تصاعد أعمال القمع ضد حقوق الإنسان والحريات الأساسية في البحرين. الأمر الذي ينذر بالخطر في أعقاب قمع المدافعين عن حقوق الإنسان و ممثلي المجتمع المدني، بدأت السلطات البحرينية بعملية إستهداف وملاحقة قضائية للمزيد من الشخصيات الدينية في البلاد.

يوم 14 يونيو 2016، أغلقت وزارة التنمية الاجتماعية إثنتان من مؤسسات المجتمع الدينية غير الربحية: جمعية الرسالة الإسلامية وجمعية التوعية الإسلامية، وقامت بحجب مواقعهم الإلكترونية في البحرين. وقالت النيابة العامة في بيان يوم 15 يونيو انها انتهت من التحقيق في “حالات جمع الأموال غير المشروعة وغسل الأموال” المنسوبة إلى مسؤولين من هذه الجمعيات وألقي القبض على رئيس جمعية صحيفة الرسالة، محمود العرب يوم 14 يونيو 2016 و لا يزال رهن الاحتجاز.

في 15 يونيو 2016، أبلغت السلطات البحرينية الشيخ محمد صنقور بإيقافه من إمامة صلاة الجمعة في مسجد الإمام الصادق في الدراز، حيث تقام أكبر صلاة جمعة للشيعة أسبوعيا. و لم يعط أي سبب أو مبرر لهذا القرار. وبعد ذلك، أصدر أئمة الشيعة بيان أعلنوا فيه إحساسهم بـ “إنعدام الأمان” في إجراء صلوات الجماعة. و بهذا قرروا تعليق جميع صلوات الجمعة الأسبوعية حتى إشعار آخر. وفي أعقاب ذلك، أصدرت إدارة الأوقاف الجعفرية بيانا تحذر فيه من “دعوات مشبوهة تهدف لتعكير صفو الروحانية والتقوى في شهر رمضان.” وبناء على هذا التحذير، استدعت السلطات رجل الدين الشيعي الشيخ عبد المحسن عطية الجمري بتاريخ 16 يونيو 2016، وذلك لدعمه قرار تعليق صلاة الجمعة.

وقد رافق هذه الإجراءات تزايد في الإستدعاء والإستجواب لرجال الدين. يوم 15 يونيو 2016، تلقى تسعة من رجال الدين على الأقل استدعاءات للحضور للإستجواب في اليوم التالي، على ما ذكرت النيابة العامة والتحقيق في مزاعم “جمع الأموال بطرق غير مشروعة” وفقا لآخر بيان لها. وقد رصد مركز البحرين بين تلك الإستدعاءات في 16 يونيو 2016 على النحو التالي:

  1. الشيخ مجيد مشعل: رئيس المجلس العلمائي المنحل.
  2. الشيخ باقر الحواج، رئيس جمعية التوعية الإسلامية الذي استدعي سابقا أيضا للإستجواب و الذي استمر لمدة ست ساعات يوم 14 يونيو، وتلقى دعوة أخرى للاستجواب في 16 يونيو 2016.
  3. الشيخ حسين المحروس: مدير مكتب الشيخ عيسى قاسم، الشخصية الدينية الأبرز لمجتمع الشيعة في البحرين وأحد مؤسسي جمعية التوعية الإسلامية.
  4. في ليلة 15 يونيو 2016، داهمت قوات الأمن منزل الشيخ حسن المالكي في قرية المالكية لتسليمه إستدعاء. مع أنه خارج البلاد حاليا.
  5. الشيخ إبراهيم الأنصاري: رجل دين الشيعي و واعظ.
  6. سيد هاشم البحراني: عضو في جمعية الوفاق التي تم إغلاقها قبل عدة أيام.
  7. الشيخ عبد المحسن عطية الجمري: استدعي في وقت متأخر من مساء يوم 16 يونيو عام 2016، بعد بضعة ساعات من إدلاءه ببيان دعما للقرار بتعليق صلاة الجمعة

ويعتبر مركز البحرين هذه الأعمال كجزء من حملة الترهيب ضد رجال الدين والدعاة لعرقلة الحريات الدينية وقدرتهم على ممارسة حقهم في حرية التعبير. وفي الشهر الماضي، تلقى رجل دين، الشيخ محمد المنسي، حكما بالسجن لمدة سنة واحدة ل”خطبة غير مصرح بها”. وفي تصريح مشترك عبّر المقرر الخاص المعني بحرية الدين والمعتقد مع غيره من المقررين، عن قلقهم إزاء ما تقوم به حكومة البحرين من تمييز منهجي ضد الشيعة.  لقيامهم مع النيابة العامة بإستهداف رجال الدين الشيعة. حاليا، ما لا يقل عن 20 من رجال الدين الشيعة هم رهن الاعتقال بتهم تتعلق بممارسة حقهم في حرية الدين. في 13 يونيو 2016، صادق الملك البحريني على مشروع قانون بتعديل قانون الجمعيات السياسية لعام 2005 يشرعن التمييز بحظر المشاركة في صنع القرار السياسي على أسس دينية، ويمنع أي شخصية دينية تلقي خطبا من الإنضمام للجمعيات السياسية أو من المشاركة في الأنشطة السياسية.

وأخيرا، مركز البحرين يدعو حكومة البحرين إلى:

  • وقف استهداف حرية رجال الدين الشيعة “لممارسة الشعائر الدينية وحرية التعبير
  • السماح لزيارة المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية الدين أو المعتقد
  • الإمتثال للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وخاصة فيما يتعلق بحرية الدين والتعبير عن الرأي