يعرب مركز البحرين لحقوق الإنسان عن قلقه العميق إزاء استمرار ممارسة التعذيب في البحرين، وخاصة في نظام السجون.
حسن جابر القطّان (27 سنة)، هو واحد من بين العديد من ضحايا التعذيب في سجن جو حيث يقضي حكما طويل الأمد بعشر سنوات سجن منذ مايو/أيار 2008. بعد عصيان سجن جو في مارس/آذار تم إلغاء زياته العائلية المقررة ليوم 11 مارس/آذار 2015، كما تم منعه من الاتصال بأسرته حتى نهاية أبريل/نيسان. سُمحت له فقط بزيارة يوم 2 يونيو/حزيران 2015.
أثناء الزيارة، رأته عائلتة حليق الرأس ونحيف الجسم، وقد تورم فمه من أثر الضرب بالهراوات والعصي، كما كانت يده متورمة بشدة.وبعد انتهاء المقابلة بينما كان يهم بالخرج لاحظت عائلته بأنه كان يعرج.
خلال الزيارة، أبلغ أسرته بأنه تعرض للضرب المبرح في سجن جو في 10 مارس/آذار 2015 على يد حراس أردنيين وباكستانيين وأنه تم اقتياده إلى عنبر رقم 10، وهو القسم الذي تم توثيق العديد من حالات التعذيب فيه.
في 7 يونيو/حزيران، بعد تلك الزيارة، تم نقل القطان من عنبر 10 إلى عيادة السجن وذلك بسبب آثار الضرب الشديد الذي تعرض له. بعد ذلك نُقل إلى وحدة العناية المركزة بمستشفى السلمانية. وأفاد الطبيب المعالج هناك بأنه عندما استلم حسن في المستشفى كانت واحدة من كليتيه تعمل فقط وبنسبة 10٪. تم تشخيص حالته بأنه مصاب بالفشل الكلوي، وهي حالة خطيرة تحتاج إلى الرعاية المناسبة والمراقبة الدقيقة، الأمر الذي لا يمكن أن يتوفر في سجن جو.
لم يقم أي مصدر رسمي بإبلاغ عائلة القطان عن إدخال ابنها إلى المستشفى. العائلة أبلغت مركز البحرين لحقوق الإنسان بأن حسن لم يكن يعاني من أي مرض في الكلى قبل الهجموم على السجناء في سجن جو. وقد أخبر القطان عائلته بأنه غالبا ما يعاني من غثيان وارتفاع في ضغط الدم، وإنه عندما كان يطلب من الحراس نقله إلى عيادة السجن كانت طلباته تقابل إما بالتجاهل أو بإعطائه المسكنات فقط.
ويوثّق أحدث تقرير لمركز البحرين لحقوق الإنسان حول سجن جو الاستخدام المنهجي للتعذيب الجسدي والنفسي في هذا السجن المكتظ. سجن جو هو أكبر سجن خاص بالذكور المحكومين بمدد طويلة في البحرين. في مارس/آذار 2015، احتج بعض السجناء بقوة ضد أسلوب التعامل السيء معهم علاوة على تزايد الإكتظاظ والظروف المعيشية الغير صحية. على الرغم من مشاركة أقلية السجناء في العصيان، إلا أن رد فعل السلطات البحرينية كان عقابا جماعيا وباستخدام القوة المفرطة.
علاوة على التعذيب الذي تعرض له القطان بعد العصيان في سجن جو، وجهت له تهمة جديدة هي “إثارة الشغب في السجن”، على أن تبدأ محاكمته في شهر سبتمبر/أيلول 2015.
ممارسات التعذيب في البحرين ليست مقتصرة على سجن جو وحسب، وقد وثق مركز البحرين لحقوق الإنسان التعذيب المنهجي. ويتبين من خلال القضايا الموثقة بأن الأطفال والنساء غير مستثنين من هذه الممارسات.
بناء على ما سبق، يدعو مركز البحرين لحقوق الإنسان الحكومات والمنظمات الدولية للضغط على حكومة البحرين من أجل:
- توفير الرعاية الصحية اللازمة لحسن جابر القطان؛ و
- محاسبة أي شخص تثبت مسؤوليته عن سوء المعاملة أو التعذيب، بمن فيهم أولئك الذين من أذنوا لمثل هذه الإنتهاكات أو تغاضوا عنها؛ و
- التوقيع على البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب لتعزيز المساءلة؛ و
- إعادة جدولة زيارة المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو الغير عادية أو اللاإنسانية أو المهينة.