في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة لا تزال النساء البحرينيات يتعرضن الى الإعتقال و التعذيب

25 نوفمبر 2011

في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المراة يدين مركز البحرين لحقوق الإنسان انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام البحريني ضد المرأة في البحرين . لعبت النساء دوراً مهماً بمشاركتها النشطة و الفعالة في الإنتفاضة البحرينية ، و تم إستهدافها بعنف لدورها النشط في الدعوة للديمقراطية و الإصلاح السياسي . قُتلت أربع نساء بحرينيات بالرصاص الحي و بالإختناق من مسيل الدموع و بالترهيب. و اعتقلت و عذبت العديد من النساء بالإضافة الى الحكم عليهن بالسجن لمدة تصل الى 15 سنة.

25 نوفمبر 2011

في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المراة يدين مركز البحرين لحقوق الإنسان انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام البحريني ضد المرأة في البحرين . لعبت النساء دوراً مهماً بمشاركتها النشطة و الفعالة في الإنتفاضة البحرينية ، و تم إستهدافها بعنف لدورها النشط في الدعوة للديمقراطية و الإصلاح السياسي . قُتلت أربع نساء بحرينيات بالرصاص الحي و بالإختناق من مسيل الدموع و بالترهيب. و اعتقلت و عذبت العديد من النساء بالإضافة الى الحكم عليهن بالسجن لمدة تصل الى 15 سنة.

وفاة أربع بحرينيات بسبب الأستخدام المفرط للعنف من قبل قوات الامن


صورة : سيارة الشهيدة بهية العرادي أول شهيدة في انتفاضة البحرين ، كانت تقود سيارتها عندما أطلق عليها الرصاص.

بهية عبد الرسول العرادي، تبلغ من العمر 51 عاماً و هي أول شهيدة في انتفاضة البحرين. كانت تقود سيارتها في شارع البديع عندما أصبحت من ضمن المفقودين. آخر مكالمة هاتفية لها كانت مع شقيقتها الصغرى و التي سمعت أصوات الطلقات النارية بالقرب من دوار القدم بينما كانت بهية تحاول الخروج من ذاك الشارع. اتصلت عائلة بهية بجميع المستشفيات الا أنهم لم يتمكنوا من العثور عليها. في التاسع عشر من مارس، تلقت عائلة بهية مكالمة هاتفية من السلطات تفيد بأن بهية في المستشفى العسكري و على أجهزة دعم الحياة[1]، سمح لشقيقها بزيارتها لبضع دقائق. انتقلت بهية الى بارئها في اليوم التالي بسبب إصابتها الخطيرة. أشارت السلطات في تقرير وفاة بهية بأن سبب الوفاة ناتج عن “إصابة في الدماغ”، إلا أن تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق البحرينية الذي صدر مؤخراً أفاد بأن سبب وفاة بهية هو إصابة بعيار ناري من الخلف بمسافة 50 الى 75 متر[2]، و لم يتم مسائلة أي شخص في وفاة بهية.

زينب جمعة و زينب التاجر، كلتاهما توفيتا اختناقاً بسبب الغاز المسيل للدموع الذي استخدم بشكل مفرط من قبل قوات الأمن كعقاب جماعي على القرى. فالشهيدة زينب جمعة كانت مقعدة حتى إنها لا تستطيع الحراك من غرفتها ، بينما الشهيدة زينب التاجر كانت تسير عندما أقدمت قوات الامن على مهاجمة تظاهرة سلمية بالقرب منها. توفيت عزيزة خميس ايضاً، و التي تبلغ من العمر 25 عاماً عندما هاجمت قوات الامن منزلها عند منتصف الليل، وشاهدت قوات الامن تعتدي على أحد اقاربها ثم تهديدها بتوجيه السلاح نحوها. بسبب ذلك، ارتفع معدل السكر في الدم لدى عزيزة مما أدى الى إغمائها و وفاتها [3].

النساء المعتقلات و المعذبات

عندما أعلنت حاولة الطوارئ ” السلامة الوطنية” تم اعتقال أكثر من الف بحريني ، 11% منهم كن نساءاً من مختلف الأعمار و المهن. و كما افادت التقارير، بأن معظم المعتقلات تم اعتقالهن من أماكن العمل و التي تشمل المدارس و المستشفيات. و بحسب الحالات التي وثقت معظم المعتقلات تعرضن للتعذيب الجسدي و النفسي.


صورة : نساء مكبلات و ملقيات على الأرض قبل اعتقالهن في السيتي سنتر

خلال أحداث الـ23 من سبتمبر ، اعتقلت قوات الأمن 38 إمرأة بحرينية تظاهرن سلمياً في السيتي سنتر في خطة للتوجه الى دوار اللؤلؤة سابقاً. تعرضن النساء بالإضافة الى سبع فتيات الى التعذيب و سوء المعاملة أثناء التحقيق معهن. قبل اعتقالهن كلبت النساء و أهينت إنسانيتهن بإلقائهن على أرض مواقف السيارات. تم الإفراج عن بعض النساء ، لكن ما زالت تقبع خلق القضبان 16 امرأة حتى يومنا هذا بدون وجه حق في انتظار عقوبتهن.


صورة : جرى اعتقال و تعذيب السيدة جليلة السلمان ، نائبة جمعية المعلمين البحرينية، و حكم عليها بالسجن لمدة 3 سنوات.

جليلة السلمان هي نائبة رئيس جمعية المعلمين البحرينية ، كانت أول من أعتقل من النساء في الـ 29 من مارس بعد أن اقتحم منزلها أكثر من 40 ملثم من قوات الأمن و روعوا عائلتها. تعرضت للضرب و التهديد بالإغتصاب و منعت من الإتصال بعائلتها و محاميها. و في مقابلة لها عن اعتقالها قالت : ” سجنت في السجن الانفرادي و كان قذراً للغاية، فالجدران مغطية بالدماء الجافة ناهيك عن عدم وجود نوافذ وكان هناك حبل متدلي من السقف ، أجبرت على الوقوف طوال الوقت تقريباً فكل خمس دقائق يأتي شخص لزنزانتي . لم يسمح لي بالإستلقاء على الأرض أو حتى الذهاب الى المرحاض أو شرب الماء ، و لهذا أصبت بمشاكل في الكلى . فالطعام المقدم لي كان مليء بالشعر و الرمل و الاوساخ. أنا مريضة ضغط و يجب أن اخذ دوائي باستمرار الا أنهم لم يقدموا لي الدواء حتى اليوم الخامس، حتى هذا الوقت كنت في حالة سيئة جداً و كان يغمى عليَّ وقت الأستجواب، و لم يسمح لي بالجلوس بعد” [4] . حكمت المحكمة العسكرية على جليلة بالسجن لمدة 3 سنوات ، و أفرج عنها في 21 اغسطس ثم تم إعتقالها مجدداً بنفس الطريقة في 18 أكتوبر، قبل أن يفرج عنها لاحقاً.


صورة : الدكتورة فاطمة حاجي و الدكتورة ندى ضيف في مقابلة لهن مع سي ان ان ، تحدثن فيها عما تعرضوا له و عن حكم المحكمة العسكرية.

الدكتورة فاطمة حاجي تبلغ من العمر 33 عاماً، هي أحد الأطباء الذين القي القبض عليهم بسبب معالجتهم للمتظاهرين و شهدها لفظائع النظام. حكمت عليها المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 5 سنوات. داهمت قوات الامن الملثمة بالإضافة الى عدد من الشرطة النسائية منزلها و في التحقيق قالت : ” تم ضربي و ركلي و أنا معصوبة العينين و تم إيقافي لعدة أيام بلا طعام و ماء، بالإضافة الى التحرش بي جنسياً ” . كما هو حال الدكتورة فاطمة حاجي ، الدكتورة ندى ضيف و التي تبلغ من العمر 38 عاماً ، تعرضت لسوء المعاملة و التعذيب في المعتقل. قالت الدكتورة ندى :” كانت الساعة تشير الى الثالثة فجرأ عندما داهمت قوات الامن منزلي ، وسحبت معصوبة العينين و مكبلة اليدين. لم أكن أعلم بأنهم قوات الامن فجميعهم كانوا ملثمين و يرتدون الملابس المدنية. لذلك، أعتقد بانني اختطفت، و بعد اعتقالي مباشرة بدأوا بضربي و شتمي” و أضافت بأنها تعرضت للصعق الكهربائي و التهديد بالإغتصاب . قالت في مقابلتها :” كنت أبكي و فقدت وعيي مرتين أو ثلاث في العيادة العسكرية” حكم على الدكتورة ندى بالسجن لمدة 15 عاماً. [7]

فضيلة المبارك تبلغ من العمر 38 عاماً، أم لصبي يبلغ من العمر 8 سنوات. أعتقلت في 27 مارس حيث كانت تقود سيارتها مع ابنها و ابن اخيها في المقعد الخلفي عندما أوقفت في نقطة تفتيش بسبب تشغيلها لنشيدة ثورية في مسجل سيارتها. جرها الضابط خارج سيارتها و جلس في مقعد السائق، و خوفاً على سلامة ابنها و ابن اخيها الجالسين في المقعد الخلفي حاولت فضيلة سحب الضابط خارج سيارتها. حكمت المحكمة العسكرية على فضيلة بالسجن لمدة 4 سنوات و بعدها خفضت الى 18 شهراً. تقضي الآن فترة الحكم الجائر في السجن في ظل ظروفها الصحية السيئة.

النساء اللواتي ارهبن عند اعتقال احد افراد اسرتهن


صورة : علامات التعذيب على السيدة فاطمة ، زوجة صلاح الخواجة

بعدإعلان حالة الطوارئ في 15 من مارس، شنت قوات الامن حملة مداهمات منزلية عنيفة حيث أعتقل من ظنوا بأنهم شاركوا في الاحتجاجات و ذهب الى دوار اللؤلؤة أو ارتبط بالمعارضة. تم الإعتداء على النساء عند مداهمة المنازل في البحث عن المطلوبين. فاطمة ، زوجة السيد صلاح الخواجة [8] ، تعرضت للضرب و التهديد و التهريب عندما داهمت قوات الامن منزلها لإعتقال زوجها في 21 مارس، بعد أن اعتقل زوجها توجهت قوات الامن الى غرفة نوم زوجته حيث كانت نائمة مع أطفالها و صوبوا السلاح على رأس ابنتها ذات العاشرة ربيعاً لإجبارها على مغادرة السرير. حصر الأطفال في زاوية من زوايا الغرفة و سحبت زوجة السيد صلاح الخواجة من شعرها الى غرفة أخرى ، سؤلت عن مكان اختباء ابن اخيها فأجابت بأنها لاتعلم فرموها في غرفة مظلمة مع خمسة رجال حيث قاموا بضربها و ركلها و صفعها. تعرضوا لها بالإهانات و الشتائم البذيئة ، أحد الرجال وضع عضوه التناسلي على وجهها. تقول بأنها كانت مرعوبة و خائفة على أطفالها و شرفها [9]. حتى بعد أيام من الحادثة لازالت آثار التعذيب واضحة على ذراعها و ساقها.

استمرت الاعتداءات ضد النساء في البحرين و حتى الأيام القليلة الماضية، التقطت عدسات وسائل الإعلام الدولية و الصحفيين استهداف قوات مكافحة الشغب المستمر للنساء بأسلحتهم. في الـ23 من نوفمبر و بعد وفاة شخص عمدت سيارة شرطة الى الإصطدام بسيارته و قتله[10] تم استهداف مجموعة من النساء بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، نقلت النساء الى المنازل و بعضهن تعرضن لإصابات واضحة. فيديو آخر صور في 25 من نوفمبر[11]، يوضح كيفية أستهداف قوات الامن للنساء بإطلاق القنابل الصوتية بإتجاه امرأة.

انتهاك القوانين الدولية

“ينبغي للدول أن تدين العنف ضد المرأة وألاّ تتذرع بأي عرف أو تقليد أو اعتبارات دينية بالتنصل من التزامها بالقضاء به، وينبغي لها أن تتبع، بكل الوسائل الممكنة ودون تأخير، سياسة تستهدف القضاء على العنف ضد المرأة، ولهذه الغاية ينبغي لها أن تمتنع عن ممارسة العنف ضد المرأة و أن تجتهد الاجتهاد الواجب في درء أفعال العنف عن المرأة والتحقيق فيها والمعاقبة عليها، وفقاً للقوانين الوطنية، سواء ارتكبت الدولة هذه الأفعال أو ارتكبها أفراد” المادة 4 من الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.

انتهكت حكومة البحرين العديد من مواد في الاعلان العالمي بشأن القضاء على العنف ضد المراة، كما تعرضت العديد من النساء في البحرين الى العنف و سوء المعاملة من قبل قوات الأمن. و في يوم القضاء على العنف ضد المرأة ، ندعو المجتمع الدولي و منظمات حقوق الإنسان الى اتخاذ موقف فوري للمساعدة:

1.الإفراج عن جميع معتقلي الرأي و بالأخص النساء و وضع حد فوري لمداهمات المنازل.
2.إسقاط جميع التهم الباطلة و الأحكام و وضع حد للمحاكمات الغير عادلة.
3.وقف التعذيب الجسدي و النفسي للنساء في غرف التحقيق و في مراكز الأحتجاز.
4.التحقيق في جميع حوادث القتل و العنف التي أودت بحياة عدد كبير من النساء و محاسبة المسؤولين عن جرائمهم.
5.التزام النظام البحريني بالمواثيق و الأتفاقيات الدولية التي وقعت عليها بخصوص ما يتعلق بحقوق المرأة و وقف العنف ضد المرأة.

[1]
HRW: Bahrain: Investigate Deaths Linked to Crackdown

[2] BICI report – Page 231
[3] BCHR: List of people killed in Bahrain since 14th February 2011
[4] WVN: One woman’s story of the terror stalking Bahrain
[5] BCHR: Jaleela Al Salman, VP Bahrain Teachers Association, re-arrested at 3 AM without a warrant
[6] Mail Online: I was blindfolded, then tortured and sexually attacked until I ‘confessed’: Doctor facing jail after treating Bahrain riot victims tells of her terrifying ordeal
[7] Bahraini woman doctor tells of jail abuse
[8] Dateline: Bahrain’s Dark Secret
[9] Dateline: Bahrain’s Dark Secret
[10] AJE exclusive footage of Bahraini security forces
[11] Video footage: Security forces attacking women