مركز البحرين: منع العلاج عن المصابين وتركهم يعانون في السجون هو جريمة بشعة ترتكبها السلطات في البحرين

Sahwan

محمد سهوان مصاب ب 80 شظية في الرأس والرقبة فقط وشظايا أخرى في أنحاء أخرى من جسده

عشرات السجناء المصابين جراء عنف قوات الأمن محرومين من تلقي الرعاية الطبية والعلاج في سجون البحرين

04 أغسطس 2012 يتابع مركز البحرين لحقوق الإنسان بقلق شديد ما يصله من معلومات موثقة حول الحالات الإنسانية التي تحتاج للعلاج الفوري والسريع لعدد من المصابين بإصابات مختلفة جراء القمع الوحشي الذي تنفذه قوات الأمن في البحرين منذ 18 شهرا، وما يزيد من خطورة هذه الحالات هو أن الكثير من هؤلاء المصابين هم سجناء يقضي بعضهم أحكاما قاسية على خلفية التظاهرات السلمية الواسعة المطالبة بالحرية والديمقراطية منذ 14 فبراير 2011 وما رافقها من عمليات أمنية عنيفة قامت بها قوات الجيش والحرس والوطني وجهاز الأمن الوطني وعناصر مكافحة الشغب ضد المحتجين فأوقعت قتلى وجرحى ومصابين.

محمد سهوان مصاب ب 80 شظية في الرأس والرقبة فقط وشظايا أخرى في أنحاء أخرى من جسده

عشرات السجناء المصابين جراء عنف قوات الأمن محرومين من تلقي الرعاية الطبية والعلاج في سجون البحرين

04 أغسطس 2012 يتابع مركز البحرين لحقوق الإنسان بقلق شديد ما يصله من معلومات موثقة حول الحالات الإنسانية التي تحتاج للعلاج الفوري والسريع لعدد من المصابين بإصابات مختلفة جراء القمع الوحشي الذي تنفذه قوات الأمن في البحرين منذ 18 شهرا، وما يزيد من خطورة هذه الحالات هو أن الكثير من هؤلاء المصابين هم سجناء يقضي بعضهم أحكاما قاسية على خلفية التظاهرات السلمية الواسعة المطالبة بالحرية والديمقراطية منذ 14 فبراير 2011 وما رافقها من عمليات أمنية عنيفة قامت بها قوات الجيش والحرس والوطني وجهاز الأمن الوطني وعناصر مكافحة الشغب ضد المحتجين فأوقعت قتلى وجرحى ومصابين. وكان مركز البحرين قد تحدث في تقارير سابقة عن المعتقل جعفر سلمان المصاب بالشوزن في عينيه (bahrainrights.org/en/node/4804) والمعتقل يونس عاشوري الذي يعاني من الحصى المزمنة بالكلى (bahrainrights.org/en/node/5095) وفي هذا التقرير يطرح المركز قضية السجين المصاب محمد ملا حسن سهوان (36 عاما) من منطقة السنابس كنموذج لحالات أخرى تحمل معاناتها داخل السجون وتمنع من تلقي العلاج المناسب رغم خطورة الإصابة.
 

تفاصيل إصابة محمد سهوان وخطورتها:

محمد ملا حسن سهوان يقضي حكما بالسجن لمدة 15 عاما في سجن جو المركزي في البحرين بعد إدانته مع أربعة آخرين “بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية مسلحة في البحرين ضد منشآت حيوية وشخصيات” في قضية ما عرف باسم “خلية قطر”، وبعد محاكمة خلت من أي أدلة فعلية واستند الحكم فيها على الإعترافات المنزوعة تحت التعذيب، والتي تجاهلت المحكمة التحقيق فيها رغم تقديم تقارير طبية تثبتها. وقعت إصابة محمد سهوان في 17 إبريل 2011 أثناء تطبيق حالة السلامة الوطنية ( الأحكام العرفية) وهي الفترة التي عُرفت بعنف قوات الأجهزة الأمنية في البحرين باشتراك مع قوات الجيش لسحق التظاهرات الواسعة المطالبة بالحرية والديمقراطية حيث قامت في ذلك اليوم مجموعات من قوات مكافحة الشعب مصحوبين بمدنيين مسلحين بالهجوم على بعض المنازل في منطقة السنابس وأطلقوا الكثير من الغازات المسلية للدموع ورصاص الخرطوش (الشوزن) المحرم دوليا. كان محمد سهوان بالقرب من منزل والده في نفس المنطقة فأطلقت قوات مكافحة الشغب عليه طلقات من الخرطوش (الشوزن)، فأصيب في رجله وفي رقبته ورأسه وأجزاء أخرى من جسمه، فسقط على الأرض لفترة ومن ثم نهض وركض خوفاً من القتل أو الإعتقال فلجأ لأحد المنازل وهو ينزف. انتشر الرصاص الإنشطاري في جسمه ( الرأس والرقبة والأذن وجزء من الوجه وكامل الظهر واحدى الساقين) وكانت حالته خطيرة جداً، فتم إسعافه من قبل أطباء من منظمة أطباء بلا حدود في داخل شقة صغيرة بشكل سري ولم تكن مهيأة بالكامل للعلاج فتم استخراج شظايا الشوزن من ساقه وبقيت الشظايا في رأسه نظراً للحاجة إلى إجراء أشعة قبل استخراجها لخطورة وحساسية مواضع الإصابة، ولم يتسنى لمحمد سهوان الذهاب للمستشفى خوفاً من الاعتقال حيث كانت المستشفيات كلها تحت سيطرة الجيش وقوات الأمن ويتم اعتقال وتعذيب المصابين بشكل غير انساني. في اكتوبر 2011 و

بعد معاناة استمرت شهوراً سافر سهوان عبر جسر الملك فهد إلى المملكة العربية السعودية بحثاً عن علاج ولم يحصل على مشفى يشعر فيه بالأمان نتيجة للتعاون الأمني بين السعودية والبحرين فقرر الذهاب لدولة قطر ولكن في الحدود تم اعتقاله هو ومن معه.
 

الإعتقال والتعذيب في دولة قطر قبل ان تسلمه المخابرات القطرية لجهاز الأمن في البحرين:

في دولة قطر تعرض محمد سهوان ورفاقه المعتقلين معه للسجن والتعذيب النفسي والجسدي إذ تم وضعهم في غرفة بيضاء مراقبة بالكاميرات، وكذلك تم مراقبة دورة المياه بالكاميرات وتم التحقيق معهم مطولاً، كما تم تهديد سهوان بأنه لن يرى أهله مجدداً ولن يعلم أحد بمكانه أبداً وأنه سيغيب “كما غُيب موسى الصدر في ليبيا.” بعد 32 يوماً من الإعتقال في قطر، أخبرهم الضابط بأنه سيذهب بهم للمطار كي يذهبوا لإيران لمعالجة محمد، نقلوهم للمطار ومن ثم للبحرين وحين وصولهم كان عناصر جهاز الأمن الوطني في انتظارهم.
 

التعذيب في مبنى إدارة التحقيقات الجنائية في البحرين:

بعد نقلهم من مطار البحرين الدولي لمبنى إدارة التحقيقات الجنائية في البحرين تعرض محمد سهوان ورفاقه للتعذيب الوحشي وحسب شهادته فقد باشر التعذيب وأشرف عليه الضابط الأردني سيئ الصيت عيسى المجالي والذي وثق المركز ومنظمات حقوقية أخرى تورطه في الكثير من قضايا التعذيب للسجناء السياسين انظر تقرير (bahrainrights.org/ar/node/5359) وفي إفادته حول تعذيبه قال محمد سهوان لمحاميه الذي وثق ونقل التفاصيل أن المجالي قال له “نحن فحصناك بالمشفى ونرى في رأسك أكثر من 50 رصاصة شوزن وكلها جهة اليمين، سأضربك بكل أداة على رأسك جهة اليسار حتى ترى الشوزن يخرج من رأسك جهة اليمين ويتناثر من رأسك الدم، أو أن توقع على هذه الافادة”. في البداية لم يخضع محمد سهوان ورفض التوقيع على إفادة تحوي إتهامات غير صحيحة ضده فعذب كثيراً ولكنه أصر على موقفه. انتقل المجالي إلى تهديده بالإعتداء جنسيا على زوجته فقال له: “سأجلب زوجتك هنا أمام ناظريك نعتدي عليها ونفعل بها مانشاء وأنت مقيد تنظرها ولا تستطيع فعل شئ لها أو أن توقع على هذه الافادة” فوقع محمد سهوان على ورقة أعدت مسبقاً من قِبَلهم دون أن يعرف ما كتب فيها. كذلك تعرض جميع المتهمين في نفس القضية (خلية قطر) للتعذيب وهم (محمد وعلي وعيسى وعماد وعالم الدين علي المسترشد)، حيث قدم المحامي محمد الجشي للمحكمة تقريراً طبياً من مئة صفحة يثبت تعرض موكله علي المسترشد للتعذيب ولكن تم تجاهل جميع الادعاءات دون التحقيق فيها وتم إيقاع الحكم بالمتهمين الخمسة بالسجن 15 عاماً استناداً على اعترافاتهم فقط ودون أية أدلة فعلية. وتنظر هذه القضية حالياً أمام محكمة الاستئناف، التي أجلت القضية إلى جلسة 9 سبتمبر/ أيلول 2012.
 

تداعيات وآلام الإصابة برصاص الخرطوش ( الشوزن ) 80 شظية في الرأس والرقبة والباقي متفرقة على انحاء الجسد:

بعد أشهر عرض محمد سهوان من سجنه المؤقت في سجن الحوض الجاف على الطبيب في عيادة وزارة الداخلية وأخذت عليه الأشعة ومنها تبين أنه يجب إجراء عملية لاستخراج شظايا الخرطوش (الشوزن) والتي منها 80 شظية في الوجه والرأس والرقبة فقط والباقي منتشرة في الظهر وقليل في احدى الساقين. أخذ السجين محمد سهوان للمستشفى العسكري الذي تديره قوة دفاع البحرين ( الجيش ) وأخبره الطبيب الجراح بأنه لن يستطيع إجراء العملية له لأنها خطيرة، وأنه سيظل باقي عمره يعيش على المسكنات فقط ليتفادى الألم المزمن الذي يعانيه بسبب تلك الشظايا بالرأس وفعلاً ظل محمد يعاني الألم طوال عدة شهور حتى ساءت حالته فأخذ مجددا للمشفى العسكري، حيث تلقى الرد نفسه رغم إصراره على اجراء العملية للتخلص من الألم. وبعد العديد من المناشدات لأهله وافقت إدارة سجن الحوض الجاف المؤقت على نقله لمستشفى السلمانية الطبي فعرض على طبيب أخبره بأنه يستطيع إجراء العمليه له ولكنه تعذر بعدم وجود مواعيد فارغة.
 

المنع من الرعاية الطبية بشكل كامل في سجن جو:

في 27 مايو 2012 حُكِم على محمد سهوان بالسجن 15 عاما ونقل إلى سجن جو المركزي حيث مُنِع من الذهاب للمشفى رغم تحديد مواعيد له، بل أنه قد منع حتى من الذهاب لعيادة السجن ذاته عندما يتألم وحُرم من الأقراص التي وصفها له الطبيب لتخفيف الألم. وفي اتصال بعائلته قبل أيام كان سهوان يصرخ من الألم. محاميته السيدة ريم خلف طالبت بعلاجه أو عرضه على أطباء آخرين أكثر من مرة وطالبت بذلك أيضا في جلسة الاستئناف الاولى وكانت بتاريخ 1 يوليو 2012 الا ان إدارة السجن والنيابة العامة لم تستجب للمناشدات.

يعتقد مركز البحرين لحقوق الإنسان أن حرمان المصابين من العلاج هو انتهاك مباشر للمادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حقوق الإنسان، التي تنص على أن لكل فرد الحق في الرعاية الصحية والطبية. وهو خرق للقوانين الدولية التي تكفل الحق في العلاج حتى في وقت الحرب، ولكن في البحرين، يتم تجاهل هذا الحق بإستمرار.

وعليه يطالب مركز البحرين لحقوق الإنسان بالآتي:

– توفير العلاج اللازم فورا لمحمد سهوان وجميع المصابين من السجناء في سجون البحرين.

– أن تلتزم السلطات في البحرين بالمواثيق الدولية التي وقعت وصادقت عليها ومنها حقوق السجناء خصوصا في تلقي الرعاية الطبية الكاملة.

– اطلاق سراح محمد سهوان والمحكومين الأخرين في القضية حيث لا يستند الحكم عليهم سوى إلى اعترافاتهم المنتزعة تحت التعذيب.

– محاسبة المتورطين في التعذيب وتقديمهم للقضاء العادل والمستقل ومن بينهم الضابط الأردني عيسى المجالي الذي تكرر اسمه في العديد من الحالات الموثقة عن التعذيب.