أفراد من العائلة المالكة في البحرين يقومون بضرب وتعذيب المعتقلين السياسيين


من اليمين إلى اليسار: ناصر بن حمد آل خليفة و خالد بن حمد آل خليفة (أبناء الملك)

من اليمين إلى اليسار: نورة بنت إبراهيم آل خليفة (إدارة مكافحة المخدرات) ، خليفة بن عبدالله آل خليفة (رئيس جهاز الأمن الوطني)، خليفة بن أحمد آل خليفة (المدير العام لشرطة المحافظة الجنوبية)

مواطن سويدي تم تعذيبه على يد ناصر آل خليفة (ابن الملك)

16 أغسطس 2011

يعبر مركز البحرين لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه ومخاوفه إزاء ما بلغه من معلومات عن تورط شخصي لأفراد من العائلة المالكة مباشرة في عمليات ضرب وتعذيب لمحتجين مطالبين بالديمقراطية. فبعد قمع الحركة المؤيدة للديمقراطية في البحرين وردت إلى المركز تقارير من الضحايا تفيد بتعرضهم لضرب مبرح وتعذيب من قبل أشخاص تمكن الضحايا من التعرف عليهم كأفراد من الأسرة البحرينية المالكة. وقد تم ذكر خمسة من أعضاء الأسرة الخليفية المالكة تحديدا وهم: نورة بنت إبراهيم آل خليفة، وخليفة بن أحمد آل خليفة، وخليفة بن عبدالله آل خليفة، وأبنيّ الملك؛ خالد بن حمد آل خليفة ، وناصر بن حمد آل خليفة. أحد الضحايا الذين تعرضوا للتعذيب على يد ناصر بن حمد آل خليفة هو (محمد حبيب المقداد) السويدي الجنسية المسجون حاليا في سجن “القرين” العسكري.


من اليمين إلى اليسار: ناصر بن حمد آل خليفة و خالد بن حمد آل خليفة (أبناء الملك)

من اليمين إلى اليسار: نورة بنت إبراهيم آل خليفة (إدارة مكافحة المخدرات) ، خليفة بن عبدالله آل خليفة (رئيس جهاز الأمن الوطني)، خليفة بن أحمد آل خليفة (المدير العام لشرطة المحافظة الجنوبية)

مواطن سويدي تم تعذيبه على يد ناصر آل خليفة (ابن الملك)

16 أغسطس 2011

يعبر مركز البحرين لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه ومخاوفه إزاء ما بلغه من معلومات عن تورط شخصي لأفراد من العائلة المالكة مباشرة في عمليات ضرب وتعذيب لمحتجين مطالبين بالديمقراطية. فبعد قمع الحركة المؤيدة للديمقراطية في البحرين وردت إلى المركز تقارير من الضحايا تفيد بتعرضهم لضرب مبرح وتعذيب من قبل أشخاص تمكن الضحايا من التعرف عليهم كأفراد من الأسرة البحرينية المالكة. وقد تم ذكر خمسة من أعضاء الأسرة الخليفية المالكة تحديدا وهم: نورة بنت إبراهيم آل خليفة، وخليفة بن أحمد آل خليفة، وخليفة بن عبدالله آل خليفة، وأبنيّ الملك؛ خالد بن حمد آل خليفة ، وناصر بن حمد آل خليفة. أحد الضحايا الذين تعرضوا للتعذيب على يد ناصر بن حمد آل خليفة هو (محمد حبيب المقداد) السويدي الجنسية المسجون حاليا في سجن “القرين” العسكري.

مراكز الاحتجاز

أولى ضحية تحدثت عن هذا الأمر كانت الشاعرة آيات القرمزي التي تم اعتقالها بسبب إلقائها قصيدة شعرية ضد النظام وذلك أثناء الإحتجاجات السلمية بدوار اللؤلؤة. اعتقلها ملثمون في ملابس مدنية ووضعوا عصابة على عينيها وقد تحدثت بعد الإفراج عنها عن التعذيب الذي تعرضت له من قبل رجال ونساء إحداهن هي نورة بنت إبراهيم آل خليفة، وقد أسهبت آيات بتفاصيل ما تعرضت له من تعذيب على يد نورة، بما في ذلك قيام نورة بشتمها والبصق عليها وصفعها على وجهها لمرات متكررة. نورة هددت آيات بقطع لسانها ولما رفضت الأخيرة فتح فمها أقدمت نورة على ضربها بمكنسة على فمها ثم البصق بداخل فمها وصعق وجهها بالكهرباء وهي تردد لها بعبارات طائفية ضد الشيعة قائلة لآيات بأن “من تنتقدينهم هم أسيادكِ وسيبقوا في السلطة إلى الأبد رغبتِ بذلك أم كرهتِ”.


نورة بنت إبراهيم آل خليفة

الضحية الأخرى هي الدكتورة فاطمة حاجي التي تم اقتحام شقتها في قرية بني جمرة من قبل نورة آل خليفة و25 رجلا ملثما واعتقالها، وفي أثناء التحقيق طلبت نورة من فاطمة الإعتراف ولما رفضت الأخيرة قائلة بأنها لم ترتكب شيئا يدعو للإعتراف سوى إنها عالجت مرضى ردت عليها نورة “إذا لم تعترفي فإني سوف أعذبك بنفس الطريقة التي عذبت بها الدكتور العكري” مضيفة لها بأن الدكتورة رولا الصفار والدكتور غسان ضيف قد اعترفا أيضا. نورة قامت بتوجيه الشتائم والصفعات للدكتورة فاطمة لقرابة 25 دقيقة متواصلة، ثم بعد ذلك أخذت قطعة خرطوم (هوز) وقامت بضربها على قدميها. وعندما فتشت نورة آل خليفة في جهاز “البلاكبيري” التابع للدكتورة فاطمة ورأت بريدين الكترونيين لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووج) أحدهما حول اعتقالها والثاني عن الشهيد أحمد شمس قامت بالصراخ في وجه الدكتورة فاطمة: “كيف تجرؤون على تخريب صورة حكومتنا” ، ثم قامت بصعقها بالكهرباء في وجهها.

وقد طُلب من الدكتورة فاطمة الإعتراف بأنها اصطنعت البكاء أمام الإعلام العالمي وأنها سرقت 100 كيس من الدم وأعطتها للمتظاهرين كي يسكبوه على أنفسهم ويتظاهروا باصابات. أُجبِرت على التوقيع على اعتراف بعد تهديدها بالاغتصاب. كما تم التحرش جنسيا بالدكتورة من قبل مجموعة من الرجال تحت إشراف نورة آل خليفة. وقد أجبروها أيضا على الوقوف على رجل واحدة وإصدار أصوات حيوانات والغناء والرقص.

فاطمة البقالي، الطالبة في كلية المعلمين بجامعة البحرين، تم اعتقالها يوم 9 مايو 2011، واقتيدت معصوبة العينين إلى مركز احتجاز الرفاع الغربي، حيث استجوبها هناك المدير العام لشرطة المحافظة الجنوبية خليفة بن أحمد آل خليفة حول كلمة كانت قد ألقتها في ساحة اللؤلؤة وتعليقات معادية للحكومة لها على الفيسبوك. ثم قام خليفة بضرب فاطمة وصفعها وركلها قائلا لها: “أنتم الشيعة لستم شكورين لأسيادكم آل خليفة”. كذلك قام عناصر من الشرطة بتهديد فاطمة باغتصابها إذا ما تجرأت على التحدث حول ما تعرضت له.


خليفة بن أحمد آل خليفة مشاركاً بلطجية يحملون العصي في أحد التجمعات في مارس الماضي

من الضحايا أيضا شخص آخر يقول بأنه قد تم استجوابه من قبل خليفة بن أحمد آل خليفة الذي كانت لديه صورته وهو في وسط تظاهرة سلمية بالقرب من مبنى وزارة الإعلام. يقول الضحية بأنه قد تم استجوابه مرارا حول مشاركته في ذلك الاحتجاج، ثم تم تعصيب عينه وضربه وصعقه بالكهرباء في جهازه التناسلي.

في قضية أخرى، تم اعتقال ثلاثة نشطاء ومحاكمتهم بتهمة قلب نظام الحكم، وقد أبلغوا بأنهم تعرضوا للضرب من قبل أعضاء من الأسرة المالكة:

الأول، هو عبدالله عيسى المحروس الذي قال بأنه تعرض للضرب على يد ناصر بن حمد آل خليفة، وأن ناصر أجبره على فتح فمه ثم بصق فيه. كما تم ضرب المحروس أيضا من قبل رئيس جهاز الأمن الوطني خليفة بن عبدالله آل خليفة الذي ركله مرارا في البطن وأمر حراس السجن بالدوس على بطنه مما أدى ذلك إلى نزيف باطني أضطُروا على إثره لنقله إلى المستشفى العسكري حيث أجريت له عمليتان جراحيتان هناك.

الثاني، هو المواطن السويدي محمد حبيب المقداد، الذي تم احتجازه في سجن تحت الأرض تابع لجهاز الأمن الوطني في القلعة. ويتذكر المقداد بأن أثناء تعذيبه فجأة يخيم الهدوء وإذا بمعذبيه ينادون: “سمو الشيخ”، فيتقدم إليه شخص ويسأله: “هل تعرفني؟” يرد المقداد بالنفي فيزيلوا عن عينيه العصابة وإذا بالشخص الذي أمامه يقول له: “أنا الأمير ناصر بن حمد آل خليفة، وعندما تظاهرتَ أمام قصرنا في الصافرية لم يكن يفصلنا عن بعض سوى جدار واحد”. ثم يقوم ناصر بالسؤال من المقداد عن الشعارات التي أطلقها المقداد ضدهم في تظاهرة ذلك اليوم، وعندما رد عليه المقداد “يسقط حمد” صفع ناصر المقداد صفعة وقع على أثرها على الأرض، فأقدم هو مع المعذبين على ضربه بقساوة.

هناك كم هائل من الأدلة التي تؤكد -على الأقل- علم الحكومة والمؤسسة الحاكمة بتصرفات قوات الأمن والتغاضي عنها. وأبرز مثال على ذلك هو ممارسات وخطب ناصر آل خليفة نجل العاهل الحاكم. فعلى الملأ العام على شاشة التلفزة الحكومية هدد ناصر آل خليفة بالانتقام من جميع المشاركين في الاحتجاجات بغض النظر عن موقعهم في المجتمع ومهنتهم، وفي معرض ختام كلامه قال ناصر آل خليفة بأننا في جزيرة وإنه “لا مفر أبدا” للذين شاركوا في الاحتاجات في البحرين. وإذا ما كان هناك شك حول تصريحاته الواضحة، فكان بالإمكان طمس مثل هذه الشكوك بسبب تصرفات الحكومة والتصرفات الشخصية لناصر بن حمد آل خليفة. ثم في غضون بضع ساعات من هذا التصريح بدأ الاستهداف الممنهج للرياضيين المشاركين في الاحتجاجات. وبهذا تورط ناصر شخصيا في عمليات التعذيب.

وكان محمد حسن جواد ذو الرابعة والستين من عمره معصوب العينين حينما سأله ناصر بن حمد “هل عرفتني؟ أنا ناصر”، ثم بدأ نجل الملك باستجواب السيد جواد عن تظاهرة الصافرية متهما إياه بتنظيم التظاهرة. ومن أجل إرغام السيد جواد على الإعتراف قام ناصر بضرب جواد بقطعة خرطوم (هوز) على رأسه حتى سقط على الأرض، ثم قام بركله -مع التركيز في منطقة الظهر- وهو يسب ويشتم في أئمة الشيعة ورجال دينهم.

نقطة تفتيش الصافرية

كما أن هناك العديد ممن تم ضربهم عند نقطة تفتيش الصافرية (وهي نقطة قريبة من قصر الملك) ولكنهم طلبوا منا عدم الإفصاح عن أسمائهم خشية على سلامتهم؛

أولهم، سائق حافلة طلاب لمدرسة ثانوية إذ تم إيقافه في نقطة تفتيش تابعة للجيش البحريني عبر توجيه السلاح نحوه، وقد تفاجأ السائق عندما رأى ناصر بن حمد آل خليفة (ابن الملك) مرتديا بدلة عسكرية وهو يتقدم إليه ويبدأ بضربه. يقول الضحية بأن ناصر لم يستخدم يده وإنما كان يركله برجله في مناطق حساسة من جسمه وفي رأسه وصدره وبخاصة في وجهه حتى بدأ ينزف دما، وعندما قال الجنود لناصر بأنهم سيتكفلون بضربه رد ناصر: “لا، أتركوه لي أنا”. ثم احتجُز الضحية لمدة أسبوعين حتى اختفت آثار الإعتداء من على جسمه.

ثانيهم، تم إيقافه عند نقطة التفتيش ذاتها، فأمره خالد بن حمد آل خليفة (ابن الملك) بالخروج من السيارة والانبطاح أرضا، وأمر الجنود بتفتيش سيارته وهاتفه النقال الذي وجدوا فيه رسالة نصية معادية للحكومة فأخذ خالد بركل الضحية. واستمر خالد بمعية بعض الجنود في ضرب الضحية لمدة ساعتين ونصف الساعة حتى أخذ الضحية ينزف دما من فمه وأنفه، ثم أُجبر الضحية بتقبيل حذاء خالد. وفي أثناء الضرب سأل خالد عن عدد المرات التي تردد فيها على دوار اللؤلؤة، وقام بسب الشيعة ورجال الشيعة. ثم أودع الضحية في الحجز لشهرين دون تهمة أو محاكمة.

أما الحالة الثالثة عند نقطة تفتيش الصافرية، فهي لرجل مسن مع إبنيه، حيث تم إيقافهم. وطُلب من الرجل المسن أن ينحني أمام “الشيخ خالد ابن الملك” احتراما له، وتم سحب إبنيه من السيارة ورميهم على الأرض أمام خالد بن حمد آل خليفة. كان خالد يرتدي بدلة عسكرية، فانهال على الشابين ضربا بسلاحه، ثم سألهم عن ملصق كان بداخل السيارة مكتوب فيه: “إخوان سنة وشيعة” وبعد أن أجبرهم على قراءة هذه العبارة مرارا قال لهم: “نحن لسنا إخوة، بل أن جميع الشيعة هم مخنثون”. يقول الشابان بأنهما تعرضا لضرب مبرح على يد خالد والجنود السعوديين، وعندما قال أحد الجنود السعوديين بأن “الشيعة كلاب” رد عليه خالد: “إنهم ليسوا كلاب وإنما هم خنازير، على الأقل كلابنا موالون لنا”.

هذه هي بعض التقارير التي تمكن المركز من عرضها هنا حول التعذيب وسوء المعاملة على أيدي أفراد من العائلة المالكة، في حين أن هناك أيضا من الضحايا الآخرين الذين قدموا إلى المركز بشواهد إلا أنهم وبسبب خشيتهم من استهدافهم طلبوا منا عدم تضمين اعترافاتهم في تقريرنا.

إن جعل أعضاء من العائلة المالكة في عداد الجلادين والمحققين سوف لن يؤدي إلا إلى المزيد من الغضب وعدم الثقة تجاه النظام الملكي.
كما لاحظ المركز أيضا بأن معظم الضحايا الذين تعرضوا للتعذيب أو الضرب على أيدي أفراد من الأسرة المالكة تعرضوا لاهانات موجهة نحو طائفة واحدة من السكان.

وعليه فإن المركز يطالب بالتحقيق في جرائم الخمسة المذكورين في هذا التقرير من أعضاء في العائلة المالكة، وأن يقدم جميع المسئولين عن التعذيب وإساءة معاملة السجناء إلى العدالة.