أظهر المواطنون الشيعة في البحرين التزامًا كبيراً بالاحترازات التي دعا لها الفريق الوطني الطبي لمكافحة فيروس كورونا في إحياء مناسبة عاشوراء التي اعتاد الشيعة على إقامتها كل عام. وذلك من خلال تقليص أعداد المتواجدين داخل المآتم والمحافظة على التباعد الاجتماعي وقياس درجة الحرارة إضافة إلى تسجيل أسماء المعزين لا سيما أولئك الذين يتواجدون داخل المآتم.
وفي المقابل شهد الموسم تضييقًا حكومياً بذريعة الجائحة وذلك من خلال حصر أعداد المعزين وحصر إقامة العزاء في محيط المأتم. وعلى الرغم من التزام المواطنين وإدارات المآتم بالإجراءات المفروضة عمدت السلطة إلى فرض المزيد من القيود في يومي التاسع والعاشر من شهر محرم حيث أعلنت الانتقال للمستوى البرتقالي مما يستدعي تقليص أعداد المعزين داخل المأتم وخارجه الأمر الذي اعتبره العديد من المواطنين استهدافاً لحقهم في ممارسة شعائرهم الدينية.
هذا ورصد مركز البحرين لحقوق الإنسان العديد من الانتهاكات التي طالت إحياء موسم عاشوراء هذا العام متمثلةً في التالي:
- إزالة الرايات الحسينية والمظاهر العاشورائية في مناطق عديدة قرى ومدن البحرين من بينها (بني جمرة، مدينة حمد، دمستان، المالكية، عالي، المصلى، الديه، البلاد القديم، السهلة، سترة، رأس رمان، الماحوز) حيث أقدمت مجموعة من الأفراد التابعة لوزارة البلديات على إزالة المظاهر العاشورائية من الشوارع العامة دون مبررات، كما استدعت وزارة الداخلية عددًا من قاطني مدينة حمد وطالبتهم بإزالة الأعلام السوداء التي قاموا بتثبيتها على منازلهم.
- اعتقال مجموعة من الأفراد على خلفية قيامهم بتركيب اللافتات العاشورائية في منطقة الدراز ومن ثم الإفراج عنهم، واعتقال منشدين (صالح سهوان، ومحمود القلاف) والإفراج عنهم أيضاً بغرامة مالية.
- استدعاءات لعدد من الأفراد (يزيد عن 10 أشخاص) على خلفية مشاركتهم في إحياء مجالس عاشوراء واعتقال 4 من ومن ثم إخلاء سبيلهم مقابل غرامة مالية.
- استدعاء منشدين وشيوخ دينية شيعة على خلفية خطب ألقوها أو قصائد تضمنت ما اعتبرته السلطة تجاوزًا ومن بينهم (الشيخ محمد الرياش، المنشد حسن نوروز، الشيخ محسن الجمري، المنشد سيد أحمد العلوي، المنشد جعفر الدرازي).
- تهديد مباشر لرؤساء المآتم والمجالس الحسينية في (المصلى، المقشع، مدينة حمد، سلماباد، كرزكان) لمنع خروج العزاء خارج نطاق المأتم، واستدعاء رؤساء المآتم التالية واعتقالهم (الإمام علي في منطقة الدير، هيئة مواكب الدير) قبل الإفراج عنهم في وقت لاحق.
- كما رصد الأهالي في منطقة عالي دورية تابعة لشرطة خدمة المجتمع تقوم بالتنصت على المنازل للتأكد من عدم إقامة المجالس الحسينية في البيوت، كما رصد أهالي منطقة كرباباد قيام سيارة يعتقدون بأنها تابعة للشرطة تقوم بتوصيل المنازل التي تقوم بتوزيع الأطعمة في عاشوراء. بينما رصد أهالي منطقة الديه طائرة درون بعد سقوطها حيث كانت تحلق في سماء الديه وتقوم بتصوير موكب العزاء.
- قوات مدنية تقوم بمهاجمة موكب العزاء في مدينة حمد (الدوار 4) وتلاحق المعزين ومن ثم تعتقل شخصين.
وعلى الرغم من اعتراف وزارة الداخلية بنجاح موسم عاشوراء في العديد من التصريحات إلا أنها لازلت تتغاضى عن بعض الأصوات التي كانت تثير الفتنة الطائفية وتشتم الشيعة وتدعي أنهم سبب في انتشار الوباء في البحرين، كما أنها حتى الآن لم تبرر أو تبين ما إذا كانت هي وراء قيام قوات تابعة للبلديات بإزالة اللافتات العاشورائية الأمر الذي يعتبر في حد ذاته تضييقاً على إقامة الشعائر وحرية ممارسة الدين كما تنص عليه العهود والمواثيق الدولية. وعليه فإننا في مركز البحرين لحقوق الإنسان ندعو البحرين للالتزام والتوسع في ضمان وكفالة حرية ممارسة الشعائر الدينية والكف عن التضييق على المواطنين الشيعة لا سيما فيما يتعلق بإحياء موسم عاشوراء.