مركز البحرين لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه الشديد إزاء حملات الإعتقالات التعسفية والوحشية المستمرة التي تقوم بها السلطات البحرينية دون أمر قضائي أو أساس قانوني، وبصفة خاصة إزاء استخدام التعذيب والتهديد كسياسة لإنتزاع اعترافات كاذبة، وعادة ما يليه حرمان من العلاج الكافي خلال فترة السجن على الرغم من تقديم التقارير الطبية في بعض هذه الحالات. مؤخراً قام مركز البحرين لحقوق الإنسان بتوثيق قضية يوسف علي عبد الله يعقوب (31 سنة) الذي اعتقل تعسفياً في 17 أغسطس 2013 واتهم بالتجمهر وأعمال الشغب.
في يوم السبت الموافق 17 أغسطس 2013 كانت هناك دعوى لإعتصامات في عدد من المناطق في البحرين وكانت إحدى هذه الإعتصامات بالقرب من دوار اسكان جدحفص. تقول عائلة يوسف بأنه كان ذاهباً لمنزل شقيقته الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن موقع الإعتصام. بعد أن تجمع المتظاهرين في المنطقة حاول الخروج للشارع فمنعته شقيقته ولكنه أصر على الخروج. في هذه الأثناء، كانت قوات الأمن قد بدأت بقمع الاعتصام ومطاردة المتظاهرين. حاول يوسف العودة ولكنه ألقي القبض عليه بالقرب من المنزل. ثم اقتيد من قبل قوات الأمن لقرب منطقة سوق جدحفص حيث اعتدوا عليه لفضياً وجسدياً، وقاموا بشتم مذهبه كونه من الطائفة الشيعية. وبعدها تم اخذه لمركز شرطة الخميس.
عندما سمع شقيق يوسف عن إعتقاله توجه إلى مركز شرطة الخميس ومركز شرطة المعارض، وكلاهما نفيا وجوده. في الساعة الحادية عشر مساءأ من نفس اليوم تلقى شقيقه اتصالاً هاتفياً من مركز شرطة الخميس يطلبون منه بطاقة هوية يوسف. عندما توجه شقيقه إلى المركز وطلب مقابلة يوسف رفضوا، وأخبروه بأن أخيه سيعرض على النيابة العامة في اليوم التالي الأحد الموافق 18 اغسطس 2013. تم أخذ يوسف في اليوم التالي إلى النيابة العامة دون حضور محام. بعد اسبوع وبالتحديد يوم الاثنين الموافق 26 أغسطس 2013 تلقت عائلته اول اتصال منه يخبرهم بأنه في اليوم التالي الثلاثاء الموافق 27 أغسطس 2013 ستكون له أول زيارة وطلب بعض الأغراض وابلغهم بأنه محتجز في عنبر 9 بسجن الحوض الجاف.
وخلال الزيارة أبلغ يوسف شقيقه عن تعرضه للإهانة اللفظية والضرب باللكمات والهراوات مع التركيز على الوجهه واليدين، وعندما أبلغوه بالتهم الموجهة إليه، رفض الإعتراف بها في البداية، ولكنه اعترف بعد التعذيب.
وفي الزيارة الثانية حمل شقيقه الأدوية التي يستخدمها يوسف عن الإنفلونزا التي يعاني منها غالباً بسبب مشاكل في البلعوم ولكن إدارة سجن الحوض الجاف رفضت إستلام الأدوية بحجة إنها قديمة. حاولت العائلة أخذ الدواء مرة أخرى في الزيارة الثالثة، بعد أن حصلت على موافقة من طبيب السجن. وأضاف الأخ بأن وضع يوسف يزداد سوءاً، فكما يبدو بأنه لا يعي ما يقول ولا يتفاعل مع العائلة أثناء الزيارات. وأضاف بأن إدارة السجن تعطي يوسف دواءاً غير معروف يسبب فقدان جزئي للذاكرة وتجعله يقول أشياء غريبة، على سبيل المثال، خلال الزيارة الأخيرة، كان يصر بأن شقيقاته لا يحبونه.
أبلغ أحد المعتقلين المفرج عنه والذي كان يقيم مع يوسف في نفس عنبر السجن شقيقه بأن حالته تتدهور، كما انه نادراً ما يتحدث إلى أي شخص، ولا ينام جيداً، ويجلس دائما لوحده. وأضاف بأنه في وقت النوم خصوصاً يبدأ يوسف بالتحرك من مكان إلى آخر، كما يشتكي دائماً من ألم في الرأس ويحادث نفسه.
وفي يوم الخميس الموافق 19 سبتمبر 2013م تلقى شقيقه اتصال يفيد بتواجد يوسف في مستشفى السلمانية بسبب سوء حالته، وعندما ذهب شقيقه لرؤيته، نفى المستشفى وجوده هناك. في وقت لاحق تأكدت العائلة من أن يوسف كان في المستشفى على الرغم من نفي الإدارة وجوده. وفي الساعة 11:00 مساء تم إبلاغ شقيقه بأنه أُعيد إلى سجن الحوض الجاف.
وبناء على ما سبق، فإن مركز البحرين لحقوق الإنسان يدعو إلى ما يلي:
- الإفراج الفوري والغير مشروط عن يوسف علي عبد الله يعقوب وجميع السجناء السياسيين في البحرين.
- توفير العلاج الطبي والنفسي الكافي ليوسف علي ولجميع السجناء الآخرين.
- وضع حد لاستخدام التعذيب كوسيلة لانتزاع اعترافات كاذبة، والسماح للمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب بزيارة البحرين.
- وضع حد لثقافة الإفلات من العقاب التي تمارس على أعلى المستويات الحكومية؛ والبدء في محاسبة أولئك الذين ارتكبوا، أمروا، أو سمحوا بحدوث انتهاكات لحقوق الإنسان، وخصوصاً ذوي المناصب العليا.