فيما يتعرض صغار المحكومين في سجن الحوض الجاف لإنتهاكات جسيمة، تغّض نظرها المؤسسات الحقوقية الرسمية التي يفترض أنها معنية بالمراقبة والتحقيق عن تلك الانتهاكات.
منذ إصدار الملك حمد بن عيسى آل خليفة قانون العدالة الإصلاحية للأطفال وحمايتهم من سوء المعاملة في 15 فبراير عام 2021 ودخوله حيز التنفيذ يوم 18 أغسطس من العام نفسه، لم نلمس الكثير من التغيير الإيجابي الذي يفترض أن تظهر آثاره على صعيد وقف الانتهاكات وسوء المعاملة التي يتعرض لها صغار المحكومين.
ورصد مركز البحرين تصاعد وتيرة الإنتهاكات بشكل كبير ضد الأطفال المعتقلين ، وتعرضهم لمحاكمات جائرة وحرمانهم من لقاء محاميهم أثناء التحقيقات إضافة إلى حرمانهم من العلاج الطبي الكامل والمستمر وصولاً لشكاوى انعدام النظافة داخل السجن وتقديم وجبات طعام غير مناسبة لهم.
واحتجاجا على ذلك، دخل صغار المحكومين الستة محمد علي عادل، حبيب علي حبيب، فاضل محمد أمين، السيد أحمد السيد مجيد مهدي، علي محمود محمد علي وحسين سعيد في 11 يونيو 2023 إضرابا عن الطعام للمطالبة بإحالة ملفاتهم إلى محاكم الطفل والنظر في الأحكام القاسية الصادرة ضدهم التي لم تراعي طفولتهم، بعد أن طالبوا مرات عدة بالاستفادة من قانون العدالة الإصلاحية للأطفال وحمايتهم من سوء المعاملة الصادر بالقانون رقم (4) لسنة 2021 .
وفي 17 يونيو 2023 خاض أيضا كل من جاسم محمد، حسين هشام، حسين جمعة، صادق محمد، فارس حسين وخليل صباح معركة الامعاء الخاوية آحتجاجاً على عدم توفير الأدوية والرعاية الطبية اللازمتين إثر إصابتهم بمرض جلدي اسمه “الجرب” قبل 3 أشهر ووضعهم في العزل داخل السجن، ما أدى الى تدهور وضعهم الصحي.
وعليه، تعرب رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان نضال السلمان عن قلقها البالغ على سلامة الاطفال المعتقلين، وتؤكد أن هذه الانتهاكات الممارسة بحقهم مخالفة للمعاهدات والمواثيق الدولية لاسيما إتفاقية حقوق الطفل.
وبناء على ذلك يناشد مركز البحرين لحماية الأطفال من سوء المعاملة ويدعو الى:
- إعادة محاكمة صغار المحكومين في محاكم خاصّة بالقاصرين، خاصّة أنّ غالبيّتهم اعتقلوا وهم دون الثامنة عشرة.
- ضمان تلبية جميع الحقوق والمتطلبات الأساسية والاحتياجات الضرورية للأطفال المعتقلين بما يحفظ كرامتهم وسلامتهم.