بقلم أسماء درويش، رئيس المناصرة في مركز البحرين لحقوق الإنسان (BCHR)، عضو AAWE ورئيس الاتصال في شبكة FAWCO لللاجئين
* تمت كتابة هذا المقال ونشره من قبل AAWE Paris، وهي سلسلة من 4 مقالات مطبوعة في رسالتها الإخبارية التي تصدر كل ثلاثة أشهر.
في مقالتي السابقة، وضعت سياق للانتفاضة في البحرين، موطني الأم وكيف غيّرت تلك مجرى حياتي وكيف دفعتني إلى فعل ما أفعله منذ عام 2011 حتى الآن.
أنا ودوار اللؤلؤة
في مارس 2011، وهو اليوم الذي اندلعت فيه الحملة على دوار اللؤلؤة، كنت هناك. نمت في مخيم الاعتصام (أو بالأحرى بالكاد نمت؛ حيث كانت الأخبار عن حملة قمع وحشية تصل باستمرار إلى موقع المخيم). كانت هناك عاصفة شديدة في تلك الليلة، وتم قطع خطوط الإنترنت والهاتف عمدًا.
في الخامسة صباحًا بدأت الحملة. تم إنزال الجيش على الأرض بدباباته العسكرية، وبدأت بمعية شرطة مكافحة الشغب بإطلاق قنابل الغاز المسيّل للدموع وقنابل الصوت مباشرة على المتظاهرين. صمدنا حتى أصبح من المستحيل التنفس، وكان أنفي وحلقي يحترقان كالنار، وتسمّم الهواء بالغاز المسيّل للدموع. كنا نختنق ولأننا كنا عزّل وسلميين؛ كان علينا التراجع. بلغ عدد القوات بالآلاف وكانت تتقدم بشكل جيد. هربنا إلى القرى المجاورة. كانت المروحيات وطائرات الجيش تحلّق على مقربة شديدة. مرعب جدًا كان الوضع. قُتل الناس في ذلك اليوم. تم إطلاق النار مباشرة على كل جسم شوهد يتحرك في الشارع، وكان من الممكن أن يتم إطلاق النار عليّ. لجأنا إلى منازل مجاورة.
وبعدها…
بعد هذا اليوم، تم إعلان الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد وبدأ رعب مداهمات المنازل المتأخرة. تم تعقّب كل من وطأت قدمه في دوّار اللؤلؤة (موقع المخيّم) من قبل المتصيّدون الحكوميون على وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون الوطني. بمن فيهم أنا!
كنت في المنزل، عند الفجر سمعت طرقًا عنيفًا على باب غرفتي. استيقظت مذعورة لأجد العشرات من شرطة مكافحة الشغب المسلّحة وقوات ملثّمة بملابس مدنية في جميع أنحاء منزلي. أحدثوا فوضى وبدأوا في استجوابي. وجد بعدها بعض أفراد عائلتي أنفسهم معتقلين وبعضهم “اختفى”.
في البداية شعرت بالعجز الشديد، ثم فكرت في الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام للفت الانتباه إلى محنة الكثيرين في البحرين. في غضون ذلك، رفعت قضيتي العامة من خلال إحضار رسالة موجهة إلى الأمين العام إلى مكاتب الأمم المتحدة في البحرين. تم القبض عليّ واثنتان من بنات وطني بسبب هذا. كنت قد استخدمت شبكة التواصل الاجتماعي تويتر للتعبير عن قضيتي، ولفتت انتباه هيلين كلارك، رئيسة الوزراء السابقة لنيوزيلندا، التي دعت إلى إطلاق سراحي.
كانت البحرين في ذلك الوقت تحت الأضواء. حظيت قصتي (التي لم تكن خاصة تمامًا بل قصة واحدة فقط من عشرات الآلاف) بالاهتمام. كنت أعرف في أعماقي أنني أستطيع أن أفعل أكثر من ذلك عندما شعرت بالدعم والمساندة من قبل الكثيرين في جميع أنحاء العالم الذين أظهروا تضامنًا وتعاطفًا حقيقيًا مع كفاحي.
شعرت بدعم الجماهير، وبالتالي قررت الانضمام إلى قوة عاملة لإيصال الوضع إلى المجتمع الدولي. لقد نجحت.
مناصرتي لحقوق الإنسان
منذ عام 2011، كنت مدافعة عن حقوق الإنسان وعملت مع منظمات محلية مختلفة لحقوق الإنسان، آخرها مسؤولة المناصرة في مركز البحرين لحقوق الإنسان (BCHR) ، وهي منظمة غير حكومية وغير ربحية حصلت على دعم محلي وعالمي واسع وحصلت على العديد من الجوائز الدولية لكونها صريحة في نضالها من أجل تعزيز حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في البحرين.
أنا الآن لاجئة في فرنسا، حيث أقوم بعملي في كسب التأييد والمناصرة لتشجيع التغيير. مع زملائي، نفذنا وشاركنا في العديد من المشاريع بما في ذلك الدعوة، والتدريب على الأمن الرقمي، وورش العمل، والندوات، والبحوث، والحملات الإعلامية، وتقديم التقارير إلى آليات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية. كما شاركنا في العديد من المؤتمرات وورش العمل الإقليمية والدولية بالإضافة إلى الشهادة في الأمم المتحدة والبرلمانات الوطنية في أنحاء أوروبا والبرلمان الأوروبي والكونغرس الأمريكي. بعض الأمثلة على العمل المنجز بالتعاون مع مدافعين آخرين تشمل التأثير الذي قلّل من حالات التعذيب المروعة التي كانت شائعة في السجون البحرينية، والمساعدة في إطلاق سراح بعض سجناء الرأي من السجن، وكذلك في توفير بعض من الرعاية الطبية المناسبة للسجناء.
أحاول تركيز جهودي على إعمال حقوق الإنسان الأساسية في بلدي، حقوق مثل: حرية التعبير، المقيّدة بالكامل في البحرين. مهمتي هي تشجيع ودعم الأفراد والجماعات ليكونوا سبّاقين في حماية حقوقهم وحقوق الآخرين؛ النضال من أجل تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وفقًا للمعايير الدولية؛ توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين والإبلاغ عنها؛ ومواصلة الدعوة للتأثير على السياسات الدولية وفقًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
أعلم أن عملي يبدو مثيرًا للاهتمام بشكل كبير، لكن من غيرك ومن دون دعمك لم يكن أي من ذلك ممكنًا. إذا سألتني الآن كيف يمكنك المساعدة، فأنا أتصور بالفعل العديد من الطرق للمساعدة.
دعونا نذكّر أنفسنا بأن أحد المبادئ الأساسية لحركة حقوق الإنسان هو مناشدتها للعالمية: الفكرة القائلة بأن جميع البشر يجب أن يكافحوا في تضامن من أجل مجموعة مشتركة من الشروط الأساسية. لذا، فإن إحدى طرق مساعدتنا في البحرين هي عن طريق الضغط على حكومتك المحلية، لأن التحالف الوثيق لا يسمح لأي دولة بتجاهل حقوق الإنسان. قم بحملات. لاحق وافضح منتهكي حقوق الإنسان أينما كانوا. تحدّث نيابة عن أولئك الذين تم منعهم من الحديث ، واعلم بأنّ صوتك لا يقدر بثمن.
يتبع….