تم احتجاز رجلين بمعزل عن العالم الخارجي لعدة أشهر في البحرين. لما يقرب من ثلاثة أشهر، تم اعتقال سيد فاضل عباس رضي دون السماح له منذ اعتقاله بلقاء عائلته أو الاتصال بمحامي. وبالمثل، فقد قضى سيد علوي سيد حسين ما يقرب من شهرين في الاعتقال من دون السماح له بلقاء عائلته أو الاتصال بمحام ودون الإفصاح عن التهم الرسمية الموجهة إليه. يدين مركز البحرين لحقوق الإنسان (BCHR) بشدة ممارسة الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي ويعرب عن قلقه البالغ ازاء سلامة الضحايا وصحتهم.
في 29 سبتمبر 2016، اعتقل سيد فاضل عباس رضي (24 عاما) خلال مداهمة منزله في الساعة الثالثة صباحاً من قبل رجال أمن يرتدون ملابس مدنية وذلك من خلال قفزهم فوق جدار المنزل واقتحامه دون ابراز أي مذكرة اعتقال أو تفتيش. سألوا عن رضي وعلى الفور قاموا بتقييد يديه وألقوا القبض عليه. كما قاموا بتفتيش المنزل وصادروا جهازي هاتف. ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن عائلة رضي من رؤيته أو زيارته. وعلى الرغم من الحصول على أربعة تصريحات للزيارة من النيابة العامة، رفضت إدارة التحقيقات الجنائية (CID) التي تعتقل رضي السماح لعائلته بزيارته. وخلال هذه الأشهر الثلاثة من الاعتقال وحتى 10 ديسمبر 2016، أجرى رضي ثلاث مكالمات قصيرة مع عائلته. وأخبرت عائلته مركز البحرين بأنه بدى من صوته في 10 ديسمبر متعبا جدا ولم يتعرف والده على صوته، وأنه لم يجري أي مكالمات أو تتاح له إمكانية الوصول إلى محامي.
تقدمت عائلته بطلب للأمانة العامة للتظلمات للسماح للوصول إليه. وقد تواصلوا أيضا مع المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان (NIHR) للحصول على المساعدة.
هذه ليست حالة فريدة من الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي. يواصل مركز البحرين لحقوق الإنسان متابعة استمرار احتجاز سيد علوي حسين علوي (43 سنة من العمر)، الذي تم اعتقاله منذ 24 أكتوبر 2016 دون أن يسمح له بزيارة واحدة من قبل عائلته أو أي نوع من الاتصال بمحاميه. وظل موقع الاحتجاز غير مصرح به من قبل السلطات لمدة شهر بعد اعتقاله فيما تلقت عائلته مكالمتين فقط منه، وكان آخرها في 14 ديسمبر 2016 والتي انتهت فجأة عندما سألته العائلة عن التهم الموجهة ضده. لم يتمكن محاميه حتى الآن من الحصول على أي معلومات عن التهم الرسمية الموجهة من النيابة العامة.
ويرى المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب بأن الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي يخلق الظروف التي تسهل ارتكاب التعذيب ويمكن، في حد ذاته، أن يشكل ضربا من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة أو حتى التعذيب. في الواقع، كما هو الحال في كثير من الحالات التي رصدها مركز البحرين، فإن الفترة التي يفصل فيها المعتقلين عن الاتصال مع العالم الخارجي غالبا ما تشهد مزاعم بالتعرض للتعذيب لانتزاع الاعترافات في إدارة التحقيقات الجنائية سيئة السمعة.
ويعتبر فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي أن الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي “يشكل أبشع انتهاك لقاعدة حماية الحق في حرية البشر بموجب القانون الدولي العرفي. يتأصل التعسف في هذه الأشكال من الحرمان من الحرية حيث يتم ترك الشخص خارج عباءة أي حماية قانونية”.
وفقا للمادة 9 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي انضمت إليه البحرين في عام 2006، “يقدم الموقوف أو المعتقل بتهمة جزائية، سريعا، إلى أحد القضاة أو أحد الموظفين المخولين قانونا مباشرة وظائف قضائية، ويكون من حقه أن يحاكم خلال مهلة معقولة أو أن يفرج عنه. “.
لذلك، يدعو مركز البحرين لحقوق الإنسان(BCHR) حكومة البحرين إلى:
– الإفراج فورا عن سيد فاضل عباس رضي والسيد علوي حسين علوي، المعتقلين بصورة تعسفية دون أي وصول إلى الإجراءات القانونية مع امكانية تعرضهم لخطر التعذيب،
– ووضع حد لممارسة الاختفاء القسري، و الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي والاعتقال التعسفي في البحرين.