يعبر مركز البحرين لحقوق الانسان عن بالغ قلقه لإستمرار سياسة التعذيب الممنهج في البحرين، وبخاصة ما يتعرض له الإعلاميون في مراكز الإحتجاز.
بحسب المعلومات الواردة، فقد تعرض المصور المعتقل عمار عبد الرسول عضو الإتحاد الدولي لفن التصوير وعضو الجمعية الامريكية للتصوير للتعذيب بعد إعتقاله عند مداهمة منزله فجر الخميس الموافق لـ 24 يوليو 2014 (يرجى مراجعة http://bahrainrights.org/ar/node/6980 للمزيد من التفاصيل حول الإعتقال) حيث تم إقتياده مكبل اليدين ومعصوب العينين إلى مبنى دائرة التحقيقات الجنائية وبقي بهذا الوضع كما أجبر على الوقوف دون جلوس لمدة ثلاثة أيام وتم حرمانه من أداء الصلاة. كلك أفاد بأنه تعرض للضرب المبرح الذي لا يزال يعاني من آلامه، كما تم تجريده من ملابسه وتعرض للتحرش الجنسي والتهديد بالصعق الكهربائي، وتم تهديده بجلب زوجته وابنته الرضيعة إلى مبنى التحقيقات. وعلاوة على كل ذلك تم توجيه الإهانات اللفظية لعبدالرسول بما يشمل عائلته ومذهبه.
يُذكر أن التحقيق معه دار حول نشاطه الإعلامي وبالتحديد حول الصورة المرفقة مع هذا التقرير أعلاه ويبدو فيها متظاهر سلمي يهدي شرطيا وردة، وهي تعود إلى تظاهرات فبراير 2011. وقد انتشرت هذه الصورة بشكل واسع النطاق منذ نشرها في 2011 وفازت بعدة جوائز دولية آخرها كان قبل أسابيع من إعتقال عبدالرسول.
وقد أفاد عبد الرسول بأنه تحت هذه الضغوط التي تعرض لها قد أجبر على التوقيع علي تهمة لم يتم التحقيق معه بشأنها وهي تهمة تصوير فيديو للمواجهات التي تحصل بين المتظاهرين والشرطة، والمشاركة في أعمال الشغب.
بحسب معلومات المركز تم عرض عبدالرسول على النيابة العامة في 30 يوليو حيث أمرت بتوقيفه 45 يوماً بتهمة التجمهر. وفي 27 أغسطس 2014 تم نقله إلى المحكمة دون إعلام محاميه حيث بدأت محاكمته بتهمة التجمهرو الشغب وحيازة المولوتوف. ستعقد الجلسة القادمة في 10 سبتمبر 2014.
تأتي إفادة المصور المعتقل عمار عبدالرسول عن التعذيب لتؤكد الحملة القمعية الشرسة التي تقودها السلطات ضد حرية الرأي والتعبير واستهداف النشاط الإعلامي حيث ارتفع عدد المعتقلين الموثقة أسماءهم لدى مركز البحرين لحقوق الإنسان لستة مصورين و إثنان تم قتلهما خارج إطار القانون وثمانية مستهدفين بالطلق المباشر ورصاص الشوزن.
ويرى مركز البحرين لحقوق الإنسان إن اعتقال المصورين واستهدافهم يُعد انتهاك صارخ للعهود والمواثيق الدولية التي تكفل حق حرية الرأي والتعبير لاسيما المادة (19) والتي تنص على أنه ” لكل إنسان حق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها”.
وبناءً على ما سبق ذكره، فإن مركز البحرين لحقوق الإنسان يدعو الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والأمم المتحدة وجميع حلفاء السلطة المقربين والمؤسسات الدولية ذات الصلة إلى التالي:
- الضغط على السلطة في البحرين للإفراج الفوري عن عمار عبد الرسول و عن جميع المصورين المعتقلين والسماح لهم بممارسة حقهم دون قيود أو مضايقات
- الضغط على السلطة في البحرين لمراعاة وصيانة حقوق الإنسان لا سيما تلك المتعلقة بحرية الصحافة ونشر المعلومات
- التوقف عن سياسة الاستهداف الممنهج للمصورين والصحافيين والمدونين
- محاسبة جميع المتورطين في الإنتهاكات والتعذيب سواء بالإشراف و/أو الأمر وعرضهم للمساءلة، ولا سيما ذوي المناصب الرفيعة