تعبر المنظمات المستقلة الموقعة أدناه بأشد العبارات عن قلقها إزاء تصاعد أعمال العنف في البحرين واستخدام قوات أمن أجنبية لضبط الإحتجاجات السلمية تحت ستار الإتفاقية الأمنية الخليجية. على مدى السنوات الثلاث الماضية، نفت دول مجلس التعاون الخليجي مشاركة قوات أجنبية في ضبط حركة الاحتجاج السلمية في البحرين، ولكن حادثة وفاة شرطي إماراتي في قرية الديه دحض الشكوك في أن القوات الأجنبية تشارك في قمع حركة الاحتجاج السلمية.
منذ بداية الاحتجاجات الشعبية في البحرين في فبراير عام 2011، وثقت العديد من المنظمات المحلية والدولية الانتهاكات المستمرة واسعة النطاق والجسيمة لحقوق الإنسان في البلاد، والتي خلقت بيئة من الخوف، فضلاً عن التعدي على أبسط حقوق الإنسان والحقوق المدنية.
بعد وفاة العديد من المواطنين، في أكثر من شكل من أشكال القتل خارج نطاق القانون نفذتها قوات الأمن، وعدد لا يحصى من الإعتقالات التعسفية والتعذيب الجسدي والنفسي والجنسي المنهجي، فضلاً عن الاستخدام المتواصل للقوة المفرطة؛ والتي تؤكد بأن سبل المعارضة السلمية قد سحقت بشكل فعال وهذا ما أظهرته نتائج اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق.
حركة الاحتجاج التي بدأت سلمية وما زالت مستمرة بسلميتها إلى حد كبير، شهدت إنعطاف بطيء لجماعات منشقة نحو استخدام تكتيكات عنيفة. معظم الناشطين في مجال حقوق الإنسان في البلاد إما في السجن أو المنفى ورغبة الحكومة في الإصلاح والدخول في حوار حقيقي لا زالت وعداً لم يتحقق منذ ثلاث سنوات. فمن مسؤولية الدولة أن تتخذ التدابير اللازمة لتحقيق المصالحة السياسية بدلاً من اللجوء إلى تدابير أمنية يمكن أن تتصاعد إلى صراع عنيف، وهو ما حذر حوله نشطاء حقوق الإنسان على مدى السنوات الثلاث الماضية.
بعد وفاة أحد المتظاهرين، جعفر الدرازي، في حجز الشرطة، صرحت السلطات في البحرين بأن انفجار استهدف الشرطة اسفر عن مقتل ثلاثة من رجالها في قرية الديه وهم من الإمارات العربية المتحدة وباكستان واليمن، وإصابة آخرين بجروح في الثالث من مارس 2014. هذا وقد أبرز مرة أخرى الشكوك في استخدام قوات أمن اجنبية وشرطة مجنسين سياسياً في انتهاك حقوق الإنسان وممارسة الحق في تقرير المصير، فضلاً عن الإدعاءات من أن قوات مجلس التعاون الخليجي لم يكن لها أي تورط مباشر في ضبط الاحتجاجات. بعد وفاة رجال الشرطة الثلاثة، في حالة من الهياج قامت قوات الأمن بتكسير السيارات في الديه. وفي أقل من 24 ساعة، وبعد العديد من المداهمات على المنازل في مناطق متعددة، أعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض على 25 فرداً مرتبطاً بـ “الإنفجار”. خلال هذه الفترة، كان هناك هجوم على مقر جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، ودعوات لهجمات طائفية، وأصدر مجلس الوزراء قراراً بإدراج ائتلاف 14 فبراير وسرايا الأشتر وسرايا المقاومة وكذلك أي جماعات أخرى مرتبطة بها ضمن قوائم الجماعات الإرهابية. ويمكن استخدام هذا لاستهداف المدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
منذ بداية الاحتجاجات، دعت المنظمات المستقلة الموقعة أدناه حكومة البحرين لوقف استخدام القوة المفرطة، والسماح للناس بالحق في التجمع السلمي وحرية التعبير، محذرة من أن استمرار القمع سوف يصاعد العنف. لا يقتصر الأمر على تجاهل حكومة البحرين تماماَ لدعوات المجتمع المدني، ولكن أوضاع حقوق الإنسان قد تدهورت ليس فقط بتزايد قمع الاحتجاجات، ولكن أيضاً بإصدار قوانين وتعديلات على القوانين التي تحد وتتعدى على حقوق الإنسان الأساسية والمدنية.
تؤكد المنظمات غير الحكومية الموقعة أدناه على عدم تأييدها للعنف تحت أي ظرف كان، لكنها في الوقت نفسه ترفض إتخاذ الحكومة أي شكل من أشكال العنف كذريعة لخرق مبادئ حقوق الإنسان من قبل القوات الأمنية. فقد كان الحال أنه بعد كل تصريح من السلطات عن هجوم على الشرطة، تتم محاصرة مناطق سكنية، و مداهمة المنازل، ويتم إعتقال الأشخاص بشكل تعسفي. وعادة ما يتعرض هؤلاء المعتقلين للتعذيب لإنتزاع اعترافات قسرية لتورطهم المزعوم في الهجوم، وتلك الاعترافات هي الأدلة المستخدمة ضدهم في المحكمة. تصاعدت دعوات العنف الطائفي أيضاً من الأفراد الموالين للحكومة في وسائل الإعلام الاجتماعية، والاستهداف الطائفي خلال الاعتقالات التعسفية.
تتحمل حكومة البحرين المسؤولية الكاملة عن تصعيد أعمال العنف في البحرين لحملتها القمعية القاسية على مدى ثلاث سنوات. تدعو المنظمات المستقلة الموقعة أدناه للضغط الدولي على البحرين لفرض عملية الإصلاحات الأساسية، والشروع في المصالحة السياسية فوراً، وكذلك التوقف فوراً عن القمع رداً على المطالب الشعبية المشروعة.
بناء على ما سبق، المنظمات المستقلة الموقعة أدناه تطالب بما يلي:
- السماح للمواطنين بممارسة حقهم في تقرير المصير والحق في التجمع السلمي وحرية التعبير[العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية).
- تشكيل لجنة مستقلة ومحايدة غير حكومية، بإشراف الأمم المتحدة، للتحقيق في جميع حالات الوفيات التي وقعت منذ فبراير 2011.
- وقف استخدام الأشخاص المجنسين سياسياُ، وقوات الأمن الأجنبية، ويجب أن تعكس الشرطة والجيش، بطريقة ممثلة ديموغرافيا جميع شرائح المجتمع مع الدعوة إلى مزيد من الشفافية في الاتفاقات الأمنية لدول مجلس التعاون الخليجي .
- إصلاح القضاء للوصول به إلى المعايير الدولية لإجراءات التقاضي السليمة والمحاكمات العادلة. تعتبر جميع الأحكام الصادرة عن النظام القضائي الحالي منتهكة للحق في المحاكمة العادلة ويجب الإفراج عن جميع المدانين بتهم ذات دوافع سياسية.
- الشروع في عملية المساءلة الحقيقية لجميع المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، لا سيما المسؤولين الإداريين. ومسائلة المسؤولون البحرينيون دولياً، من خلال الآليات الدولية كالأمم المتحدة، وحظر التأشيرات والعقوبات.
- السماح بزيارة عاجلة لجميع المقررين الخاصين للامم المتحدة الستة الذين طالبوا سابقاً بزيارة البحرين وخاصة المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب.
المنظمات المستقلة الموقعة:
مركز البحرين لحقوق الإنسان (BCHR)
منظمة الأمريكيون من أجل الديموقراطية و حقوق الإنسان في البحرين (ADHRB)
معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (BIRD)
جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان (BYSHR)
الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان (BHRS)
المنظمة الاوروبية – البحرينية لحقوق الانسان (EBOHR