البحرين: تدهور صحة المعتقل مهدي الموسوي في ظروف السجن غير الصحية

سيد مهدي الموسوي يلقي خطاباً في اعتصام ميدان اللؤلؤة - فبراير 2011

صحة السجناء بـ “جو” في خطر، والمنظمات الراصدة المستقلة ممنوعة من دخوله

يعبر مركز البحرين لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ جراء استمرار السلطة في إساءة معاملة السجناء لا سيما النشطاء ومعتقلي الرأي وتجاهل توفير الظروف الصحية اللازمة في السجن، في ظل صمت مطبق من إدارة سجن جو المركزي التي ترفض تحسين أوضاع المعتقلين أو التعليق على ما يرد من شكاوى حول الإنتهاكات التي تحصل داخله.

فقد وردت أنباء مؤكدة لمركز البحرين لحقوق الإنسان بأن متجر سجن جو المركزي لا يوفر المياه الصحية للمعتقلين في عنبر 1 منذ أكثر من شهر ونصف دون إعطاء سبب مقنع لذلك. والجدير بالذكر أن المعتقلين في سجن جو يقومون بشراء زجاجات الماء من متجر السجن بأموالهم الخاصة لا سيما في ظل تفاقم الشكاوى عن رداءة الماء الذي توفره إدارة السجن مجاناً، إضافةً إلى حرمان بعض السجناء من حقهم في الوصول للمتجر لشراء حاجياتهم والحصول على مياه نظيفة وصحية.

هم لا يعاملونا كبشر، يريدون لنا الموت لأننا بنظرهم خونة” كلماتٍ قالها المعتقل سيد مهدي هادي الموسوي استنكاراً لما تمارسه إدارة سجن جو ضد المعتقلين بعدم توفير الماء الصحي لهم. الموسوي الذي امتنع عن شرب الماء منذ انقطاع توفيره من متجر سجن جو يعاني الآن من أعراض مرضية أثرت على صحته. حيث أفادت المعلومات الواردة بأنه يعاني من نزول دم مع الخروج إضافة إلى إنخفاض حاد في مستوى الرؤية لديه. وعلى الرغم من توصية طبيب عيادة سجن الجو بنقله العاجل لمستشفى متخصص، إلا أن إدارة سجن جو لم تنقله حتى اليوم انتقاماً منه. يُذكر أن الموسوي اعتقل في مارس 2011 مع جملة من تم اعتقالهم وتعذيبهم إبان فترة إعلان حالة الطوارئ ويقضي حكماً بالسجن لمدة 10 أعوام.  

كذلك حصل المركز على معلومات أن النشطاء الثلاثة عشر السياسيين والحقوقين المعتقلين في ما يعرف بقضية “التحالف من أجل الجمهورية” يتناولون ماء الشرب من مبرد مياه صدء اللون، وعند إزالة مرشحه بدت المياه كأنها مياه الصرف الصحي.

منذ عام 2011 على الأقل يتلقى مركز البحرين لحقوق الإنسان الشكاوى حول الأوضاع المتردية للمعتقلين في سجن جو  وعلى رأسها رداءة الماء الذي توفره إدارة السجن حتى أن بعض المعتقلين يعتقدون أنه مخلوط بمادة الكبريت (أو البول) أحياناً ويستشفون ذلك من خلال الرائحة الكريهة المنبعثة منه، ورغم التقارير المتكررة حول رداءة ماء الشرب إلا أن إدارة السجن لم تتأخذ أية اجراءات لتعديل الوضع طوال هذه السنوات. [1] وتفيد معلومات المركز أن أحواض منطقة الاستحمام ومياه الشرب تقع على مقربة من مستودع النفايات مما يساهم في ظروف صحية منخفضة.

يشتكي المعتقلون بشكل دائم من عدم اهتمام إدارة سجن جو بجودة ما تقدمه للمعتقلين من أطعمة وأشربة فقد حصل مركز البحرين لحقوق الإنسان في مايو 2013 على معلومات تفيد بأن  رئيس جمعية المعلمين البحرينية المعتقل مهدي أبو ديب قد أعطي قنينة مياه ملوثة تم وضعها بين قناني المياه التي قام بشرائها من متجر السجن مما تسبب بتدهور في حالته الصحية كما أعلنت عائلته لاحقاً[2]. وقد تقدم أبوديب بشكوى ضد هذه الحادثة لإدارة السجن ولكن لم يجر أي تحقيق.  بعد ذلك قدم محاميه شكوى أخرى مع قاضي تنفيذ العقاب وكذلك النيابة العامة. يقضي أبو ديب حكماً مدته 5 سنوات[3] بسبب دعوته إلى إضراب المعلمين في فبراير ومارس 2011 احتجاجاً على القمع العنيف للمتظاهرين السلميين في تلك الفترة.

يحمل مركز  البحرين لحقوق الإنسان كامل المسؤولية القانونية والإنسانية لمدير سجن جو المركزي محمد راشد الحسيني حيال التدهور الذي جرى في صحة السيد مهدي الموسوي وكافة المعتقلين نتيجة للظروف الصحية السيئة في السجن.

 

وبناءً على ما سبق ذكره، فإن مركز البحرين لحقوق الإنسان يدعو الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والأمم المتحدة وجميع حلفاء السلطة المقربين والمؤسسات الدولية ذات الصلة إلى التالي:

  • الضغط على السلطة في البحرين لمراعاة وصيانة حقوق الإنسان
  • محاكمة البحرين دولياً على انتهاكاتها المستمرة والمتكررة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذين صادقت عليهما مسبقاً

كما يدعو السلطة في البحرين للتالي:

  • ضمان الظروف الصحية في السجن بما في ذلك توفير المياه الصحية المناسبة للشرب
  • توفير الرعاية الطبية الملائمة للسيد مهدي الموسوي وكافة المعتقلين الذين يمرون بظروف صحية سيئة.
  • الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسين المحتجزين في قضايا على خلفية الحراك الشعبي المطالب بالحرية والديموقراطية.
  • الكف عن الممارسات الإنتقامية التي تمارسها الأجهزة الأمنية ضد المعتقلين لاسيما في سجن جو المركزي
  • محاسبة جميع المتورطين في الإنتهاكات سواء بالإشراف و/أو الأمر وعرضهم للمساءلة، ولا سيما ذوي المناصب الرفيعة