مركز البحرين لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه البالغ إزاء تصاعد حملة القمع الجارية التي تقودها السلطات في البحرين ضد المواطنين العزل، وهذه المرة في داخل منازلهم. هاجمت قوات النظام عائلة داخل منزلهم، مما أسفر عن إصابة فتاة في السادسة عشرة من عمرها برصاص إنشطاري. وكانوا قد زعموا مطاردتهم لمحتجين.
وثق مركز البحرين لحقوق الإنسان شهادات من العائلة حيث ذكر أنه بعد ظهر يوم الجمعة، 16 أغسطس، 2013، هاجمت قوات الأمن منزلهم في قرية الكورة بعد قمع اعتصام سلمي أُعلن عنه من قبل إئتلاف شباب 14 فبراير. أخبر منصور الخواجة والد الفتاة مركز البحرين لحقوق الإنسان بأن قوات أمن ملثمين أمروا أسرته بدخول منزلهم في غضون عشر ثوان، ولكنهم لم يتمكنوا من القيام بذلك في الوقت المصرح، فهاجموهم إلى داخل المنزل. تم إطلاق الغاز المسيل للدموع داخل المنزل ثم اقتربوا من الأطفال الأشقاء، (بأعمار 8 و 10 و 16 سنة) يهددونهم بالقتل بالرصاص الإنشطاري. ورد بعدها بضربهم للأطفال، بينهم الطفلة نور منصور الخواجة (8 سنوات) والتي أصيبت برصاص إنشطاري في ساقها. وفي طريقهم للخروج، قاموا بالطلق في باحة المنزل مما تسبب في إصابة فاطمة منصور الخواجة، 16 عاماً، بالرصاص الإنشطاري في البطن؛ ثلاثة منها اخترقت بطنها، في حين أن اثنتين آخرتين استقرتا تحت الجلد. ثم حاصرت قوات الأمن منزل الخواجة لعدة ساعات وورد بتصويرهم في داخل البيت في إنتهاك مستمر لخصوصية العائلة. بالإضافة إلى ذلك، منعت قوات الأمن أيضاً أي شخص من الذهاب إلى المنزل بما فيهم سيد يوسف المحافظة، مسئول الرصد والمتابعة بمركز البحرين لحقوق الإنسان والقائم بأعمال نائب الرئيس، الذي ذهب إلى هناك لتوثيق ما حدث. هددت قوات الأمن المحافظة بالإعتقال إن لم يغادر. https://twitter.com/SAIDYOUSIF/status/368439948648513536
صورة لمنع سيد يوسف المحافظة من دخول المنزل للتوثيق
بعد دقائق من إصابة فاطمة، وصلت سيارة إسعاف لنقلها إلى المستشفى، ولكن نظراً لعسكرة المستشفيات المستمر في البحرين، امتنعت والدتها من نقلها إلى المستشفى. وبعد ساعات، وافقت قوات الأمن المغادرة إذا ذهب جميع أفراد الأسرة إلى مركز شرطة الوسطى، وهذا ما فعلوه. أصر الوالد على تقديم شكوى على الرغم من عدة محاولات من ضابط في مركز الشرطة بأن “لا يختلق مشكلة”. حوالي منتصف الليل سمح للعائلة في النهاية بمغادرة مركز الشرطة، وتم نقل فاطمة الخواجة إلى مستشفى السلمانية، حيث تدهورت حالتها الصحية وبدأت بتقيؤ دم. أبلغ الأطباء العائلة بأنهم عثروا على ثلاثة شظايا اخترقت البطن، وعليهم إدخال فاطمة وحدة العناية المركزة لفترة تزيد عن الخمس ساعات قبل نقلها إلى جناح العلاج بعد استقرار حالتها. (https://twitter.com/SAIDYOUSIF/status/368830852953677824)
على الرغم من حالة فاطمة الخواجة الصحية، أبلغت والدة فاطمة مركز البحرين لحقوق الإنسان بأن شرطية في ملابس مدنية كانت تحرس غرفة فاطمة في المستشفى منذ صباح يوم السبت 17 أغسطس. وذكرت والدة فاطمة أن الشرطة كانت تمر بشكل دوري على الغرفة وتقوم بتصويرها بالفيديو.
فوجئت الأسرة بعد ظهر يوم الأحد 18 أغسطس 2013 بمكالمة هاتفية من مركز شرطة الوسطى يطلب منهم جلب فاطمة إلى النيابة العامة لإستجوابها بتهمة التجمهر وإهانة الملك. وذكرت عمة فاطمة في حسابها على موقع التواصل الإجتماعي تويتر بأن القضية جاءت انتقاماً من رفض عائلة الخواجة بإسقاط القضية المرفوعة في مركز الشرطة ضد قوات الأمن. في تفاصيل الحادث، ذكرت سعاد الخواجة أن الشرطة دعت الوالد: “… يطلبون منه استجلاب ابنته التي ترقد في المستشفى بدعوى ان هناك بلاغ مقدم ضدها من شرطي. وكما يبدو فان في الامر محاولة للمساومة لكي يقدم تنازل عن الشكوى التي رفعها ضد من اعتدوا عليهم فقد سبق وان طلب منه احد رجال الشرطة يوم امس التنازل عن الشكوى متعللاً باستقرار حالة ابنته. لصحية ولتجنب ماأسماه ب”الشوشرة” وقد رفض الاب التنازل عن حقه في الشكوى.” المصدر: https://twitter.com/SuadAK
وبناء على ما سبق، فإن مركز البحرين لحقوق الإنسان يدعو إلى:
> إجراء تحقيق محايد ومستقل في الحادثة والتي وضعت القاصرين في خطر وتسببت لهم بإصابات
> مساءلة ضباط الشرطة الذين هاجموا عائلة الخواجة
> تعويض فاطمة الخواجة وعائلتها عن الأضرار النفسية والمادية الناجمة
> إسقاط جميع التهم الملفقة ضد القاصر فاطمة الخواجة فوراً