البحرين: مقتل اثنين من المواطنين في حادث سيارة مروع أثناء مطاردتهم من قبل الشرطة وسيارات مدنية

Alaradi - AlBasri

مركز البحرين لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه الشديد في ما يخص مقتل اثنين من المواطنين في حادث أثناء مطاردتهم من قبل الشرطة وسيارات مدنية كما ورد مما أدى إلى تحطم سيارتهم. في 31 يوليو 2013، علي عيسى عبدالرضا البصري (25 سنة) ومحمود عباس سلمان العرادي (19 سنة) توفيا في حادث سيارة مروع بالقرب من منطقة سترة.

وفقاً لعائلة محمود العرادي، ابنهم مطلوب من قبل أمن الدولة منذ عام 2010 في القضية المعروفة باسم “الحجيرة” وتمت مراقبته طوال هذه الفترة ولكن لم يلق القبض عليه. تمت مداهمة منزله في صباح 31 يوليو 2013، ولكن العرادي لم يكن بالمنزل.

عندما وصلت الأخبار عن الحادث، توجه شقيق زوجة علي البصري إلى مستشفى السلمانية، وسأل الشرطة المتمركزة بالخارج عن مصابين جلبوا للمستشفى بسبب حادث سيارة، فأجابوه “نعم، محمود العرادي توفي، والشخص الآخر توفي كذلك. من أنت؟ “فأجابهم بأنه أحد الأقارب، وبعد ذلك أخذوه إلى المشرحة للتعرف على الجثة. أخبر قريب البصري مركز البحرين لحقوق الإنسان بأنه عندما سأل الشرطة حول كيفية معرفتهم لإسم المتوفي محمود العرادي لأنه لم يكن يحمل أي بطاقة الهوية، لم يجيبوا على سؤاله وأجبروه على الرحيل.

في اليوم التالي، توجهت العائلتين إلى الإدارة العامة للمرور لطلب تسجيل فيديو حادث السيارة، ووعدوهم بتسليم التسجيل بعد أسبوعين. ثم ذهبوا إلى وكالة السيارات التي تقع بالقرب من مكان حادث السيارة وسألوهم عما اذا سجلت كاميراتهم الحادث. وأكدوا بأن كاميراتهم قد صورت الحادث، ولو طلبت منهم الأسرة التسجيل في وقت أبكر لحصلوا عليه، لكن وزارة الداخلية جاءت في صباح ذلك اليوم وصادرت التسجيل من الوكالة.

أضاف قريب علي البصري أن هناك شاهد عيان ذكر بأنه شاهد الحادث وأنه في غضون دقائق تمت إحاطة المنطقة من قبل الشرطة وسيارات المخابرات. وتساءل أيضاً عن هوية الشخص الذي نشر صورة محمود العرادي بعد حادث السيارة على الرغم من أن المنطقة محاصرة من قبل المخابرات ولم يكن أحد قادراً على الوصول إلى مكان الحادث. وقال شهود عيان من أقارب المتوفي أن يوم الحادث كانت هناك أربع سيارات تراقب وتلاحق العرادي والبصري وتحاول إجبارهم على التوقف، لكنهم لم يتوقفوا. تعتقد عائلتا الفقيدان بأن المتوفين رفضا التوقف لأن محمود العرادي كان مطلوباً. 

 

أبلغت عائلتا الفقيدان مركز البحرين لحقوق الإنسان بأنهم يعتقدون أن حادث السيارة وقع بسبب الإطلاق على الشابين، ويظهر ذلك في صورة للسيارة وبها ثقب واضح في الزجاج الأمامي. وذكروا أيضاً بأنهم سيستمرون في متابعة القضية حتى الحصول على تسجيل فيديو كامل عن الحادث. وفقا للعائلتين بأنهم حاولوا إسترداد السيارة، ولكن حتى تاريخ كتابة هذا التقرير (11 أغسطس)، وزارة الداخلية ترفض تسليمها لهم.

في 8 أغسطس 2013، تم توقيف والدة محمود العرادي على جسر الملك فهد وهي في طريقها إلى مكة المكرمة، وتم أخذها إلى النيابة العامة. مضايقة عوائل ضحايا القتل خارج نطاق القضاء في البحرين ليست جديدة، ولا سيما أولئك الذين يتحدثون علناً عن الضحايا كوالدة محمود العرادي.

شهادة شهود عيان

تمكن مركز البحرين لحقوق الإنسان من الإتصال بإثنين من شهود العيان، وفيما يلي شهاداتهم.

ذكر الشاهد الأول:

“في الساعة 5:30 مساء يوم الأربعاء، 31 يوليو 2013 سيارة كورولا بيضاء كانت متجهة من إشارة  البندر إلى منطقة النويدرات. وقفت السيارة لوحدها عند إشارة المرور، وعندما تغيرت إشارة المرور إلى اللون الأخضر، سارت السيارة بشكل طبيعي ولم يكن هناك إشارة لوجود أي سيارة قادمة من نفس الطريق. كنت واقفاً في ذلك الوقت عند إشارة مرور سترة حيث كنت قادماً من منطقة سترة، وعندما فتح اللون الأخضر، سرت بضعة أمتار عندما فوجئت بأربع سيارات (سيارتي شرطة وسيارتين مدنية سوداء اللون) عبرتا الإشارة الضوئية الحمراء، لذلك توقفت لتفاديهم كي لا يصطدمون بي.

كانت تتبع بسرعة مجنونة السيارة الكورولا البيضاء، وما حدث هو أن اثنين من سيارات الشرطة ذهبت أمام السيارة المذكورة، وأحد الأشخاص خرج من نافذة إحدى السيارات المدنية السوداء “وأطلق شيء اخترق الزجاج الأمامي للسيارة. شخص آخر من السيارة السوداء الأخرى، والتي كانت قريبة جدا من سيارة الكورولا، أطلق شيء في الإطارات الأمامية التي انفجرت وانحرفت السيارة عن الطريق واصطدمت في سيارة كبيرة كانت متوقفة بالقرب، وهي شاحنة تبريد. واصلت السيارات الأربعة طريقهم دون توقف وتوجهوا إلى دوار ألبا وعادوا مرة أخرى إلى موقع الحادث الذي كان محاطا في أقل من دقيقة من قبل الأمن والمخابرات مع وجود اثنين من السيارات المدنية التي تسببت في الحادث. “

وذكر شاهد عيان آخر:

“في يوم الأربعاء 31 يوليو 2013 في حوالي الساعة 5:30 مساء، كنت واقفاً على الطريق عندما لاحظت سيارتين سوداء اللون تلاحق سيارة بيضاء، لم أستطع تحديد نوعها، وفجأة رأيت وقوع الحادث، ولكني لا أعرف كيف حدث ذلك وواصلت سيارات أخرى القيادة دون توقف. في أقل من دقيقة بينما لا زلت واقفاً حاصرت الشرطة وسيارات المخابرات منطقة الحادث وجاءت السيارتان مرة أخرى كذلك، وتم نقل السيارة المتضررة بأسرع وقت ممكن في حين منع الآخرين من الإقتراب من المنطقة. “

انتشر مقطع فيديو في المواقع الإلكترونية يظهر فيه كما ورد حادث السيارة. وكما هو واضح أن هناك سيارتان للشرطة وسيارتان سوداء مدنية كما ذكر شهود العيان. رابط الفيديو: http://www.youtube.com/watch?v=gG1DUYrUPeg

واستناداً إلى المعلومات الواردة أعلاه، فإن مركز البحرين لحقوق الإنسان يدعو إلى إجراء تحقيق محايد ومستقل وشفاف في الحادث، ويدعو إلى محاسبة المرتكبين.