الوسط: بعد عام من اعتقاله… نبيل رجب الصوت الحقوقي الذي لم يخفت

nabeel_arrest

«بسبب تغريدة في تويتر، أنا في السجن منذ (9 يوليو/ تموز 2012)، تنفيذاً لحكم قضائي بسجني لمدة عامين»، تلك عبارات تصدرت حساب الناشط الحقوقي نبيل رجب في «تويتر»، الذي يحظى بمتابعة أكثر من 200 ألف مغرّد، وعلى رغم بقائه في السجن، إلا أن حسابه في «تويتر» لم «يخفت» عن نشر ما يعتبره رجب «انتهاكات لحقوق الإنسان» يتعرض لها المحتجون في البحرين.

في (9 من يوليو 2012)، داهمت قوات مدنية منزل نبيل رجب في قرية بني جمرة واقتادته إلى السجن تنفيذاً لحكم قضائي صدر صبيحة ذلك اليوم بحبسه 3 أشهر، بعد أن أدانته المحكمة الصغرى الجنائية، على إثر القضية التي تقدم بها عدد من أهالي محافظة المحرق بالشكوى ضده لكونه قام بقذفهم بألفاظ مسيئة عبر حسابه في «تويتر».

وفي ديسمبر / كانون الأول 2012، أصدرت المحكمة الكبرى الجنائية أحكامها في 4 قضايا للناشط الحقوقي نبيل رجب، إذ قضت بخفض عقوبة الحبس من 3 سنوات لسنتين في 3 قضايا تتعلق بالتجمهر والدعوة لها والمشاركة فيها، وبرأته من القضية الرابعة المتعلقة بإهانة وزارة الداخلية بعد ما كانت محكمة أول درجة غرمته مبلغاً وقدره 300 دينار.

المحامية جليلة السيد، التي ترافعت عن نبيل رجب مع مجموعة من المحامين، قالت في تصريح لـ «الوسط» بمناسبة مرور عام على اعتقال نبيل رجب: «مما يؤسف له أن يبقى نبيل رجب رهن الاعتقال بزعم ارتكابه جرائم، في حين أن الموضوع لا يتعدى ممارسته لحقه في التعبير».

وأضافت «نتذكر هنا كيف إن إجراءات محاكمته قد افتقرت للالتزام بمعايير المحاكمة العادلة، ولا أدل على ذلك من عدم سماع المحكمة لشهود الدفاع، علاوة على صدور الأحكام بناءً على تسجيلات فيديو ممنتجة مجهولة الأصل والمصدر، إذ إنه ثابتٌ في محاكمة رجب أنه قد تم العبث بملفات محاكمته، بأن أزيلت أقراصاً مدمجة كانت مقدمة من النيابة العامة، وظهرت في الملفات أقراص مدمجة أخرى لا يعرف مصدرها، وقد طلبت هيئة الدفاع التحقيق في ذلك الأمر، إلا أنه لم يتم اتخاذ أية إجراءات بهذا الخصوص».

وأشارت السيد إلى أن «المعلوم للجميع أن نبيل رجب مدافع عن حقوق الإنسان على المستويين المحلي والدولي، وإن إسكاته عن انتقاد أوضاع حقوق الإنسان المتدهورة في البحرين من خلال اعتقاله أمر مؤسف، نأمل من العقلاء التصدي لذلك عبر إنهاء اعتقاله فوراً، وكذلك جميع معتقلي الرأي القابعين في المعتقلات حالياً».

وحظي اعتقال نبيل رجب باهتمام دولي واسع، حتى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، شكر في كلمة ألقاها في (9 ديسمبر 2012)، مناضلي الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان الذين كثيراً ما يدفعون ثمناً غالياً مقابل شجاعتهم، خاصّاً بالاسم نائب الأمين العام للفيدرالية نبيل رجب؛ المعتقل في البحرين، وكل أعضاء المنظمة الذين هم خلف القضبان لا لشيء إلا لأنهم طالبوا بالعدالة.

وفي مارس/ آذار 2013، أدرجت مجلة «أربيان بزنس» 15 شخصية بحرينية ضمن قائمة أقوى 500 شخصية مؤثرة في العالم العربي، واحتل رجب المرتبة 47 عربياً في مجال الثقافة والمجتمع.

«نبيل بمثابة أبي الروحي»، بتلك الكلمات بدأ مسئول الرصد بمركز البحرين لحقوق الإنسان يوسف المحافظة، حديثه لـ «الوسط» بعد عام من افتراقه عن رفيق دربه.

وقال المحافظة: «نبيل رجب بمثابة أبي الروحي، وهو مدرسة حقوقية بامتياز، وهو الذي ألهمني للدخول في العمل الحقوقي، ونبيل رجب هو الدافع للإصرار على المطالب والاستعداد للتضحية، وقد دفع الثمن من أجل احترام حقوق الإنسان والدفاع عن الحريات».

ورفض المحافظة الحديث عن أن الصوت الحقوقي لنبيل رجب قد خفت، وقال: «الصوت الحقوقي لنبيل رجب لم يخفت رغم اعتقاله، وخير دليل على ذلك استمرار الأخبار ورصد الانتهاكات على حسابه في تويتر».

وأضاف «كان جزء من التحدي في مركز البحرين لحقوق الإنسان أن نستمر في العمل الحقوقي، على اعتبار أن العمل الحقوقي لا يمكن أن يتوقف على اعتقال شخص، فقد أسس نبيل رجب لثقافة حقوق الإنسان، وباعتقاله لم يتوقف عمل المركز، واستطعنا من خلال فكر نبيل رجب أن نبرز شخصيات حقوقية جديدة في الساحة البحرينية».

وقال المحافظة: «أنا متيقن أن اعتقال نبيل رجب جاء بسبب عمله في حقوق الإنسان، وكل الممارسات التي تكفلها المواثيق الدولية، سواء عبر الاعتصام أو الحق في التظاهر أو حق النقد في الإنترنت لمختلف الشخصيات في السلطة التنفيذية، وقد اعتقل بسبب هذا النشاط الذي مارسه منذ فترة السلامة الوطنية وحتى قبل يوم واحد من اعتقاله».

وأشار المحافظة إلى أنه لم يستطع زيارة نبيل رجب في السجن، وقد تقدم بطلب في وقت سابق ورُفض على اعتبار أن الزيارة مقتصرة على العائلة فقط.

http://www.alwasatnews.com/3960/news/read/791909/1.html