معلمي البحرين في يوم المعلم العالمي: مساجين، معذبين، محكومين ومفصولين لأسباب سياسية


في الصورة: قوات الأمن تقتحم إحدى المدارس، من طرق إعتقال المدرسين في البحرين

5 أكتوبر 2011

“بدأ الاحتفال باليوم العالمي للمعلم في عام 1994. وكان فرصة لليونسكو ومنظمة التعليم العالمية للإحتفال بمهنة التعليم وترويج المعايير العالمية للمهنة” اليونسكو [1]

ويعد يوم التعليم العالمي فرصة لتقدير تفاني وعطاء المعلمين على الصعيد العالمي. ولكن في البحرين يعامل المعلمون بطريقة مختلفة، فهم مستهدفون ويهاجمون لممارستهم أبسط حقوقهم بالمشاركة في إضراب تضامناً مع حركة المطالبة بالديمقراطية. فمنذ مارس 2011، تعرض المئات من المعلمين للإعتقال والتعذيب والفصل التعسفي والنقل من مدارسهم. [2]


في الصورة: قوات الأمن تقتحم إحدى المدارس، من طرق إعتقال المدرسين في البحرين

5 أكتوبر 2011

“بدأ الاحتفال باليوم العالمي للمعلم في عام 1994. وكان فرصة لليونسكو ومنظمة التعليم العالمية للإحتفال بمهنة التعليم وترويج المعايير العالمية للمهنة” اليونسكو [1]

ويعد يوم التعليم العالمي فرصة لتقدير تفاني وعطاء المعلمين على الصعيد العالمي. ولكن في البحرين يعامل المعلمون بطريقة مختلفة، فهم مستهدفون ويهاجمون لممارستهم أبسط حقوقهم بالمشاركة في إضراب تضامناً مع حركة المطالبة بالديمقراطية. فمنذ مارس 2011، تعرض المئات من المعلمين للإعتقال والتعذيب والفصل التعسفي والنقل من مدارسهم. [2]


رئيس جمعية البحرين للمعلمين ونائبة الرئيس حوكموا في محكمة عسكرية وكانت الأحكام العسكرية 10 و3 سنوات (بالترتيب)

بدأ الأمر بحل جمعية البحرين للمعلمين، والتي كانت بمثابة النقابة للطاقم التعليمي. داهمت قوات الأمن منزل رئيس جمعية البحرين للمعلمين الأستاذ مهدي أبو ديب فجراً وعندما فشلت في العثور عليه إستجوبت زوجته وأبناؤه. تم إعتقال أبوديب في السادس من أبريل بطريقة وحشية حيث تم إلقاؤه من سطح منزل عمه (مكان تواجده وقت الاعتقال). أما الأستاذة جليلة السلمان، نائبة رئيس جمعية البحرين للمعلمين، فقد تم إعتقالها في 29 مارس بعد مداهمة منزلها وترويع أبناؤها. وفي اليوم التالي تم إعتقال بعض من أعضاء مجلس إدارة الجمعية.

في 25 سبتمبر 2011 حكمت المحكمة العسكرية على الأستاذ مهدي أبوديب بالسجن 10 سنوات وعلى الأستاذة جليلة السلمان بالسجن 3 سنوات. خمسة من أعضاء مجلس إدارة الجمعية سيقدمون للمحاكمة في تاريخ 11 أكتوبر وهم: سناء عبدالرزاق، غصون السيد، أفراح العصفور، علي البناء، صلاح البري.

لم تتوقف الحملة عند هذا الحد فحسب، فمنذ مارس 2011 تم إعتقال المئات من المعلمين والمعلمات
(70% منهم من المعلمات)
، وتعرض هؤلاء لأقسى أنواع التعذيب والإهانة والشتم من قبل قوات الأمن. كما تم فصل ما يزيد عن 150 معلماً فصلاً نهائياً وتوقيف العشرات أيضاً بعد سلسلة تحقيقات إستفزازية ومهينة، هذا وحرم المئات من المعلمين من رواتبهم لشهور أو تم القطع من رواتبهم. أحيل العديد من المعلمين لمحاكمات عسكرية، وفوجئ العديد بالنقل المفاجئ من مدارسهم لمناطق أخرى. جميع هذه القرارات هي من طابع تمييزي لأنهم من المعارضة، وطائفي حيث أن الأغلبية من الطائفة الشيعية.


الحملة الطائفية لوزارة التربية والتعليم لا تزال مستمرة منذ مارس 2011، فبينما ينتظر بعض المعلمين محاكماتهم يعاني الآخرون من التوقيف والإستقطاع الشهري الغير مبرر من رواتبهم.
المستوى التعليمي في البحرين في تدهور، فقد حرم النظام الطلبة والتلاميذ من كفاءات وخبرات هؤلاء المعلمين وإجتهادهم وتفانيهم في تنمية وتطوير الأجيال القادمة من أجل إزدهار البلاد. فاليوم يتعرض المعلمون لسوء المعاملة ويستبدلون بمتطوعين غير مؤهلين.

وعليه، فإن مركز البحرين لحقوق الإنسان بوقف الإنتهاكات ضد المعلمين في البحرين، والقيام بالتالي:
• إلغاء جميع المحاكمات القادمة
• إسقاط جميع التهم الباطلة عن المعلمين
• إلغاء الأحكام العسكرية على المدنيين وذلك لخرقهم بالحق في محاكمات عادلة
• التحقيق في إدعاءات التعذيب ومحاسبة المسئوليين أمام القضاء
• الإفراج الفوري عن المعلمين المعتقلين
• إرجاع المفصولين والموقوفين من المعلمين إلى العمل، ووقف الاستقطاع الغير مبرر للرواتب، وإرجاع المعلمين لمدارسهم كما كان الحال قبل النقل المفاجئ.
• إحترام النظم العالمية فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وخصوصاً الحق بالتجمع والتعبير عن الرأي.




قصص معناة المعلمين:


جليلة السلمان، تبلغ من العمر 46 عاماً، أمٌ لثلاثة أطفال. خدمت في المجال التعليمي 24 عاماً. يشهد لها بإخلاصها وإجتهادها في العمل، ومشاركتها في الفعاليات والمبادرات التي من شأنها أن تعزز القطاع التعليمي في البحرين.
قضت جليلة 5 أشهر في المعتقل بعد أن داهم 15 من قوات الشرطة منزلها وتعرضت للتعذيب، وتقول: “كنت في الحبس الإنفرادي، وكان المكان قذراً..قذراً جداً. الجدران كانت مغطاة بدمٍ جاف، والسقف به معلاق. لم تكن في الزنزانة نوافذ، وكنت أجبر على الوقوف معظم الوقت.” وتضيف: “يدخل أحدهم الزنزانة كل خمس دقائق للتأكد من أني لم أكن مستلقية. كما منعت من إستخدام الحمام أو شرب الماء. لذا توجب علاجي من مشاكل الكلى.”
تم الحكم على جليلة السلمان بالسجن 3 سنوات، وهي في خوف من الإعتقال مرة أخرى لمجرد مطالبتها بالحرية والديمقراطية في البحرين. [3]


ك من المعلمات اللاتي تم إعتقالهن من موقع عملهن، فحسب قولها أنه في يوم إعتقالها إنتشرت قوات الأمن في المدرسة وفي الصفوف الدراسية مصاحبين بالطلبة الموالين للنظام من أجل التعرف على الطالبات والمعلمات من المعارضة.[4] فبعد أن تم إستدعاؤها للإدارة تم أخذها لمركز الشرطة حيث تعرضت للتعذيب والإهانة بتوصيد يديها من الخلف وتعصيب عينها ليتمكنوا من ضربها وشتمها وإجبارها على الإعتراف بأشياء لم تقوم بها.
قضت ك وقتاً في المعتقل قبل أن يتم الإفراج عنها، وذلك للتأكد من أن جسمها لاتوجد به آثار الضرب والتعذيب، ولكنها الآن لا تزال تعالج رجلها التي لم تتشافى تماماً.


هاجر خيرالله، معلمة بخبرة تبلغ 22 سنة تم فصلها من العمل بدون إعلامها بأسباب الفصل. ولكنها بدل أن تستسلم عاطفياً لهذا الأمر، جمعت أطراف حياتها وإستثمرت في زراعة النباتات، وهي هواية لطالما إستمتعت هاجر بها، فتصف العناية في تربية النباتات كما هو في تربية وإعداد الأجيال من الطلبة، فالإثنان يتطلبون الصبر والعناية.

بعد فصلها من العمل، اندمجت هاجر في الزراعة وتربية النباتات، الأمر الذي بعث فيها الأمل فبالنسبة لها هو كرمز لتحدي الظلام.
وتقول هاجر، يجب على المفصولين إستثمار وقتهم في مشاريع بناءة وبالأخص لكونهم من المتميزين في أعمالهم وممن كانت لهم مشاركات ومساهمات كثيرة في وزارة التربية والتعليم. وتستغرب كيف أن وزارة التربية والتعليم فصلت المتفانين في التعليم وتخلصت منهم كالقمامة.[5]

[1] http://www.5oct.org/2011/index.php?view=article&catid=1&id=1%3Awtd2011&format=pdf&option=com_content&Itemid=300001&lang=en-GB

[2] http://www.bahrainrights.org/en/node/4387

[3] http://www.womensviewsonnews.org/2011/09/one-womans-story-of-the-terror-stalking-bahrain/

[4] http://bahrainrights.hopto.org/en/node/4466

[5] http://www.alwasatnews.com/3307/news/read/597519/1.html