مقالة بقلم براين دولي
مدير المدافعين عن حقوق الإنسان – هيومن راتيس فيرست
ترجمة غير رسمية – مركز البحرين لحقوق الإنسان
13 يونيو 2011
نبيل رجب هو بمثابة البطل في البحرين، في الشوارع الناس تميزه و تتجمع حوله كونه مشهور محليا و لكن عند ظهور عدسة الكاميرا يتفرق الجميع، لا أحد يريد أن يظهر في صورة بالقرب من شخص معروف بإنتقاده العلني للحكومة البحرينية بالأخص في هذه الايام.
مقالة بقلم براين دولي
مدير المدافعين عن حقوق الإنسان – هيومن راتيس فيرست
ترجمة غير رسمية – مركز البحرين لحقوق الإنسان
13 يونيو 2011
نبيل رجب هو بمثابة البطل في البحرين، في الشوارع الناس تميزه و تتجمع حوله كونه مشهور محليا و لكن عند ظهور عدسة الكاميرا يتفرق الجميع، لا أحد يريد أن يظهر في صورة بالقرب من شخص معروف بإنتقاده العلني للحكومة البحرينية بالأخص في هذه الايام.
نبيل هو رئيس مركز حقوق الانسان في البحرين، و واحد من مجموعة قليلة من الحقوقيين العاملين في البحرين، حيث انه تم اعتقال الآخرين خلال حملة القمع التي شنتها الحكومة ضد المعارضة في الأشهر الأخيرة، هو شخصيا تم التعرض لمنزله بقنابل مسيلة للدموع و قنابل صوتية، وتعرض للضرب والمنع من السفر بسبب الحظر الي وضعته الحكومة البحرينية عليه.
حيث انه على مدى السنين يتحدث إلينا ضد الانتهاكات الانسانية الي ترتكبها الحكومة البحرينية، بما في ذلك الموجة الاخيرة من الأعتقالات الجماعية وحالات الاختفاء وحالات الوفاة في المعتقل والتعذيب الواسع والمحاكمات العسكرية والطرد الجماعي للشيعة من وظائفهم وتهديم مساجد الشيعة، وعلى الرغم من المضايقات و الاعتقالات والضرب والاتهامات بأنه إرهابي، نبيل رجب يواصل توثيق ونشر انتهاكات الحكومة البحرينية ضد حقوق الإنسان.
و بالرغم من رفع ملك البحرين قانون السلامة الوطنية منذ اسبوعين في 1 يونيو، لا يوجد فرق ملحوظ في الشارع:
القوات السعودية المرسلة منذ منتصف شهر مارس لمساعدة الجيش البحريني في قمع المتظاهرين ما زالت متواجدة في البحرين، والاعتقالات مستمرة، محاكمات عسكرية ترسل رجل و نساء و أطفال الى السجن، في الأسبوع الماضي تم الحكم على محمد سلمان ماجد حسن البالغ من العمر 15 عاما بالسجن لمدة سنتين بتهمة المظاهرة والشغب، وتقول عائلته انه قد تعرض لسوء المعاملة أثناء احتجازه.
وبالأمس آيات القرمزي شاعرة تبغ من العمر 20 عاما تم الحكم عليها بالسجن لمدة عام بتهمة المشاركة في مسيرات غير مرخصة وتهديد الأمن العام بالإضافة الى التحريض العلني على كراهية النظام، حيث انها قرأت قصيدة تنتقد فيها الحكومة في احتجاج مارس.
تفاصيل هذه القضايا لا ترى ضوء الواقع الا بفضل عمل الحقوقين أمثال نبيل رجب و محمد المسقطي (جمعية شباب البحرين لحقوق الانسان) الاثنان يعيشان تحت احتمال الاعتقال الوشيك.
محمد أبلغني عند تواجدي في البحرين الشهر الماضي “الوقت الاخطر هو بين ساعات الصباح من1 الى 4 فجرا، لان هذا هو الوقت الذي في العادة تأتي فيه القوات و تعتقل المطلوبين من منازلهم، بعد الساعة 4 نستطيع النوم لمعرفتنا انهم على الأرجح لن يأتوا هذه الليلة”
البعض من الحقوقين قاموا بمخاطرة حقيقة بمقابلتي وإعلامي بما يحدث في البحرين، بعض الناس الذين لديهم معتقلين من أقربائهم كانوا متوترين من أخباري بقصصهم ولكن فعلوا ذلك على اية حال لغاية إعلام العالم بما يحدث في البحرين.
الحكومة البحرينية تحاول اخفاء هذه الاصوات و تحاول إظهار ان الامور تغيرت منذ 1 يونيو وأن الوضع قد رجع الى الطبيعي ولكن الواقع يثبت العكس. المنح (ومن ثم الالغاء) لسباق الجائزة الكبرى البحرين أفضل مثال على الصراع حول أي طرف الذي يتم تصديقه – الناشطين الحقوقيين ام الحكومة.
في البداية ظهر أن منظمي سباق الفورميلا واحد يصدقون طرف العائلة الملكية البحرينية بأن استضافة السباق في البحرين في شهر اكتوبر سوف يكون في بيئة آمنة و مناسبة وأن الوضع السياسي تحت السيطرة وأن القمع والانتهاكات كانت شيء مؤقت، و لكن عندما ارتفعت أصوات الإحتجاج -من ضمنها سائق رد بول الشهير مارك ويبر القائل “سواء رضينا ام أبينا فورميلا واحد بشكل خاص والرياضة بشكل عام ليست فوق المسؤولية الأجتماعية أوالعقبات. أتمنى ان سباق فورميلا واحد يستطيع العودة الى البحرين ولكن الوقت الحالي ليس بالوقت المناسب” و ان من رأيه “ان كان من المفترض من الرياضة ان تأخذ موقف حازم من البداية هذا السنة بدلا من الاستمرار في التأجيل في أتخاذ قرارها على أمل ان تستطيع اعادة جدولة السباق في وقت لاحق من عام 2011 ، وان خطوة كهذه كانت سوف توضح موقف فورميلا واحد من الأمور الاساسية مثل حقوق الانسان و كيف تتعامل مع القضايا الاخلاقية.
بطل فورميلا واحد العالمي السابق ديمون هيل يعتقد ان اعطاء البحرين هذا الحدث الكبير سيترتب عليه ارسال الرسالة الخاطئة قائلا ان السباق اذا استمر ” سوف يتم ربطنا إلى الأبد بكوننا شركاء في كافة الأساليب القمعية لإعادة النظام” وان ” الواجب على فورميلا واحد ان تنحاز للتطور وليس للقمع وأن الكثير من الاحتجاجات في الدولة تم قمعها بوحشية”.
فورميلا واحد تراجعت في مواجهة هذا الاحتجاجات وبسبب مخاوف أن الموسم قد يأخذ وقتا طويلا، فقد تم سحب السباق وفي الوقت نفسه القمع في البحرين يستمر، ونحن نعرف ذلك بسبب الحقوقيين الشجعان المتواجدين في أرض الواقع يقولون لنا ما يحدث، في حين ان الحكومة البحرينية لا تزال ترفض السماح بدخول مراقبيين دوليين لحقوق الإنسان، مما يجعل ما يفعله نبيل رجب و محمد و اخرون أمر بالغ في الأهمية اذا ما أراد العالم معرفة حقيقة ما يحدث وراء الدعاية.