ترجمة غير رسمية – مركز البحرين لحقوق الإنسان
بواسطة روبرت فيسك
14 مايو 2011
كريستوفر هيل -وزير الخارجية الاميركي السابق لشرق آسيا الذي كان سفيرا للعراق- وهو عادة دبلوماسي أميريكي مطيع جدا ً وغير فصيح، كتب قبل أيام ان “الفكرة القائلة بأن دكتاتورا ً يمكن أن يدعي الحق السيادي للإساءة لشعبه بات غير مقبول”.
ما لم تكن- والسيد هيل لم يذكر هذا – تعيش في البحرين. في هذه الجزيرة الصغيرة ، نظام ملكي سني، آل خليفة، يحكم الأغلبية الشيعية من السكان، وقد استجاب للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية بأحكام الإعدام، والاعتقالات الجماعية، وسجن الأطباء لتركهم المرضى يموتون بعد احتجاجات و “دعوة” للقوات السعودية لدخول البلاد. لقد دمروا أيضا عشرات المساجد الشيعية بدقة طيار 11 سبتمبر. ولكن بعد ذلك، دعونا نتذكر أن معظم قتلة 11 سبتمبر كانوا بالفعل سعوديين.
وماذا حصلنا عليه؟ الصمت.
ترجمة غير رسمية – مركز البحرين لحقوق الإنسان
بواسطة روبرت فيسك
14 مايو 2011
كريستوفر هيل -وزير الخارجية الاميركي السابق لشرق آسيا الذي كان سفيرا للعراق- وهو عادة دبلوماسي أميريكي مطيع جدا ً وغير فصيح، كتب قبل أيام ان “الفكرة القائلة بأن دكتاتورا ً يمكن أن يدعي الحق السيادي للإساءة لشعبه بات غير مقبول”.
ما لم تكن- والسيد هيل لم يذكر هذا – تعيش في البحرين. في هذه الجزيرة الصغيرة ، نظام ملكي سني، آل خليفة، يحكم الأغلبية الشيعية من السكان، وقد استجاب للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية بأحكام الإعدام، والاعتقالات الجماعية، وسجن الأطباء لتركهم المرضى يموتون بعد احتجاجات و “دعوة” للقوات السعودية لدخول البلاد. لقد دمروا أيضا عشرات المساجد الشيعية بدقة طيار 11 سبتمبر. ولكن بعد ذلك، دعونا نتذكر أن معظم قتلة 11 سبتمبر كانوا بالفعل سعوديين.
وماذا حصلنا عليه؟ الصمت. الصمت في وسائل الاعلام الامريكية، والصمت الى حد كبير في الصحافة الأوروبية، والصمت من المحبوب كامير كليج، وبالطبع من البيت الأبيض. وأكبر عار هو صمت العرب الذين يعرفون من يدهن خبزهم بالزبد. وهذا يعني، بطبيعة الحال ، أيضا الصمت من الجزيرة. أنا غالبا ما أظهر على هذه القناة الممتازة _ بخلاف هذه النقطة_ في نسختيها العربية والانجليزية. ولكن فشلها في ذكر البحرين أمر مخز، وانتكاسة في ما أعطته من كرامة للتغطية الصحفية في الشرق الأوسط. أمير قطر – الذي أعرفه وأحبه كثيرا جدا – لا يحتاج إلى التقليل من شأن امبراطوريته التلفزيونية بهذه الطريقة.
كامير كليج صامت لأن البحرين هي واحدة من “أصدقائنا” في الخليج، مشتر متلهف للأسلحة ، وموطن لآلاف المغتربين البريطانيين _الذين قضوا أوقاتهم – خلال الثورة المصغرة لشيعة البحرين – في الكتابة للصحف المحلية الموالية للنظام للتنديد بالصحافيين الغربيين. وأما بالنسبة للمتظاهرين، فأستذكر قول امرأة شيعية : لو أن ولي العهد أتي إلى دوار اللؤلؤ وتحدث مع المتظاهرين، فإنهم سيحملونه على أكتافهم حول الساحة. لقد صدقتها. ولكنه (ولي العهد) لم يأت. بدلا من ذلك ، دمر مساجدهم، وتم الادعاء بان الاحتجاجات كانت مؤامرة ايرانية – وهي لم تكن كذلك مطلقا ً -، ودمر تمثال اللؤلؤة في الدوار، ليشوه بذلك تاريح بلاده.
غني عن القول، أن أوباما لديه اسبابه الخاصة للصمت. البحرين تستضيف الاسطول الأمريكي الخامس ، والاميركيون لا يريدون أن يتم طردهم من هذا الميناء الصغير السعيد (وان كان بامكانهم الانتقال الى قطر او الامارات العربية المتحدة في أي وقت يشاؤون)، ويريدون الدفاع عن البحرين من العدوان الايراني الخرافي. لذلك لن تجد كلينتون، الحريصة كل الحرص على الاعتداء على عائلة الأسد، تقول أي شيء سيئ عن آل خليفة. لم لا؟ هل نحن مدينون لعرب الخليج؟ هم أناس شرفاء ويفهمون عندما تقال الانتقادات بحسن نية. لكن لا، فنحن صامتون. وحتى عندما حرم الطلبة البحرينيين في بريطانيا من منحهم لأنهم اعتصموا امام السفارة في لندن، بقينا صامتين. عار عليك يا كامير كليج.
البحرين لم يكن لها قط سمعة باعتبارها “صديقا ً ” للغرب ، وإن كانت هذه هي الطريقة التي تحب ان تعرف بها. قبل أكثر من 20 سنة مضت ، أي شخص كان يحتج على هيمنة الأسرة الحاكمة كان يخاطر بالتعرض للتعذيب في مقر مركز شرطة الأمن. كان رئيسهم هو ضابط بريطاني سابق تدرب على يد جلاد خبيث في الجيش الأردني. عندما نشرت أسمائهم ، كانت مكافأةتي هي رسم كاريكاتوري في جريدة الخليج التابعة للحكومة يصورني بكلب مسعور. الكلاب المسعورة ، بطبيعة الحال ، لا بد من إبادتها. لم تكن تلك مزحة وانما تهديد.
آل خليفة ليس لديهم مشاكل مع صحيفة المعارضة ، الوسط ، ولكن. ألقوا القبض على أحد مؤسسيها ، كريم فخراوي ، في 5 نيسان / أبريل. وتوفي في الحجز بعد أسبوع. بعد عشرة أيام ، تم اعتقال حيدر محمد النعيمي ، أحد كتاب صحيفة الوسط، ولم يشاهد منذ ذلك الحين. مرة أخرى، كان صمت كامير كليج، وأوباما ،وكلينتون، والبقية. الأكثر دناءة هو اعتقال واتهام الأطباء الشيعة بترك مرضاهم – الذين تم اطلاق النار عليهم بالطبع من قبل قوات الأمن – يموتون. كنت في المستشفى عندما تم جلب هؤلاء المرضى، رد فعل الاطباء كان خليطا ً من الرعب والخوف_ انهم ببساطة لم يروا من قبل جروح أعيرة نارية من هذه المسافة القريبة. الآن ألقوا القبض على الأطباء وأخذوا المرضى من أسرتهم في المستشفيات. لو حدث هذا في مستشفى في دمشق أو حمص أو حماة أو حلب ، لكنت أصوات كاميرون كليج وأوباما وكلينتون ترن في آذاننا الآن. ولكن لا. الصمت. تم الحكم باعدام أربعة رجال بتهمة قتل اثنين من رجال الشرطة البحرينية. كانت محكمة عسكرية مغلقة. وبثت “اعترافاتهم” على التلفزيون على غرار الاتحاد السوفيتي السابق. دون أي كلمة من كاميرون كليج أو أوباما أو كلينتون.
ما هذا الهراء؟ حسنا ، سأقول لك. انه ليس له اي علاقة بالبحرينيين أو آل خليفة. ان الأمر يتعلق بخوفنا الكبير على المملكة العربية السعودية من كل شيء. وهو ما يعني ان الأمر يتعلق بالنفط. انه أيضا ً يتعلق برفضنا المطلق لأن نتذكر ان المتورطين في حادثة 11 سبتمبر كانوا في الغالبية سعوديين. انه يتعلق برفضنا ان نتذكر أن المملكة العربية السعودية قامت بدعم حركة طالبان ، أن بن لادن هو سعودي الأصل ، أن النسخة الأكثر تشددا ً للاسلام تأتي من المملكة العربية السعودية . ان الأمر يتعلق بمحادثة أجريتها مع مسؤول بحريني – رجل طيب ومحترم وصادق – سألته فيها لماذا لا يتم انتخاب رئيس الوزاراء من قبل أغلبية السكان الشيعة. أجابني : “السعوديون لن تسمح بذلك” نعم ، أصدقاؤنا الآخرين. السعوديين.