هيومن رايتس ووتش: البحرين: يجب التحقيق في الوفيات المرتبطة بالحملة القمعية

تورط قوات الأمن في مقتل 18 شخصاً على الأقل منذ بدء الاحتجاجات في 14 فبراير/شباط

29 مارس 2011

(المنامة) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن على الحكومة البحرينية أن تحقق سريعاً في مقتل 18 شخصاً على الأقل، سقطوا قتلى أثناء الحملات القمعية العنيفة التي واكبت الاحتجاجات منذ 14 فبراير/شباط 2011. الغالبية قُتلوا على يد قوات الأمن التي لجأت للقوة المفرطة، بالأساس بمعدات السيطرة على الحشود من مسافة قريبة للغاية، وباستخدام الذخيرة الحية، على حد قول هيومن رايتس ووتش. كما قُتل أربعة من عناصر الأمن، بحسب ما ذكرته وزارة الداخلية.

وقد أقرّت السلطات باحتجازها أربعة أشخاص مفقودين في مستشفى قوة دفاع البحرين، فقط بعد أن أدت إصاباتهم لمقتلهم. وقالت هيومن رايتس ووتش إن هذا يثير بواعث قلق جسيم إزاء معاملة الأشخاص المفقودين وإن كانت السلطات تحتجز أشخاص آخرين دون إخطار عائلاتهم.

تورط قوات الأمن في مقتل 18 شخصاً على الأقل منذ بدء الاحتجاجات في 14 فبراير/شباط

29 مارس 2011

(المنامة) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن على الحكومة البحرينية أن تحقق سريعاً في مقتل 18 شخصاً على الأقل، سقطوا قتلى أثناء الحملات القمعية العنيفة التي واكبت الاحتجاجات منذ 14 فبراير/شباط 2011. الغالبية قُتلوا على يد قوات الأمن التي لجأت للقوة المفرطة، بالأساس بمعدات السيطرة على الحشود من مسافة قريبة للغاية، وباستخدام الذخيرة الحية، على حد قول هيومن رايتس ووتش. كما قُتل أربعة من عناصر الأمن، بحسب ما ذكرته وزارة الداخلية.

وقد أقرّت السلطات باحتجازها أربعة أشخاص مفقودين في مستشفى قوة دفاع البحرين، فقط بعد أن أدت إصاباتهم لمقتلهم. وقالت هيومن رايتس ووتش إن هذا يثير بواعث قلق جسيم إزاء معاملة الأشخاص المفقودين وإن كانت السلطات تحتجز أشخاص آخرين دون إخطار عائلاتهم.

وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “قوات الأمن البحرينية أظهرت كثيراً التجاهل للحياة الإنسانية أثناء حملاتها على المتظاهرين. إطلاق طلقات صيد الطيور من على مسافة قريبة ليس من إجراءات السيطرة على الحشود، بل ربما يُعتبر قتل”.

هناك 15 شخص على الأقل قُتلوا منذ بادرت شرطة مكافحة الشغب والقوات الأخرى بجولة ثانية من العمليات ضد المتظاهرين المعارضين للحكومة في 15 مارس/آذار، على حد قول هيومن رايتس ووتش. منهم أحمد فرحان، 24 عاماً، ومحمد إكلاس، مواطن بنغلاديشي يبلغ من العمر 50 عاماً، مات في سترة يوم 15 مارس/آذار. يظهر من الصور الملتقطة لجثمان فرحان أن رأسه من الخلف مفتوح وتجويف الدماغ فارغ، مما يوحي بأنه أصيب بعيار ناري من مسافة قريبة للغاية. طبقاً لتقارير إعلامية فإن إكلاس دهسته سيارة وهو يحاول مساعدة بعض النساء أثناء الحملة القمعية، لكن هيومن رايتس ووتش لم تتمكن من جانبها من التأكد من هذه الرواية.

شخص ثالث من سترة، هو عيسى الراضي، 46 عاماً، كان مفقوداً منذ وقت سابق ذلك اليوم، أعلن موته في 19 مارس/آذار، عندما اتصلت السلطات بأسرته وقالت لهم أن يحضروا لأخذ جثمانه.

قتلت قوات الأمن ثلاثة متظاهرين على الأقل في دوار اللؤلؤة، في العاصمة المنامة، أثناء المظاهرات صباح 16 مارس/آذار. قال شهود لـ هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن بدأت باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وبنادق صيد الطيور، لكن في ساعة لاحقة استخدموا الذخيرة الحية في محاولة لاستعادة السيطرة على المنطقة القريبة من الدوار.

وقُتل متأثرون بالإصابات التي لحقت بهم في 16 مارس/آذار كل من جعفر عبد العلي سلمان، 41 عاماً، وجعفر معيوف، 30 عاماً، وأحمد أرنوط، 22 عاماً. أشارت تقارير إعلامية إلى أن سلمان ومعيوف أصيبا بالرصاص الحي، بينما كانت إصابات أرنوط سببها رصاص صيد الطيور. ستيفن آبراهام، المواطن الهندي الذي يعمل كحارس أمن في بناية قريبة، مات في وقت لاحق من اليوم بعد أن أصيب على ما يبدو برصاصة طائشة بمحل عمله، حوالي الثامنة مساءً.

أطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية أثناء مداهمة الأمن في 15 و16 مارس/آذار وفي الأيام التالية، على حد قول هيومن رايتس ووتش.

أخر ضحية للحملة الحكومية كان عيسى محمد علي عبد الله، 71 عاماً، الذي مات بالاختناق من الغاز المسيل للدموع المستخدم ضد المتظاهرين بقرية معامير يوم 25 مارس/آذار، حسبما أفادت صحيفة الوسط المستقلة واليومية. كان عبد الله في بيته عندما دخل الغاز المسيل للدموع الذي استخدمته الحكومة إلى بيته، مما أدى لوفاته، بحسب التقرير. بدلاً من التحقيق على النحو الواجب في الوفاة واستخدام قوات الأمن للغاز، أصدرت وزارة الداخلية بياناً ذلك المساء تعلن فيه أن عبد الله مات “لأسباب طبيعية”.

تعرب هيومن رايتس ووتش عن قلقها إزاء إخفاق الحكومة في إخطار أهالي المصابين المحتجزين بمكانهم، وقد مات أربعة منهم في وقت لاحق بالمستشفى. في 19 مارس/آذار، عثر السكان على هاني عبد العزيز جمعة، 32، راقداً في بركة من الدماء بعد أن أطلقت عليه شرطة مكافحة الشغب النار من مسافة قريبة، ونقلوه إلى مستشفى محلي. قام رجلا أمن يرتدون الأقنعة برفقة مسعفين باصطحابه في سيارة إسعاف بعد ساعات إلى مستشفى قوة دفاع البحرين. اتصل والد جمعة بالمستشفى في 20 و21 مارس/آذار للسؤال عن حالته، لكن المسؤولون هناك أنكروا وجوده. في 24 مارس/آذار، تلقت أسرة جمعة مكالمة من الشرطة قالوا خلالها إنه مات وإن بإمكانهم المجيئ لأخذ جثمانه من مجمع السلمانية الطبي في اليوم التالي.

استقبلت ثلاث أسر أخرى جثامين قتلاهم المفقودين منذ أيام، وماتوا في ظروف مشبوهة.

* عيسى الراضي، 45، مفقود منذ 15 مارس/آذار، يوم هاجمت قوات الأمن سترة. في 19 مارس/آذار، اتصل المسؤولون من مستشفى قوة دفاع البحرين بأسرته وقالوا لهم أن يحضروا لأخذ جثمانه. قام خبير طب شرعي استشارته هيومن رايتس ووتش بمراجعة صور جثمان الراضي وخلص إلى أن إصاباته قد يكون سببها “اصطدام بعربة” لكن “لا يمكن استبعاد احتمال أن تكون إصاباته جراء اعتداءات تعرض لها”. كما كان مصاباً بأعيرة نارية من المستخدمة لصيد الطيور.
* بهية العرادي، 51 عاماً، مفقودة منذ 16 مارس/آذار. العرادي كانت تقود سيارتها وتحدثت في تلك الأثناء إلى شقيقتها. قال شاهد إن العرادي أخبرت شقيقتها بأنها قريبة من قرية القدم، وأنها تسمع أعيرة نارية، فحاولت الخروج عن الطريق. لم يسمع عنها أحد أي شيء بعد ذلك. اتصلت أسرة العرادي بعدة مستشفيات، منها مستشفى قوة دفاع البرين، لكن قيل لهم إنها ليست موجودة. في 19 مارس/آذار أخبرت السلطات أسرة العرادي بأنها على أجهزة الإعاشة الصناعية في مستشفى قوة دفاع البحرين، وسمحوا لشقيقها بزيارتها لعدة دقائق. في 20 مارس/آذار أعلنت المستشفى أنها ماتت متأثرة بجراحها. هناك رصاصة واحدة على الأقل اخترقت رأس العرادي من الخلف، ولم تخرج.
* عبد الرسول الحجيري، يبلغ من العمر 38 ويعمل بالمجال الطبي بمجمع السلمانية الطبي، شوهد لآخر مرة في 19 مارس/آذار، عندما خرج لقضاء بعض الاحتياجات. اتصلت أسرة الحجيري بمراكز الشرطة والمستشفيات لكن لم يعثروا عليه. في 19 مارس/آذار ظهر أن جثمانه موجود بمنطقة معزولة في عوالي، بحسب تقارير إخبارية. اتصلت السلطات بأسرته في 20 مارس/آذار وقالوا لهم أن يحضروا لأخذ جثمانه من مجمع السلمانية الطبي. سبب الوفاة غير معروف تحديداً، لكن الأطباء الذين تحدثت إليهم هيومن رايتس ووتش قالوا إنه كان مصاباً برضوض وعدة ندبات على مختلف أنحاء جسده، تتفق مع تعرضه للضرب والتعرض لحادث سير (صدمته سيارة).

أجرت السلطات فحوصات طب شرعي على كل من الراضي والحجيري قبل الإفراج عن الجثامين للأسر. ليس من الواضح سبب أداء الفحوصات. أفراد الأسر الذين تحدثت هيومن رايتس ووتش إليهم يشتبهون في قتل العرادي والحجيري لدى أو على مقربة من نقاط تفتيش أقامتها الشرطة أو الجيش أو عصابات مسلحة.

طبقاً لوزارة الداخلية، فحتى 23 مارس/آذار، كان أربعة أشخاص على صلة بقوات الأمن قد قُتلوا أثناء المصادمات مع المتظاهرين المعارضين للحكومة. يظهر من سجلات الحكومة أن أحمد رشيد المريسي، 30 عاماً، مات بسبب “مرور سيارة مجهولة عليه” في سترة يوم 15 مارس/آذار. محمد فاروق عبد الصمد البلوشي، وكاشف أحمد منذر، 21، قتلا أيضاً بعد أن مرت سيارات “مجهولة” عليهم في المنامة. جواد علي كاظم الشملان، 47، ضابط شيعي، أصابته رصاصة أثناء حملة قمعية استهدفت المتظاهرين في 16 مارس/آذار، شنتها قوات أمن في المنامة، بحسب وزارة الداخلية. كما لم تجد هيومن رايتس ووتش أدلة تشير إلى حيازة المتظاهرين أو استخدامهم لأسلحة نارية، مما يوحي بأن كاظم ربما قُتل جراء رصاصة طائشة أطلقتها قوات الأمن. أفرجت السلطات عن جثمانه لصالح أسرته في 20 مارس/آذار.

وقال جو ستورك: “نعرب عن عميق قلقنا إزاء المفقودين وظهور القتلى في المستشفى العسكري، وما إذا كانت ستظهر حالات جديدة”. وتابع: “على السلطات أن تُعلم كل الأسر سريعاً وبكل التفاصيل بمن هم ما زالوا رهن الاحتجاز، ولا تنتظر حتى يموتون فتخبر أسرهم”.

سبق أن وثقت هيومن رايتس ووتش السبعة الآخرين المُبلغ عن وفاتهم، على يد قوات الأمن، وهو ما حدث أثناء الهجمات على المتظاهرين من 14 إلى 18 فبراير/شباط. خلصت هيومن رايتس ووتش إلى أن ستة من السبعة قُتلوا برصاص صيد الطيور من على مسافة قريبة للغاية. السابع، عبد الرضا بوحامد، أصيب برصاصة حية في الرأس، يوم 18 فبراير/شباط، ومات في 21 مارس/آذار.

قال شهود أيضاً لـ هيومن رايتس ووتش إن رجلين اثنين آخرين قد قُتلا باستنشاق الغاز المسيل للدموع بعد أن هاجمت قوات الأمن المتظاهرين في دوار اللؤلؤة يوم 16 مارس/آذار. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش بعد من تأكيد هوية هؤلاء الأشخاص.

ملحق بالوفيات المؤكدة على صلة بالعنف المصاحب للاحتجاجات، منذ 14 فبراير/شباط 2011 (يشمل تاريخ وسبب الوفاة، * تشير إلى أنه من ضباط وزارة الداخلية أو من أعوان الأمن المحلي):

– 1. علي عبد الهادي المشيمع، 23 (14 فبراير/شباط، رصاص صيد الطيور)
– 2. فاضل سلمان متروك، 32 (15 فبراير/شباط، رصاص صيد الطيور)
– 3. محمود مكي علي أبو تاكي، 23 (17 فبراير/شباط، رصاص صيد الطيور)
– 4. علي منصور أحمد خضير، 52 (17 فبراير/شباط، رصاص صيد الطيور)
– 5. عيسى عبد الحسين أبو نضال، 60 (17 فبراير/شباط، رصاص صيد الطيور)
– 6. علي أحمد عبد الله المؤمن، 23 (17 فبراير/شباط، رصاص صيد الطيور)
– 7. عبد الرضا محمد حسن بوحامد، 33 (21 فبراير/شباط، رصاص حي)
– 8. أحمد فرحان علي فرحان، 24 (15 مارس/آذار، رصاص صيد الطيور أو أحد معدات مكافحة الشغب الأخرى)
– 9. محمد إكلاس (بنغلاديشي) (15 مارس/آذار، احتمال التعرض للاصطدام بسيارة)
– 10. أحمد راشد المريسي، 30 (15 مارس/آذار، اصطدام بسيارة)*
– 11. جعفر محمد عبد العلي سلمان، 41 (16 مارس/آذار، رصاص حي)
– 12. جعفر عبد الله معيوف، 30 (16 مارس/آذار، احتمال رصاص حي أو رصاص صيد طيور)
– 13. أحمد عبد الله حسن الأرنوط، 22 (16 مارس/آذار رصاص صيد الطيور)
– 14. ستيفن آبراهام (هندي) (16 مارس/آذار، رصاص حي)
– 15. محمد فاروق عبد الصمد البلوشي (باكستاني) (16 مارس/آذار، اصطدام بسيارة)*
– 16. كاشف منذر، 21 (16 مارس/آذار، اصطدام بسيارة)*
– 17. عيسى عبد الراضي، 45 (19 مارس/آذار، رصاص حي)
– 18. جواد محمد علي كاظم الشملان، 47 (20 مارس/آذار، رصاص حي)
– 19. عبد الرسول حسن علي الحجيري، 38 (20 مارس/آذار، احتمال اصطدام بسيارة، وضرب)
– 20. بهية رسول العرادي، 51 (20 مارس/آذار، رصاص حي)
– 21. هاني عبد العزيز جمعة، 32 (24 مارس/آذار، رصاص صيد الطيور)
– 22. عيسى محمد علي عبد الله، 71 (25 مارس/آذار، استنشاق الغاز المسيل للدموع)

www.hrw.org