رقم الوثيقة: MDE 11/008/2011 (البحرين) بتاريخ: 25 فبراير/شباط 2011
إلى: المهنيين الصحيين
من: منظمة العفو الدولية
مناشدة من أجل التحرك
تحديث: يجب التحقيق في الهجمات على المهنيين الصحيين
جمع باحثو منظمة العفو الدولية في البحرين شهادات من مهنيين صحيين يقولون إنهم تعرضوا للهجوم من قبل قوات الأمن صباح 17 فبراير/شباط، بعد ساعات من دخول أعداد كبيرة من رجال الأمن “دوار اللؤلؤة” في المنامة لإخلاء المحتجين الذين أقاموا خيماً فيه. فما بين الساعة الثالثة وحوالي السابعة صباحاً، نُقل ما يقرب من 200 شخص في سيارات الإسعاف إلى وحدة السلمانية الطبية. بيد أنه جرى منع سيارات الإسعاف بعد ذلك من دخول منطقة الدوار، لأن وزارة الداخلية أبلغت وزارة الصحة، دونما مبرر، بأنه قد تم إخلاء المنطقة، وأنه لم يعد فيها أي جرحى.
رقم الوثيقة: MDE 11/008/2011 (البحرين) بتاريخ: 25 فبراير/شباط 2011
إلى: المهنيين الصحيين
من: منظمة العفو الدولية
مناشدة من أجل التحرك
تحديث: يجب التحقيق في الهجمات على المهنيين الصحيين
جمع باحثو منظمة العفو الدولية في البحرين شهادات من مهنيين صحيين يقولون إنهم تعرضوا للهجوم من قبل قوات الأمن صباح 17 فبراير/شباط، بعد ساعات من دخول أعداد كبيرة من رجال الأمن “دوار اللؤلؤة” في المنامة لإخلاء المحتجين الذين أقاموا خيماً فيه. فما بين الساعة الثالثة وحوالي السابعة صباحاً، نُقل ما يقرب من 200 شخص في سيارات الإسعاف إلى وحدة السلمانية الطبية. بيد أنه جرى منع سيارات الإسعاف بعد ذلك من دخول منطقة الدوار، لأن وزارة الداخلية أبلغت وزارة الصحة، دونما مبرر، بأنه قد تم إخلاء المنطقة، وأنه لم يعد فيها أي جرحى.
إن الاعتداءات التي قامت بها قوات الأمن قد شكَّلت أفعالاً جرمية وخرقاً للمعايير الدولية لإنفاذ القوانين، التي تنص على أن أنه لا يجوز للموظفين المكلفين بتنفيذ القانون استخدام القوة إلا عندما يكون ذلك ضرورياً ضرورة لا غنى عنها، وإلى المدى الذي تقتضيه الظروف العيانية، بما في ذلك وجود تهديد لحياتهم أو لأرواح الآخرين. وعلى الرغم من أن الحكومة قد لطَّفت من استخدامها للقوة ضد المحتجين، فإن منظمة العفو الدولية لا تزال تشعر ببواعث قلق من أن الهجمات على المهنيين الصحيين لم تأت نتيجة استفزاز من جانب المحتجين، ولم تكن مبررة، وتحث السلطات البحرينية على مباشرة تحقيق واف ومستقل فيما حدث فوراً، وتقديم من تثبت مسؤوليتهم إلى ساحة العدالة.
فالطبيب صادق العكري (الذي يظهر في الصورة إلى اليسار بعد أيام من تعرضه للهجوم) ساعد في 15 فبراير/شباط على إقامة عيادة متنقلة في إحدى الخيم في “دوار اللؤلؤة”. وتلقت العيادة المتنقلة عدة هبات من أفراد الجمهور وضمت عدداً من المتطوعين الذين كانوا يعتنون بالمحتجين المصابين. وفي حوالي الساعة الثالثة من فجر 17 فبراير/ شباط، سمع الدكتور العكري أشخاصاً يصرخون. حيث بدأت شرطة مكافحة الشغب بإطلاق النار وإلقاء عبوات الغاز المسيل للدموع على المحتجين. كما قامت بتدمير خيم المحتجين، وكذلك الخيم التي أقامها الموظفون الصحيون.
وأبلغ الدكتور العكري منظمة العفو الدولية أن رجال شرطة بزي أسود قاموا بتطويقه، وقاموا بتكبيل يديه خلف ظهره. ثم دفعوه إلى حافلة وأنزلوا سرواله وراحوا يلكمونه ويضربونه بالعصي على مختلف أجزاء جسمه، بما في ذلك على أعضائه التناسلية. وغطى أحد رجال الشرطة وجهه بقميص وأجلسه على كرسي وقال له: “إذا اتسخ كرسيي بدمك فسأضربك حتى الموت”. ثم خرج رجل الشرطة نفسه من الحافلة واستدعى رجل شرطة آخر، فدخل هذا إلى الحافلة، واستأنف الشرطيان ركله وضربه بالعصي. ويروي الدكتور العكري أن أحد رجلي الشرطة قال، “دعه يتنفس”، بينما قال الآخر، “ليست هذه سوى البداية”، ثم هدده بهتك عرضه. وعندما أبلغهما الدكتور العكر بأنه طبيب، عادوا بمصباح يدوي ورأوا معطفه الأبيض وعلامة الهلال الأحمر عليه. ثم أخذاه مع شخصين آخرين إلى سيارة أسعاف نقلتهم إلى وحدة السلمانية الطبية. وعانى الدكتور العكر من كسر في أنفه وجرح في عينه اليسرى وكدمات في صدره وبطنه. ويروي تجربته المروعة بالقول: “هذه الجروح البدنية سوف تشفى، ولكن الأذى النفسي لا يمكن أن يبرأ. لم أكن لأصدق بأن هذا سوف يحدث في البحرين”.
وتحدثت منظمة العفو الدولية إلى أكثر من عشرة من موظفي سيارات الإسعاف ممن كانوا على رأس عملهم في ذلك اليوم، وقالت أغلبيتهم إنهم تعرضوا للضرب والإهانة وللتهديد من قبل شرطة مكافحة الشغب. ففي حوالي التاسعة من صباح 17 فبراير/شباط، كانت قافلة من خمس سيارات إسعاف تحمل الشارات الرسمية تسير ما بين وحدة السلمانية الطبية و”دوار اللؤلؤة” عندما أوقفتها شرطة مكافحة الشغب عند إحدى إشارات المرور. وكان العاملون في سيارات الإسعاف يرتدون جميعاً زيهم الرسمي، كما كان كل شيء يشير إلى أنهم مهنيون صحيون.
فكان جميل عبد الله إبراهيم (الصورة إلى اليمين التي التقطت بعد بضعة أيام من الهجوم) قد قام بثلاث نقلات على الأقل عندما استدعي للعودة إلى الدوار. ووصف جميل الوضع على النحو التالي: “اعتقدت أنهم سوف يدلوننا على ضحايا كي نساعدهم، ولكنهم تقدموا نحو البابين الجانبيين وفتحوهما”. قال لهم جميل: “أنا مساعد طبي”، ولكن الشرطة سحبته من سيارة الإسعاف وانهالت عليه بالضرب. حاول جميل القرار، إلا أنهم طاردوه وألقوا به أرضاً. قال: “كان هناك حوالي عشرة منهم، وراحوا يضربونني بالعصي، بعصي خشبية سوداء طول الواحدة منها نحو 60 سنتمتراً. وخلع بعضهم خوذهم لضربي بها… راودتني أفكار بأنني سوف أموت”. ويقول جميل إنهم ضربوه على ظهره وعلى ردفيه بينما كان أحد رجال الشرطة يصور شريط فيديو للهجوم. وانتهى الهجوم في نهاية الأمر عقب خمس أو ست دقائق عندما صرخ أحد الضباط “قف” وأوقفه على قدميه. أعيد جميل إلى سيارة الإسعاف مغطى بالدماء، حيث وجد زميله عيسى سلمان والدم يتدفق من وجهه نتيجة تعرضه للضرب على رأسه مرتين بعقب بندقية. وكان عيسى سلمان قد عاد للقيام بواجبه عقب تعرضه قبل ساعتين للضرب والركل من قبل نحو 20 رجل شرطة أخرجوه عنوة من سيارة الإسعاف. حيث أبلغ رجال الشرطة رجال الإسعاف ما يلي: “إذا عدتم، سوف نقتلكم”. ويقول جميل إنه رأى ثلاثاً من الضباط ذوي الرتب العالية يقفون على بعد نحو 50 متراً ويراقبون الاعتداءات، ولكن دون أن يتدخلوا. ولم يتبين أن هناك كسوراً عندما فحص الأطباء جميل في المستشفى، إلا أنه يشعر بألم شديد ويجد صعوبة في تحريك يده وكتفه، اللذين استخدمهما لحماية رأسه من الاعتداء.
المساعد الطبي جعفر حسن، البالغ من العمر 34 سنة، كان ضمن مجموعة سيارات الإسعاف نفسها. ويروي أن رجال الشرطة طوقوا سيارة الإسعاف عندما وصلت صفوف شرطة مكافحة الشغب، ثم حطم هؤلاء زجاج نوافذ السيارة بأعقاب البنادق. وقاموا بسحبه من السيارة وراحوا يضربونه على ذراعيه وكتفيه بالهراوات. كما قاموا بركله لحوالي خمس دقائق وهم يطلقون السباب والشتائم عليه.
وفي سيارة الإسعاف الأخيرة، ذكر المساعد الطبي جاسم محمد حسن (الصورة إلى اليسار عقب بضعة أيام من التعرض للهجوم)، البالغ من العمر 27 سنة، أنه تعرض للضرب بالعصي وبأعقاب البنادق أيضاً. ويقول إنه أثناء تعرضه للركل، صاح أحد رجال الشرطة: “لا، إنه فلبيني”، ولكن عندما رفعوا رأسه ورأوا أنه بحريني واصلوا ضربه. كما قاموا بضرب ياسر مهدي، أحد المساعدين الطبيين الذين كانوا يرافقونه والذي احتاج لاحقاً إلى دخول المستشفى لإصابته بتمزقات في بطثه. وصرخ رجال الشرطة بالرجلين: “إصعدا إلى سيارة الإسعاف ولا تعودا. وإذا فعلتما ذلك، سوف نقتلكما”.
يرجى الكتابة فوراً:
• كي توضحوا بأنكم مهنيون طبييون تساوركم بواعث قلق بشأن حقوق الإنسان؛
• لحث السلطات على ضمان الحماية الفورية لجميع العاملين الصحيين والطبيين الذين يعتنون بضحايا العنف، والحماية الكاملة لحق جميع من يعانون من الإصابات في الحصول على الرعاية الطبية المناسبة؛
• لدعوة السلطات إلى مباشرة تحقيق مستقل وواف في الاعتداءات على العاملين الصحيين والطبيين، وفي اعتراض سبيل حركة سيارات الإسعاف، وتقديم من تتبين مسؤوليتهم عن ارتكاب هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان إلى ساحة العدالة؛
• للحض على تمكين الأطباء والممرضين والمساعدين الطبيين وغيرهم من العاملين الصحيين والطبيين من القيام بمسؤولياتهم المهنية في تقديم المساعدة الطارئة وغيرها من أشكال العناية الطبية، دونما تمييز، إلى من لحقت بهم إصابات، ومن توثيق هذه الإصابات والإبلاغ عنها دون تدخل أو خشية من الانتقام.
يرجى أن تبعثوا بمناشداتكم قبل 31 مارس/آذار 2011 إلى:
وزير الداخلية
الشيخ راشد بن عبد الله بن أحمد آل خليفة
وزير الداخلية
ص. ب. 13، المنامة، البحرين
فاكس: + 973 1723 2661
طريقة المخاطبة: معالي الوزير
وزير الصحة
الدكتور فيصل بن يعقوب الحمر
وزير الصحة
وزارة الصحة
ص.ب. 12، المنامة البحرين
فاكس: + 973 1725 2569
طريقة المخاطبة: معالي الوزير
وابعثوا بنسخ من رسائلكم أيضاً إلى “جمعية الأطباء البحرينية” على البريد الإلكتروني: bms@bms.bh
وإذا لم تتلقوا رداً خلال ستة أسابيع من إرسال رسائلكم، يرجى أن تبعثوا برسالة متابعة تطلبون فيها الرد على رسالتكم. كما يرجى أن تبعثوا بنسخ من أية رسائل تتلقونها إلى الأمانة الدولية، عناية الفريق الصحي،
1 Easton Street, London WC1X 0DW؛ أو إلى البريد الإلكتروني: health@amnesty.org.
معلومات إضافية
بدأت المظاهرات في البحرين تأييداً للإصلاح السياسي في المنامة في 14 فبراير/شباط 2011. وفي 14 و15 فبراير/ شباط، قتل اثنان من المحتجين على أيدي شرطة مكافحة الشغب. وعقب ذلك، أقيم “مخيم” غير رسمي في “دوار اللؤلؤة” في وسط المنامة، أقام فيه المحتجون. وفي الساعات الأولى من فجر يوم الخميس، 17 فبراير/شباط 2011، دخلت أعداد كبيرة من رجال الأمن الدوار لإخلاء المحتجين.
واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والهراوات والطلقات المطاطية وبنادق الرش لتفريق المحتشدين. وذكر شهود عيان أن إحدى وحدات شرطة مكافحة الشغب أطلقت عيارات نارية عن ظهر جسر يعلو الدوار، بينما كانت وحدة أخرى تطلق النار من الجانب المقابل أثناء محاولة الحشود البحث عن ملاذ من الرصاص. وقال شاهد عيان آخر: “المحتجون يتعرضون للهجوم! والنساء والأطفال يهرعون في جميع الاتجاهات ويصرخون، وليس من مكان يلوذون به. شرطة مكافحة الشغب في كل مكان وهي تهاجم من جميع الاتجاهات. وقد جرح العديدون. هناك حالة من الذعر والفوضى في الدوار. والجميع يركضون ويصرخون”. كما مُنعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى الدوار، بينما تعرض عدد من سائقي سيارات الإسعاف للضرب، حسبما ذُكر.
وانتقل من تهم إخلاؤهم من الدوار إلى محيط مستشفى السلمانية وانضم إليهم آخرون لتتضخم أعداد المتجمهرين وتصبح عدة آلاف.
وقد تأكد مقتل ما لا يقل عن سبعة من المتظاهرين، بينما أصيب ما يربو على 200 شخص، بمن فيهم أشخاص جراحهم شديدة الخطورة، منذ الهجوم على المتظاهرين في 14 فبراير/شباط. وبعد ظهر 18 فبراير/شباط، تجمع محتجون سلميون مجدداً على بعد بضعة مئات من الأمتار من “دوار اللؤلؤة”. وأطلق الجيش النار بصورة مباشرة على المحتجين، وذكر طبيب في مستشفى السلمانية لوسائل الإعلام أن المستشفى كان يعج بمصابين جروحهم بليغة، وأن أجساد أشخاص لحقت بهم إصابات مميتة كانت تصلهم “وقد نُسفت أدمغتها”.