بداية خاطئة لتشكيل فريق عربي للعدالة الانتقالية


بداية خاطئة لتشكيل فريق عربي للعدالة الانتقالية

بداية خاطئة لتشكيل فريق عربي للعدالة الانتقالية
طالعتنا احدى الصحف البحرينية اليوم الاحد 29 مارس 2009، بخبر عن اجتماع تأسيسي لفريق عمل عربي للمصلحة الوطنية والعدالة الانتقالية. ونحن اذ نثمن اية جهود للانطلاق بقضايا الاصلاح والعدالة الانتقالية في البحرين والمنطقة، فاننا قد تفاجئنا بالظروف المحيطة بتشكيل هذا الفريق، ولدينا الملاحظات التالية:
• ان تشكيل هذا الفريق جاء مباشرة بعد انتهاء ورشة اقليمية خاصة بالعدالة الانتقالية في البحرين حضرها العديد من المنظمات والافراد المعنيين بالعدالة الانتقالية في المنطقة وكذلك ممثلين من منظمات دولية مختصة، ولم تطرح طوال ايام الورشة الثلاث فكرة تأسيس مثل هذا الفريق، بل ان بعضا ممن حضروا تأسيس الفريق الجديد لم يشاركوا في الورشة وليس لهم علاقة بالعدالة الانتقالية فضلا عن القول بأنهم خبراء فيها، وهكذا جاءت بداية هذا الفريق، فاقدة للشفافية والتشاور مع الآخرين المعنيين بالموضوع
• العمل من أجل العدالة الانتقالية في البحرين – والتي قيل بانه بلد الانطلاق لهذا الفريق – هي ثمرة عمل مشترك لجهات متعددة، في حين ان الذين حضروا من البحرين في هذا الفريق يمثلون اقلية في التحالف ويمثلون تيارا سياسيا واحدا ولم يستشيروا زملائهم من الجهات الحقوقية ولجان الضحايا والمجموعات السياسية، ولم يطلعوهم على المبادرة بتشكيل هذا الفريق
• ان تشكيل الفريق يأتي – بقصد او بغير قصد – ضمن توجه لاستبعاد دور المنظمات الدولية والناشطين الدوليين غير العرب، وهو ما تعمل عليه ايضا بعض الحكومات العربية منذ فترة، والتي تعتقد بان بأمكانها احتواء الناشطين المحليين او العرب اذا تم فصلهم عن المنظمات الدولية
• ان من النتائج المهمة للورشة الاخيرة التي عقدت في البحرين، بأن معظم حكومات المنطقة تفتقد للارادة السياسية لتحقيق العدالة الانتقالية او تشكيل لجان حقيقة وانصاف، وان السبيل لايجاد مثل تلك الارادة هو في اقامة التحالفات واللجان الشعبية والعمل التعبوي الضاغط. لذلك فان الحديث عن تشكيل فريق للتواصل مع مثل تلك الحكومات بشكل منعزل عن التحرك الحقوقي والشعبي، سيكون مضيعة للجهد، بل قد يشكل خطر التماهي مع حكومات استبدادية طورت اساليبها في استخدام عناوين مثل الاصلاح والديمقراطيية، كغطاء لواقعها البعيد عن ذلك، ونخشى ان تكون العدالة الانتقالية هي المشروع القادم لبعض الحكومات لافساد اية عدالة انتقالية حقيقية.
نثمن مجددا جهود القائمين على فككرة تأسيس هذا الفريق العربي، ولسنا بصدد التشكيك في النوايا، ولكن التجارب في البحرين والمنطقة علمتنا ان لا نكتفي فقط بالنوايا الحسنة، وانما بالتأكد من اي عمل يجب ان يقوم على اسس سليمة، وعلى اساس من التشاور والشفافية، ليتمكن من الاستمرار وتحقيق اهدافه بشكل صحيح.
اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيب
جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان
مركز البحرين لحقوق الإنسان