تحتفي اليونسكو باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة ببرنامج احتفالي مدته أسبوع كامل يمتدّ من 25 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 3 كانون الأول/ديسمبر 2020. وتُقام هذه الفعاليات الاحتفالية تحت شعار ’’إعادة البناء بشكل أفضل: نحو عالم شامل للجميع نافع ومستدام بعد جائحة كوفيد – 19 من خلال الأشخاص ذوي الإعاقة ومن أجلهم وبالتعاون معهم‘‘. وتنظم اليونسكو كذلك حملة عالمية لرفع الوعي بهذه المسألة من خلال حملة معنونة ’’أقصصوا حكاياتنا، والتمكين لحقوقنا‘‘ على منصات التواصل الاجتماعي مع التركيز على أثر جائحة كوفيد – 19 على الأشخاص ذوي الإعاقة.
ومن جانبه يشارك مركز البحرين لحقوق الإنسان عبر منصته بهذه الفعالية ليذكّر بقصة معتقلي الرأي والضمير ممن هم من ذوي الاحتياجات الخاصّة والذين يعانون أقسى صنوف التعذيب والإهانة دون النظر إلى إعاقتهم الجسدية واحتياجتهم الخاصّة.
وأول من يتبادر إلى الذهن في هذا اليوم هو المعتقل الدكتور المهندس عبد الجليل السنكيس الذي يعاني من متلازمة شلل الأطفال، ويتنقّل إما على كرسي متحرّك أو باستخدام عكازتيه، هذا طبعاً خارج جدران السجن. ولكن بعد أن تمّ اعتقاله على خلفية آرائه السياسية، قامت إدارة السجن بتعذيبه وتعريضه لشتّى أشكال الإهانة الجسدية منها كما النفسية، بحرمانه من نظارتيه، من كتبه، من أقلامه ومن كل ما يسمح ببقاء صوته مسموعاً. وعندما فقد الدعامات المطاطية لعكازيه لم يسمح له بالحصول على البديل مما جعله يتعثّر ويسقط، وأصبح يتنقّل بين زنزانته والحمام زحفاً على بطنه.
وقد نال الدكتور السنكيس جائزة هيلمان/هاميت 2012 للعام في حرية التعبير كونه مدوّن غزير الإنتاج، يطالب من خلال مدوّنته “الفسيلة” بالحرية وبإعمال دستور ديمقراطي للبلاد. وكانت عدة منظمات دولية قد طالبت بإطلاق سراح فوري للدكتور السنكيس الذي يقضي حكماّ بالسجن المؤبّد لأنه مارس حرية التعبير عن آرائه، والتي هي من الحريات الأساسية المكفولة في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان.
وضمن نفس السياق يذكر مركز البحرين لحقوق الإنسان بالمعتقل الكفيف جعفر معتوق الذي فقد عينيه في حادثة مؤلمة والذي يقضي حكماً بالسجن لمدة عشر سنوات في زنزانة انفرادية دون اعتبار لإعاقته ولكونه كفيفاً وبحاجة لمن يرعاه، وحُرم من الحصول على العلاج الذي هو حق أصيل كفلته المواثيق والعهود الدولية. وكان المركز قد أطلق بالمشاركة مع تسع منظمات حقوقية بحرينية حملة إعلامية تطالب بالإفراج عن معتوق، وبضرورة تلقيه للعلاج الذي يمنحه الأمل باستعادة بصره ،قبل أن يتأزم وضعه ويستعصي شفاؤه، ولكن معتوق لا يزال في سجن جو مسجلاً حالة إضافية في سجل انتهاكات حقوق الإنسان عامة و معتقلي الرأي والضمير خاصّة في البحرين. ولا تعتبر هذه حالات فردية إذ أن سجون البحرين تضم العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة كالشاب مهدي كويد الذي يعاني من نقص نمو ويقضي حكماّ بالسجن لمدة عامين وتسعة أشهر.
وأمام استمرار البحرين في تجاهل التزاماتها تجاه المعاهدات الدولية بالإساءة إلى السجناء ذوي الإحتياجات الخاصة، وخاصّة في ظلّ انتشار فيروس كوفيد -19 والذي يجعل حياتهم عرضة لخطر أكيد، فإنّ مركز البحرين لحقوق الإنسان يطالب كل المنظمات الدولية والأطرا ف المعنية بحث الحكومة البحرينية على:
- الالتزام بالقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء ولا سيما المتعلقة منها بالخدمات الطبية.
- ضمان احترام حقوق السجناء.
- السماح للجان المحلية والدولية بزيارة السجون ومتابعة شؤون السجناء المرضى.
- إطلاق سراح السجناءالذين سجنوا على خلفية مشاركتهم السياسية أوتعبيرهم عن آرائهم.
- تطبيق قانون العقوبات البديلة.