رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان يتعرض للاعتداء من جديد

تعرض عبدالهادي الخواجة، 44 عاما، رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان أمس للاعتداء من قبل قوات الأمن، وقد اظهر التقرير الطبي الصادر عن مستشفى السلمانية الحكومي أصابته برضوض اسفل الظهر وشرخ في الكتف الأيسر (مرفق التقرير الطبي). كما تعرض 14 مواطن آخر للاعتداء في ذات الحادث حيث تعرضوا لإصابات مشابهة.
تعرض عبدالهادي الخواجة، 44 عاما، رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان أمس للاعتداء من قبل قوات الأمن، وقد اظهر التقرير الطبي الصادر عن مستشفى السلمانية الحكومي أصابته برضوض اسفل الظهر وشرخ في الكتف الأيسر (مرفق التقرير الطبي). كما تعرض 14 مواطن آخر للاعتداء في ذات الحادث حيث تعرضوا لإصابات مشابهة.
وكان الخواجة في القاهرة حيث كان يشارك في مراقبة الانتخابات هناك، ولكنه عاد على عجل بسبب الاضطرابات الأمنية التي شهدتها البحرين لثلاثة أيام متواصلة أثر تعرض عضو المركز وعضو لجنة العاطلين موسى عبدعلي للاختطاف والاعتداء البدني والجنسي من قبل قوات أمنية (راجع تقرير المركز عن القضية). وقد أعلن الخواجة قبل عودته الإضراب عن الطعام بسبب الاعتداءات التي يتعرض لها الناشطون والمواطنون في البحرين، ولا يزال مضربا عن الطعام.
وفي يوم عودته – يوم الجمعة 2 ديسمبر الجاري – توجه الخواجة سيرا على الأقدام لمدة 3 ساعات من مكان إقامته إلى منزل ضحية الاعتداء موسى عبدعلي كتعبير عن التضامن معه. والتحق بالمسير عدد متزايد من المواطنين بلغ عدة آلاف عند الوصول منطقة العكر حيث يقيم موسى. وكانت لجنة العاطلين قد دعت إلى المشاركة في تلك المسيرة والتوقف عن الأعمال الاحتجاجية المسائية التي كانت تنظمها والتي كانت تتسبب في مواصلة التوتر الأمني بسبب استخدام قوات الأمن للقوة المفرطة في منع أعمال الاحتجاج السلمي وسط العاصمة والمناطق المحيطة بها.
وللتعبير عن الاحتجاج على الاعتداءات، ولكسر سلسلة الاضطرابات، أعلن الخواجة في اليوم التالي، السبت 3 ديسمبر- عن عزمه السير على الأقدام إلى منطقة الديوان الملكي. حيث بدأ السير في الثالثة بعد الظهر، وبعد 10 دقائق قام بعبور الجسر المؤدي لمدينة عيسى، و حينها كان قد التحق به 14 من المتضامنين مع القضية، وقبل الانتهاء من الجسر جاءت 17 عربة تحمل حوالي مائة من القوات الخاصة الملثمين وأحاطوا بالمجموعة وأنزلوهم إلى جانب الطريق حيث اعتدوا عليهم بالضرب بواسطة الهراوات السوداء، دون إعطائهم أية فرصة للكلام أو الرجوع من حيث جاءوا، وظلوا في تلك الحالة لمدة حوالي نصف ساعة حيث تجمع أعداد من المواطنين بالقرب من المكان وتعطل السير، ونتيجة الاتصالات والمفاوضات اقنع الخواجة مرافقيه بالتفرق والعودة، ثم واصل هو وحيدا السير باتجاه الديوان الملكي (لاحظ الصور المرفقة).
وبعد حوالي 15 دقيقة من السير منفردا، وكان صحفيون ونشطاء يراقبون الموقف عن بعد، توجهت سيارة مدنية بسرعة كبيرة نحو الرصيف المخصص للمشاة حيت كادت تصطدم به، ونزل منها شخصان بلباس مدني حاولوا إدخاله في سيارتهم عنوة وقالوا بأن لديهم أوامر بالقبض عليه، ولكنه رفض الامتثال لهم وطلب حضور موظفي أمن رسميين، وهذا ما حدث بعد حوالي عشر دقائق حيث جاءت دورية للشرطة ألقت القبض عليه ونقلته إلى مركز أمن المنطقة الوسطى حيث تم التحقيق معه دون أن تكون هناك تهمة محددة توجه إليه. ونتيجة لإعلان لجنة العاطلين عن فعاليات احتجاجية جديدة وتوافد المواطنين إلى مركز الشرطة، تم إطلاق سراح الخواجة في الخامسة مساء، حيث تم أخذه للمستشفى، بعد أن وجه نداء لعدم تنفيذ أية أعمال احتجاجية كما كان مزمعا تلك الليلة.
إن مركز البحرين لحقوق الإنسان إذ يعبر عن قلقه الشديد من استمرار الاعتداءات على الناشطين والمواطنين، فهو يعبر عن استغرابه الشديد من الطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن مع الخواجة والمجموعة التي كانت معه، رغم إنها تدرك بأن الفعاليات الرمزية السلمية التي قام بها ودعوته لنبذ العنف قد ساهمت بشكل رئيسي في كسر موجة الاصطدامات التي تسببت بها أجهزة الأمن نفسها. كما تستغرب الإصرار على استخدام القوات الخاصة بدلا من قوات الأمن العادية في التعامل مع الفعاليات السلمية، هذه القوات التي تأتي عادة بأعداد كبيرة ويلبس أعضاؤها اللثام الأسود وتستخدم القوة المفرطة. وهي نفسها القوات المتورطة في الاعتداءات السابقة على حوالي 95 من العاطلين والناشطين، والتي لم يتم حتى الآن إجراء أي تحقيق فيها رغم الانتقادات المحلية والدولية. لذا نطلب من جميع الجهات المعنية بحقوق الإنسان التدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات والتحقيق فيها وتقديم المتورطين للعدالة.
لأية تفاصيل أخرى، أو للحصول على المرفقات الرجاء مراسلة: نبيل رجب
نائب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان