بعد 8 أعوام من بدء الحركة الاحتجاجية السلمية التي تعود جذورها إلى يوم 14 فبراير 2011، حين تظاهر عدد من البحرينيين بشكل سلمي للمطالبة بإصلاحات، قام كلّ من “مركز البحرين لحقوق الإنسان” بالتعاون مع “مركز البحرين للحوار و التسامح” بتنظيم مؤتمر بهدف مناقشة الخطوات اللازمة لايقاف التدهور الحقوقي الحاد في البحرين. المؤتمر الذي يحمل عنوان “البحرين: 8 أعوام من القمع في ظل الصمت الدولي” سلط الضوء على الأساليب القمعية التي استخدمتها حكومة البحرين منذ عام 2011، والتي ركزت على على سحق المجتمع المدني وقمع حرية الرأي بشكل عنيف وصل إلى الاعتقال وإصدار أحكام الإعدام وحل الجمعيات المدنية والسياسية.
احتضنت بيروت المؤتمر الدولي ، الأربعاء 16 يناير ، وذلك لكونها عاصمة عربية للمنظمات الحقوقية الدولية. وقد شاركت منظمات بارزة كهيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمة هيومان رايتس فيرست، و شبكة آيفكس، والفدرالية الدولية FIDH، وcivicus وغيرهم في مناقشات مواضيع المؤتمر. وضم المؤتمر جلسات تمحورت الأولى منها حول المدافعين عن حقوق الإنسان والتي تحدث فيها كلّ من خالد إبراهيم، أحمد الوداعي، محمد نجم، كريستينا ستوهود بإدارة سلوى بوكاويت. والثانية أطلق فيها المتحدثون، ديفين كيني، آية مجذوب، براين دولي، مواقف المجتمع الدولي حيال إنتهاكات حقوق الإنسان، وقد أدرات الجلسة أني جامي. والمحور الأخير كان بعنوان الفضاء المدني والسياسي في البحرين الذي تحدث فيه كلّ من فادي القاضي، دروري دايك، جو ستورك، بإدارة أريل بلوتكين.
وخرج عن المؤتمر توصيات بعد المناقشة في طاولات مستديرة تدعو البعثات الدبلوماسيّة الدّولية الإطّلاع على محاكمات الناشطين السّياسيّين، والمدافعين عن حقوق الانسان وحرّيّة التّعبير، بالإضافة إلى توثيق ما يتعرضون له من عنف. بالإضافة إلى التحقق من وضع معتقلي الرأي والعمل على إقناع الملك بإنهاء الانتهاكات وتفعيل دور برلمانات الاتحاد الأوروبي والخارجيتين الأميركية والبريطانية. والاستفادة من الإعلام الدولي المؤثر ودعوة المقررين الخاصين المعنيين بالتعذيب إلى زيارة البحرين وربطه بالتزامات لجنة مناهضة التعذيب وتحديد نطاق المهام لتقييم البلدان او الشركات أو المنظمات التي لديها تأثير في البحرين. كما أوصى المؤتمر بتعميم الاهتمام بقضايا المعتقلين في الإعلام العربي وليس فقط البارزين منهم، وإقامة حملة قبل سباق السيارات “فورميلا ون”.
كما وتتضمن المؤتمر كلمة موجهة من ملك ابنة الحقوقي البارز نبيل رجب قالت فيها: “عوض تكريم أبي على نضاله الحقوقي يتم حبسه في ظروف سيئة دون مراعاة وضعه الصحي”. وتمنت فيها بالإفراج السريع عن والدها، مطالبة السلطات البحرينية بإسقاط التهم الموجهة له.