قد يُستقبل الرئيس أوباما بفتور عندما يتوجه إلى الرياض في 21 أبريل/نيسان لحضور اجتماع قمة “مجلس التعاون الخليجي”، بعد تشبيهه “بعض دول الخليج” بـ “المسافرين الذين لم يدفعوا ثمن تذاكرهم”.
ليست هذه المرة الأولى التي ينتقد فيها أوباما حكام الخليج بصراحة قبل لقائه بهم، ففي مقابلة جرت قبل قمة مايو/أيار 2015، دعا أوباما حكام الخليج إلى أن يكونوا “أكثر استجابة لشعوبهم” وأن يميزوا بين “الأعمال التي تهدد الأمن القومي وبين التعبير عن عدم الرضا”. أكد أوباما التزام الولايات المتحدة بحماية أمنهم القومي، لكنه أضاف تحذيرا بالغ الأهمية تمحور حول “امكانية التعاون في مكافحة الإرهاب… دون اضفاء الشرعية أو القبول بالتكتيكات القمعية المستخدمة…. إنه موضوع شائك، لكن علينا التحدث عنه”.
كان شعار أوباما “نعم، نستطيع”، ولكن رد فعل حكام الخليج على شعوبهم كان “كلا، لا تستطيعون”، حيث فرضوا خطوطا حمراء قاسية ضد المعارضين، وقوانين صارمة سجنت المغردين بتهم الإرهاب.
استمر القمع بلا هوادة في معظم دول الخليج رغم الانتقادات التي وجهها أوباما قبل عام. خذوا على سبيل المثال حبس الناشط السياسي البحريني إبراهيم شريف في يونيو/حزيران 2015 لانتقاده الحكومة، بعد أسابيع فقط من رفع الولايات المتحدة قيودا على الأسلحة منذ 2011 على خلفية تعامل الحكومة بعنف مع الاحتجاجات السلمية. خذوا أيضا اعتقال الباحث الإماراتي ناصر بن غيث بمعزل عن العالم الخارجي بعد انتقاده لمصر على وسائل التواصل الاجتماعي، أو تنفيذ السعودية لحكم الإعدام ضد رجل الدين الشيعي نمر النمر بسبب انتقاد الحكومة في يناير/كانون الثاني 2016.
منذ قمة الخليج في 2015، التزم أوباما بقوله “سنكون مع أصدقائنا [الخليجيين]”. وافق على مبيعات أسلحة بمليارات الدولارات وسهّل الضربات الجوية السعودية والإماراتية على اليمن عبر تزويد الطائرات بالوقود جوا وتقديم “مساعدات استهداف” غير محددة. وثقت “هيومن رايتس ووتش” 36 غارة جوية غير قانونية هناك – بعضها قد يرقى إلى جرائم حرب – أسفرت عن مقتل 550 مدنيا على الأقل، فضلا عن 15 هجوما بذخائر عنقودية محظورة دوليا.
تسبب نجاح الاتفاق النووي الإيراني في قلق دول الخليج من تغيير إدارة أوباما تركيزها – وشركائها – في المنطقة، مما أدى إلى اتهامات من بعض محاور السياسة الخارجية الأمريكية بتخلي الولايات المتحدة عن حلفائها “التقليديين”. هذه الاتهامات تُبقي الشعب اليمني والمعارضين الخليجيين خارج دائرة الاهتمام.
إذا كان الرئيس أوباما قد تخلى عن أي شخص، فقد تخلى عن هؤلاء.
لقراءة المقال الاصلي اضفط على الرابط
https://www.hrw.org/ar/news/2016/04/19/289015