اعتقال عمار عبدالرسول يرفع عدد المصورين المعتقلين إلى ستة في ظل حملة قمعية واسعة ضد حرية الرأي والتعبير
يعبر مركز البحرين لحقوق الإنسان عن قلقه جراء استمرار السلطات البحرينية في الاستخفاف بالمطالبات الدولية والحقوقية لوقف استخدام القبضة الأمنية ضد المطالبين بالحرية والديموقراطية لا سيما الصحفيين والمصورين ونشطاء حقوق الإنسان الذين استطاعوا عبر نشاطهم السلمي كسر التعتيم الإعلامي ونشر الإنتهاكات التي ترتكبها السلطات في البحرين على نطاق واسع. حيث اعتقلت السلطات البحرينية فجر الخميس الموافق لـ 24 يوليو 2014 المصور عمار عبدالرسول علي[1] (30 عام) خلال حملة مداهمات غير قانونية طالت ما يقارب عشرة منازل في قرية العكر حيث يسكن عبدالرسول. والجدير بالذكر إن عمار عبدالرسول حائز على أكثر من 80 جائزة دولية في التصوير الفوتوغرافي وهو عضو في الإتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي.
وبحسب إفادة ذويه فإن مجموعات مدنية ملثمة مكونة من ثمانية أشخاص برفقة قوة عسكرية داهمت منزل والد عمار فجر الخميس بغية اعتقاله، ولم تكن هذه القوات تمتلك إذناً قانونياً يجيز تفتيش المنزل ولم تبرز أمراً بالقبض على عبدالرسول. ولأن عمار لا يسكن مع والده في نفس المنزل طلبت القوات من الأخير أن يدلهم على شقته التي تم اقتحامها من قبل ذات القوات. وأفادت العائلة أن مقتحمو المنزل عبثوا بمحتويات الشقة وصادروا كاميرتان احترافيتان خاصتان بعمار إضافة إلى هاتفه النقال واقتادوه لمبنى التحقيقات الجنائية المشهور بالتعذيب والمعاملة الحاطة بالكرامة التي يتلقاها المعتقلون لا سيما السياسيون ومعتقلي الرأي هناك. وليست هذه هي المرة الأولى التي يعتقل فيها عمار استهدافاً لنشاطه فقد سبق واعتقل في فبراير 2013 ونقل على إثر الاعتقال لمركز شرطة الوسطى قبل أن يتم الإفراج عنه في اليوم ذاته.
ويخشى مركز البحرين لحقوق الإنسان من تعرض المعتقل عمار عبدالرسول للتعذيب أو سوء المعاملة في ظل الحملة القمعية الشرسة التي تقودها السلطات ضد حرية الرأي والتعبير واستهداف النشاط الإعلامي حيث ارتفع عدد المعتقلين الموثقة أسماءهم لدى مركز البحرين لحقوق الإنسان لستة مصورين و إثنان تم قتلهما خارج إطار القانون وثمانية مستهدفين بالطلق المباشر ورصاص الشوزن.
ويرى مركز البحرين لحقوق الإنسان إن اعتقال المصورين واستهدافهم يُعد انتهاك صارخ للعهود والمواثيق الدولية التي تكفل حق حرية الرأي والتعبير لاسيما المادة (19) والذي ينص على أنه ” لكل إنسان حق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها”.
وبناءً على ما سبق ذكره، فإن مركز البحرين لحقوق الإنسان يدعو الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والأمم المتحدة وجميع حلفاء السلطة المقربين والمؤسسات الدولية ذات الصلة إلى التالي:
- الضغط على السلطة في البحرين للإفراج الفوري عن عمار عبد الرسول و عن جميع المصورين المعتقلين والسماح لهم بممارسة حقهم دون قيود أو مضايقات
- الضغط على السلطة في البحرين لمراعاة وصيانة حقوق الإنسان لا سيما تلك المتعلقة بحرية الصحافة ونشر المعلومات
- محاكمة البحرين دولياً على انتهاكاتها المستمرة للعهود والمواثيق التي صادقت عليها مسبقاً لا سيما المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإانسان والمعنية بحرية التعبير
- التوقف عن سياسة الاستهداف الممنهج للمصورين والصحافيين والمدونين
- محاسبة جميع المتورطين في الإنتهاكات والتعذيب سواء بالإشراف و/أو الأمر وعرضهم للمساءلة، ولا سيما ذوي المناصب الرفيعة