كلمة الحقوقي سيد يوسف المحافظة نائب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان في الملتقى السابع لمدافعي حقوق الإنسان الذين يواجهون الأخطار:
اسمي سيد يوسف المحافظة نائب رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان ومدافع عن حقوق الانسان. اعتقلت عدة مرات بسبب عملي الحقوقي وتعاوني وتواصلي مع الأمم المتحدة، وتعرضت للضرب و تم التشهير بي و تهديدي ولا أزال أتعرض للمضايقات، حيث تسلمت عائلتي قبل يومين وبعد حضوري إلى دبلن استدعاءً لي من النيابة العامة لأني تحدثت عن التعذيب.
الحقوقي ناجي فتيل و الذي تحدث سابقاً في مؤتمر فرونت لاين تلقى حكماً بالسجن خمسة عشرة عاماً و تعرض للتعذيب الشديد بسبب عمله الحقوقي.
المدافع عن حقوق الانسان الدكتور عبدالجليل السنكيس وهو من ذوي الإحتياجات الخاصة تعرض للإعتقال والتعذيب وتلقى حكماً بالسجن المؤبد.
اليوم لدي رسالتين من قبل مدافعين عن حقوق الانسان من خلف القضبان، موجهة للمقرر الخاص التابع للأمم المتحدة المعني بحرية التجمع و حرية الرأي و التعبير و لفرونت لاين والمنظمات الدولية والحقوقيين المتواجدين.
الرسالة الأولى من المعتقل رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان نبيل رجب:
أعزائي الحقوقيين.. أراسلكم من خلف القضبان حيث اعتقلت في التاسع من يوليو 2012. النظام في البحرين قرر إسكات صوتي عن الدفاع عن حقوق الانسان وحرية التعبير والديمقراطية والحقوق الاجتماعية.
أطالبكم بمساعدة الشعب البحريني الذي يعاني من مدة طويلة لنيل حقوقة المشروعة من قبل النظام الظالم. كانت هناك إدانة دولية للنظام حول الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان و التي تتضمن القتل والتعذيب والاعتقالات التعسفية، ولكن النظام رفض أن يتغير.
الكثير من الحقوقيين ومن ضمنهم أنا خلف القضبان بسبب حديثنا الصريح عن الإنتهاكات الحقوقية و نطالبكم بالتضامن مع الحقوقيين المعتقلين ونتطلع لمزيد من الضغوط.
الرسالة الاخرى من المعتقلة زينب الخواجة إبنة الحقوقي عبدالهادي الخواجة الذي كان يعمل في فرونت لاين و تعرض للتعذيب وتلقى حكماً بالسجن المؤبد.
“بالمختصر الشديد عندما تدافع عن ناشطي حقوق الإنسان فأنت تدافع عن مجتمعاتهم أيضا. فعندما تدافع عن ناشط واحد فإنك تحمي العشرات بل المئات من الناس.” قبل عدة سنوات شرح لي والدي ما هو عمل فرونت لاين و كنت أرى الشغف الذي يمتلكه لعمله. الدفاع عن الحقوق ليس عمل والدي بل هو منهج و طبيعة والدي.
أخبرني والدي عن السجن العسكري والتعذيب الذي تعرض له و شاهدت الألم في عينه و هو يقول أن أسوأ ما تعرضت له ليس التعذيب الذي تعرضت له بل عندما كنت أسمع الأخرين يتعرضون للتعذيب ولا استطيع مساعدتهم.
أول مرة أضرب والدي فيها عن الطعام كانت أثناء وجوده في سجن انفرادي و قد تعرض حينها للتعذيب، فقد كان مطلبه الأساسي هو وقف التعذيب الذي كان يتعرض له رئيس جمعية المعلمين مهدي أبو ديب في الزنزانة المجاورة له.
والدي والأخرين من الحقوقيين قد نذروا نفسهم من أجل الدفاع عن حقوق الانسان و نشر الإنتهاكات وتثقيف الناس بحقوقهم.
النظام يخشى من الضعط الدولي أكثر من إهتمامه بحقوق الناس ويريد الاستمرار في الجرائم بعيداً عن أعين المنظمات الدولية والصحافة. خطة النظام هي إسكات هؤلاء الذي يسلطون الضوء على الإنتهاكات الحقوقية و بإعتقالهم يمكنك أن تضطهد المئات من المواطنين.
النظام من دون حياء يستهدف الحقوقيين بالإعتقال والتعذيب، الإحتجاز والضرب، التهديد والتحقيق، وحملات تشويه السمعة. فكلما ازداد اسكات المدافعين عن حقوق الانسان نرى ان هناك ازدياد في إنتهاكات حقوق الانسان وفي الجرائم ضد عامة الشعب البحريني.