البحرين: حول إنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان في البحرين

Nasser and Khalid bin Hamad Al-Khalifa (King’s sons)

يرحب مركز البحرين لحقوق الانسان بفكرة إنشاء محكمة عربية لمحاكمة منتهكي حقوق الانسان غير ان المركز تلقى خبر موافقة الجامعة العربية باتخاذ البحرين مقراً للمحكمة بقلق حول جدية اهداف انشاء المحكمة لما لحكومة البحرين وافراد الاسره الحاكمه بما  فيهم رأس الهرم ملك البلاد من سجل سيء السمعة في مجال حقوق الانسان والحريات العامة. وثقت هذه الانتهاكات كبرى المنظمات الحقوقية، ففي فبراير 8/2010 اصدرت منظمة هيومن رايتس واتش تقريرها الشهير عن البحرين التعذيب يُبعث من جديد يستند التقرير إلى مقابلات مع محتجزين سابقين وإلى تقارير الطب الشرعي والمحاكم. وانتهى إلى أنه منذ نهاية عام 2007 لجأ المسئولون تكراراً لممارسة التعذيب فيما يبدو أنه لمحاولة لانتزاع الاعترافات من المشتبهين في القضايا الأمنية. وفي مارس ٢٠١١ قام النظام بمحاكمة مدنيين في محاكم عسكرية فضلاً عن عدم توافقها مع المعايير الدولية للمحاكمات العادلة. وقد صدرت إدانات دولية لهذه الأحكام القاسية من بينها تصريح للأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون.

>       المفوضية السامية لحقوق الإنسان تقول إن محاكمات البحرين تحمل سمات الاضطهاد السياسي

>        الأمين العام للأمم المتحدة يعرب عن قلقه البالغ إزاء أحكام السجن الطويلة على الناشطين السياسيين في البحرين

>        المنظمات الحقوقية الدولية تدين الأحكام القاسية ضد النشطاء بعد محاكمة غير عادلة

>        واشنطن “قلقة” ازاء الحكم بالسجن المؤبد على معارضين في البحرين

>        وزير شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية قلق بسبب أحكام صدرت في البحرين

وفي 17 أغسطس 2011 اصدر مركز البحرين لحقوق الانسان تقريراً وفق افادات لمعتقلين سياسيين تعرضوا للتعذيب على يد أفراد من العائلة المالكة في البحرين.

الأعلى، من اليمين إلى اليسار: ناصر بن حمد الخليفة وخالد بن حمد الخليفة (أبناء الملك)

الأسفل، من اليمين إلى اليسار: نورة بنت ابراهيم الخليفة (إدارة مكافحة المخدرات)، خليفة بن عبدالله الخليفة (رئيس جهاز الأمن الوطني)، خليفة بن أحمد الخليفة (مدير عام مديرية شرطة المحافظة الجنوبية)

وفي مايو 2011 اصدر مركز البحرين لحقوق الانسان تقريراً عن وفاة أربعة مواطنين تحت التعذيب في مراكز الاحتجاز في البحرين بينهم إعلامي ومدون على شبكة الإنترنت.

حالات الوفاة إثر التعذيب الوحشي الممنهج الذي تمارسه السلطات في البحرين ضد المعتقلين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان في مراكز الاحتجاز والذي دلل عليه توثيق أربع حالات وفاة وقعت في غضون تسعة أيام لمعتقلين متأثرين بالتعذيب بينهم مؤسس صحيفة الوسط وناشط على شبكة الإنترنت.  

من اليمين إلى اليسار: كريم فخراوي، زكريا العشيري، حسن جاسم وعلي صقر

 

كما اصدر مركز البحرين لحقوق الانسان العديد من التقارير التي تفيد تبني السلطات في البحرين سياسة الإفلات من العقاب. مؤخراً انتشر مقطع فيديو على الانترنت الذي يعرض خليفة بن سلمان الخليفة، اقدم رئيس وزراء غير منتخب في العالم منذ 43 سنة، يزور مُعذب تم تبرئته في المحكمة ليشكره ويضمن له وجود الحصانة.

في 7 يوليو 2013، رفع حساب مؤيد للحكومة في موقع اليوتيوب فيديو لرئيس الوزراء أثناء زيارته لمجلس مبارك بن حويل بعد أن تم تبرئته في 1 يوليو 2013 من تهم تتعلق بتعذيب الأطباء في المعتقل عام 2011. (اقرأ المزيد: http://bahrainrights.hopto.org/en/node/6205)

 

صورة من مقطع الفيديو (​​مبارك بن حويل في اليسار، ورئيس الوزراء في الوسط)

 

اعتقال وتعذيب الصحفيين

وفي 26 يوليو, 2013 اصدرت منظمة العفو الدولية تقرير : لا تزال العدالة غائبة في إحدى قضايا التعذيب وهي قضية تعذيب الصحفية نزيهة سعيد.

 وفي 27 يوليو, 2013 فرونت لاين ديفندرز: البحرين: محاكمة المدافع عن حقوق الإنسان السيد ناجي فتيل تفتقر إلى المعايير الدولية. ناجي فتيل هو عضو مجلس إدارة في جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان (BYSHR)، ومدونٌ وناشط في رفع تقارير انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.

 هذا بالاضافه الى انتهاكات حكومة البحرين لحرية الصحافهوعلى الرغم من أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة تعهد بدعم حرية الصحافة والإصلاح, ولكن الأوضاع في العام الماضي لم تتحسنخلال العام الماضي، تعرض العديد من الصحفيين والمدونين في البحرين للمضايقة والاعتداء والاعتقال والتعذيب نتيجة لعملهم. تم استهداف الصحفيون الذين يعملون على مقربة من المظاهرات المؤيدة للديمقراطية بشكل ممنهج من قبل قوات الأمن.

اعتقالات ومحاكمات مستخدمي الانترنت

في 9 يوليو 2012، تم الحكم على رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان والمدير السابق لمركز الخليج لحقوق الإنسان نبيل رجب، بالسجن لمدة 3 أشهر، واعتقل من منزله بتهمة “الإساءة إلى مواطنين من المحرق عبر تويتر”، لبيانات نشرها عبر تويتر تطالب رئيس الوزراء بالتنحي، ومناقشة زيارته لجزيرة المحرق. بالرغم من تبرئته من هذه التهمة في محكمة الإستئناف، إلا أنه لا يزال في السجن يقضي حكماً آخر بالسجن لمدة سنتين بتهمة المشاركة في تظاهرات والدعوة للتجمع عبر وسائل التواصل الإجتماعي. في 17 ديسمبر 2012، اعتقل المدافع عن حقوق الإنسان ونائب الرئيس ومسئول الرصد والمتابعة بمركز البحرين لحقوق الإنسان (BCHR) سيد يوسف المحافظة بينما كان يرصد تظاهرة في العاصمة المنامة ويغرد في موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن قمع المتظاهرين وتوثيق الانتهاكات. وجهت إليه تهمة “نشر أخبار كاذبة عبر تويتر” وبقي في الاعتقال لمدة شهر. على الرغم من أن المحكمة برأته من التهم في 11 مارس عام 2013، إلا أن النيابة العامة طعنت في حكم البراءة.

المدون البحريني البارز علي عبد الإمام  حكم عليه غيابيا بالسجن لمدة 15 عاماً من قبل محكمة عسكرية في 22 يونيو 2011 بتهمة “الانتماء إلى منظمات إرهابية ومحاولة الإطاحة بالحكومة”. علي عبد الإمام هو صاحب المنتدى الإلكتروني البحريني bahrainonline.org  حيث يتم نشر آراء انتقادية للحكومة بانتظام، وحيث ظهرت أول دعوات الإحتجاج في 14 فبراير 2011. واعتقل سابقاً من سبتمبر 2010 إلى فبراير 2011، وتعرض للتعذيب خلال تلك الفترة.

 

الحرمان من دخول البلاد

في 14 يوليو 2012 تم ترحيل مخرجة الأفلام الامريكية جين مارلو من البحرين، بعد أن اعتقلت لفترة وجيزة واستجوبت قبل تسفيرها للأردن. واتهمتها السلطات بتزوير طلب التأشيرة وتصوير فيلم وثائقي دون الحصول على إذن. كما منع نيك كريستوف من الدخول في حدود البلاد في 20 ديسمبر 2012 عندما تم إعلامه بأنه في “القائمة السوداء”. الصحفي الحائز على جائزتي بوليتزر يقوم بانتقادات شديدة للسلطات البحرينية في تقاريره. خلال زيارته الأخيرة إلى البحرين في ديسمبر 2011 كان عرضة للهجوم بالغاز المسيل للدموع واعتقل لفترة وجيزة مع المصور الذي كان يرافقهحبيبة حامد ذكرت بأنها خضعت للاستجواب لمدة 5 ساعات في مطار البحرين يوم 11 فبراير 2013، ثم حرمت من دخول البحرين، على الرغم من انها لم تكن قادمة لتقدم تقريرا عن الوضع السياسي .فحصت السلطات حسابها في تويتر والذي كان يحوي على تعليقات عن البحرين. وأرادوا منها تقديم طلب للحصول على تأشيرة دخول من خلال وزارة الإعلام أولاً، قبل ان تأتي إلى البحرين. في 19 أبريل 2013، تم إيقاف فريق قناة ITV الاخبارية بينما كان يصور فيلماً في البحرين واقتيدوا لمركز الشرطة حيث طلب منهم مغادرة البلاد، بالرغم من وجود تأشيرة موافقة من السلطات البحرينية. جاء قرار ترحيلهم بعد أن أصدرت القناة تقريراً ينتقد فيه الحكومة البحرينية في الليلة التي سبقته.

وفي أغسطس, 2013، اصدر مركز البحرين لحقوق الانسان تقريراً بشأن منع القائم بأعمال رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان والمدير المشارك لمركز الخليج لحقوق الإنسان مريم الخواجة، من السفر إلى البحرين عبر الخطوط الجوية البريطانية. حكومة البحرين قد أصدرت قراراً بحظر دخولها للبحرين مما منعها من ركوب الطائرة. وكانت الخواجة قد قررت زيارة البحرين لمراقبة الأوضاع قبل اندلاع الاحتجاجات المزمع إنطلاقها في 14 أغسطس.

كما اصدر مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان في 14 مارس 2013 تقريرًا بشأن الهجمات التي تشنها حكومات الخليج ضد المدافعين عن حقوق الإنسان لتعاملهم مع الأمم المتحدة،  تحت عنوان “بمعزل عن العالم: الانتقام من المدافعين عن حقوق الإنسان في منطقة الخليج لعملهم مع الأمم المتحدة”. يتناول التقرير الهجمات الحكومية وأعمال التهديد والتشهير التي تقوم بها حكومات بعض دول الخليج مثل مملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية بحق المدافعين عن حقوق الإنسان؛ نتيجة لتعاونهم مع آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة خلال العامين المنصرمين، وخاصة في سياق الجلسة 21 لمجلس حقوق الإنسان، والتي عُقدت في سبتمبر 2012.

التقرير يعرض لمحة عامة عن القوانين القمعية القائمة في تلك البلدان، التي تجرم العمل في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك التعامل مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان.

مركز البحرين لحقوق الانسان يؤكد أن حكومة البحرين غير مؤهلة لاحتضان وإقامة محكمة عربية تعني بالدفاع والاقتصاص من منتهكي ومجرمي حقوق الانسان كون افراد من الاسرة الحاكمة متورطون بقضايا التعذيب وانتهاك حقوق الانسان، كما ان انشاء هذا النوع من المحاكم يتطلب معايير دولية واشراك راي منظمات حقوق الانسان الدوليه وتزكيتها للدولة المستضيفة للمحكمة فيما اذا كانت هذه الدولة تتمتع بسجل حقوق انسان محترم وهذا ماتقتقده البحرين التي صدرت بحقها عشرات التقارير من كبرى منظمات حقوق الانسان الدولية كما يفتقر وجود الضمانات الفعالة لتلبية متطلعات الحيادية والعدالة. 

 

يرى مركز البحرين لحقوق الإنسان بأنه نظراً للسجل الحافل من الانتهاكات لحقوق الإنسان في البحرين، فإن هذه المحكمة سوف تستخدم كأداة ضد المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان المستقلة، تماماً كما أصبح النظام القضائي المحلي أداة لاستهداف وحبس النشطاء.