مركز البحرين لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه الشديد إزاء تصاعد استخدام القوة المفرطة من قبل السلطات في البحرين لقمع الاحتجاجات السلمية والإعتقال التعسفي والوحشي للمواطنين، والذي هو نتيجة لسياسة الإفلات من العقاب. عبدالله يوسف محمد (24 سنة)، و زهير يحيى ماجد (23 سنة) اعتقلا بوحشية في 14 أغسطس 2013 بتهم تتعلق بإهانة موظف عام.
في يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013 الساعة 5:30 مساءاً كان هناك اعتصام بالقرب من منازل هذين الرجلين عندما هاجمت قوات الأمن المتظاهرين وحاصرتهم بما يقارب من خمس سيارات شرطة وسألتهم عن أسمائهم. بعد الاستجواب الذي تركز في معظمه على عبدالله والذي استمر حوالي 45 دقيقة كما ذكر الشهود، طلبوا من عبد الله بطاقته الشخصية، فأجابهم بأنها داخل المنزل. طلب منه الضابط الذي كان يرتدي ملابس مدنية أن يجلبها له شخص من الداخل، ولكن عبدالله اقترح بأنه سيجلبها بنفسه لعدم وجود أحد داخل منزله بإستثناء والدته المسنة، فرفض الضابط ذلك.
بعد فترة وجيزة، بدأ مواطنون من القرية التجمع حول مكان الحادثة، إلا أن قوات الشرطة هاجمتهم باستخدام الرصاص الإنشطاري، والغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية. وقام شرطي برش رذاذ الفلفل في وجه شقيقة عبدالله وزوجة أخيه.
بعد فترة وجيزة وصلت المزيد من سيارات الشرطة، ومدرعة، وسيارات مدنية حيث أُخذ عبدالله بداخلها بعد تعرضه للركل والضرب. اعتقل زهير لمحاولته الدفاع عن عبدالله وتم أخذه في سيارة الشرطة لمركز مدينة حمد. رابط لمقطع الفيديو الذي يظهر الإعتقال الوحشي: http://youtu.be/epCDsXQVpPY
ذهب شقيق زهير وراءهم، ورآهم يدخلون المركز. عندما طلب من حارس الأمن عند البوابة أن يرى أخاه، أجابه “لن تحصل على أي شيء الآن، اذهب الآن وسوف يتصلون بكم”.
بعد ثمانية أيام، الأربعاء 21 أغسطس، 2013، تلقت عائلة عبدالله مكالمة منه من سجن الحوض الجاف. في حين أن عائلة زهير تلقت مكالمة منه يوم الخميس، 15 أغسطس، 2013 من مركز مدينة حمد.
تم أخذهم في اليوم التالي إلى النيابة العامة دون وجود محام، وأمرت النيابة بتجديد الحبس لمدة 7 أيام على ذمة التحقيق. في مساء يوم الخميس 15 أغسطس 2013، نقلوا إلى سجن الحوض الجاف.
اليمين: زهير يحيى، اليسار عبدالله يوسف
أفاد شقيق زهير لمركز البحرين لحقوق الإنسان بأنه بعد نقل شقيقه إلى سجن الحوض الجاف، ساءت حالته بسبب التعذيب. تلقت العائلة مكالمة من زهير يبلغهم فيها نقله إلى المستشفى العسكري في الجمعة 16 أغسطس، 2013، وأعيد إلى الحوض الجاف عنبر 10 مرة أخرى يوم الخميس 22 أغسطس 2013 دون إبلاغ الأسرة. الجدير بالذكر أنه منذ يوم إعتقال زهير حتى وقت كتابة هذا البيان في 26 أغسطس 2013، لم يسمح له بأية زيارات عائلية. أبلغ شقيق عبدالله مركز البحرين لحقوق الإنسان أن الزيارة العائلية الأولى لعبدالله كانت في الخميس 22 أغسطس 2013 أخبرهم خلالها شقيقه عن تعرضه للضرب على أيدي ضباط باستخدام أيديهم وأقدامهم وبالأسلحة، كما أنهما تعرضا للتحرش الجنسي من قبل اثنين من الضباط. أبلغ زهير شقيقه أيضاً نفس المعلومات في مكالمة هاتفية.
وبناء على ما سبق، فإن مركز البحرين لحقوق الإنسان يطالب بما يلي:
> الإفراج الفوري والغير مشروط عن عبدالله يوسف وزهير يحيى، وجميع السجناء السياسيين الآخرين في البحرين؛
> وضع حد فوري لجميع أشكال التعذيب والتحرش الجنسي؛
> وضع حد لسياسة الإفلات من العقاب ومحاسبة كل المنتهكين ممن قاموا أو أشرفوا أو سمحوا بالتعذيب وسوء المعاملة؛ بما في ذلك كبار المسؤولين الحكوميين، وإن لم يقوموا بالإشراف المباشر على الانتهاكات، إلا أنهم شاركوا في حماية المنتهكين.