مركز البحرين لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه الشديد إزاء استمرار شرطة السلطات البحرينية في انتهاك حقوق الأطفال، واستهداف عائلات بأكملها كوسيلة إنتقام. عائلة عاشور حسن علي من سماهيج كانت ضحية مستهدفة بإستمرار من قبل السلطات البحرينية على مدى السنتين الماضيتن. عائلة عاشور لديها ثلاثة أبناء، وهما يونس (21 سنة)، صادق (19 سنة)، جاسم (16 عاما) وثلاث بنات. تعرض منزل عاشور حسن علي للمداهمات على أيدي قوات الأمن أكثر من عشر مرات منذ 14 مارس 2013، خلال أشهر معينة في السنة والنصف الماضية بشكل ليلي، وتلقت الأسرة أكثر من 15 استدعاء لابنائها الثلاثة .
عاشور حسن يشير إلى الاستدعاءات التي تلقوها لأبنائه
عاشور حسن:
“أتمنى أن أموت ولا أحيا لأرى هذه المأساة حيث يقومون بأخذ أبنائي واحداً تلو الآخر أمام عينيّ دون أن أستطيع فعل شيء لمساعدتهم“.
يونس وصادق عاشور اعتقلا في سبتمبر 2011 من مسجد سماهيج. قيل أنه تم ضربهما و تعصيب عينيهما وأخذهما بعيداً. وجهت لهما تهمة الإحراق المتعمد و خلال فترة حبسهما تم توجيه 4 تهم جديدة لهما، تم التحقيق معهما بشأن حرق الإطارات في المحرق, وهي قضية ضد مجهولين. في كل مرة يكون هناك قرار بإطلاق سراحهما يتم أخذهما لمركز الشرطة ليقوم والديهما باستلامهما، إلا أنه يتم إخبارهما أبويهما بإضافة تهم جديدة ولا يمكن الإفراج عنهما.
صادق عاشور:
الإعتقالات:
يقضي صادق عاشور حاليا حكماً بالسجن لمدة عامين؛ صدر الحكم في 16 مايو 2013. وجهت إليه تهمة حيازة مولوتوف وتجمهر غير قانوني؛ سنتان هي الحد الأقصى للعقوبة. وكان قد اعتقل في 14 مارس 2013 -بعد اسبوعين فقط من إطلاق سراحه- من قبل قوات الأمن قرب مسجد سماهيج حينما كان في طريقه للصلاة واقتيد إلى مركز شرطة سماهيج. ورد بأنه تم إجباره على الوقوف في الممر حيث كل شرطي يمر يضربه على رأسه. استجوب حول مكان وجود أخيه يونس، وتعرض للضرب المبرح بالهراوات والركل من قبل أربعة من رجال شرطة مكافحة الشغب وضباط. كان أيضا قد تعرض للإعتداء الجنسي وذلك بلمس أعضاءه التناسلية. أعلم صادق مسؤول في النيابة العامة حول الانتهاكات التي تعرض لها، ولكن لم يتم التحقيق في الأمر حتى هذا اليوم.
المحامية زهراء مسعود:
“قضية صادق عاشور هي قضية الدليل الوحيد فيها اعترافات صادق التي أُخذت تحت الإكراه. أبلغ صادق كلاً من النيابة العامة والمحكمة بهذا الأمر، ولكن النيابة العامة لم تتخذ أي إجراء حتى اليوم للتحقيق في ادعاءاته على الرغم من أن العلامات على جسم صادق تشهد بذلك. إضافة إلى ذلك، رُفِض طلب الدفاع بإستجواب الضابط الذي اعتقله والإدلاء بشهادته في المحكمة عدة مرات، والمحكمة لم تتخذ أي إجراء ضده “.
صادق يواجه حالياً أربعة قضايا أخرى، بما في ذلك القضية التي اعتقل بسببها في سبتمبر 2012؛ حيث كان مستهدفاً من قبل ضابط في مركز شرطة سماهيج، يوسف الملا بخيت. هذا الضابط لديه العديد من الشكاوى ضده لتورطه في ارتكاب انتهاكات في حقوق الإنسان ، هذه الانتهاكات تشمل التعذيب والاعتقالات التعسفية ولكنها لا تقتصر على ذلك.
الإصابات:
أُصيب صادق في الجانب الأيسر من وجهه بقنبلة صوتية في 2012. وبسبب عسكرة مستشفى السلمانية الرئيسي، وخوفا من الاعتقال والمنع من العلاج الطبي اللازم، تم خياطة جرحه في منزل دون تخدير.
صادق بعد إصابته بقنبلة صوتية في وجهه
يونس عاشور:
الإعتقالات:
يونس عاشور مطلوب من قبل السلطات، وكان مختبئاً لمدة ثلاثة أشهر. مواطنون يعانون العيش في الخفاء والنوم في اسوأ الظروف، والانتقال من مكان إلى آخر لتجنب الاعتقال.
اعتقال يونس الأول كان قبل فبراير 2011 في إحدى الإحتجاجات المطالبة للديمقراطية، ووجهت إليه تهمة حرق الإطارات. وأفرج عنه في فبراير بعد بدء الاحتجاجات مع السجناء السياسيين الآخرين. اعتقل يونس في فترة السلامة الوطنية مرة أخرى من قبل شرطة سماهيج، الذين بدأوا في استهداف أبناء عائلة عاشور في معظم القضايا التي قد تظهر.
الإصابات:
أصيب يونس بطلقة مسيل دموع في ساقه الأيسر وعانى من إصابات في الأنسجة اللينة والأوتار. نظراً للعناية الطبية غير الكافية والتخوف من التوجه للمستشفى يواجه يونس صعوبة في المشي على ساقه المصابة. كما أن العشرات من حبيبات الرصاص الإنشطاري تستقر في عينه اليمنى و يده اليمنى والجزء الأيمن من جذعه وذلك لتعرضه للطلق ﻷكثر من مرة من قوات الأمن. لم يتمكن يونس من إزالتهم بعد بسبب التخوف من الذهاب للمستشفى.
جاسم عاشور:
تم استدعاء جاسم عاشور لأكثر من مرة والتحقيق معه بشأن مكان تواجد أخيه يونس، وهو لا يبيت في منزله طيلة الوقت لخوفه من الإعتقال. نظراً لاستهدافه المتواصل ، لم يستطع جاسم وهو الطالب المتفوق المواظبة على الحضور للمدرسة بشكل دائم، الأمر الذي أثر بشكل كبير على تحصيله الدراسي.
مركز البحرين لحقوق الإنسان يناشد الولايات المتحدة و المملكة المتحدة والأمم المتحدة وكل الحلفاء والمؤسسات الدولية المعنية للضغط على حكومة البحرين من أجل:
1. وقف استهداف ومضايقة عائلة عاشور حسن علي.
2. إطلاق سراح صادق فوراً وإسقاط جميع التهم الملفقة ضده و ضد أخيه يونس.
3. التحقيق مع الأفراد التابعين لوزارة الداخلية، لا سيما الملازم يوسف ملا بخيت الذي كان له دوراً في الانتهاكات التي جرت بحق هذه العائلة وتقديمهم للمساءلة.
4. السماح لأبناء عاشور بالمواظبة على دراستهم دون التعرض لمضايقات.
5. السماح لهم بالحصول على العناية الطبية دون الخوف من العقاب، و وقف عسكرة المستشفيات في البحرين.
6. إصلاح النظام القضائي في البحرين حتى لا يتم استغلاله كوسيلة سياسية ضد المواطنين ليكون نظاماً مستقلاً وفق المعايير الدولية.
7. البدء بتحقيق مستقل بشأن دور الدعوات القضائية في استهداف المواطنين و التغطية على انتهاكات حقوق الإنسان.