البحرين: بواعث قلق تساور منظمات حقوقية بعد تهديدات ضد المجتمع المدني إثر زيارة للأمم المتحدة

8 يونيو/ حزيران 2012

تعبر المنظمات الدولية لحقوق الإنسان التي شاركت في الاستعراض الدوري الشامل لمجلس حقوق الإنسان حول البحرين في جنيف في مايو/أيار عن قلقها حول التهديدات التي وجهت إلى أعضاء المجتمع المدني البحريني الذين كانوا حاضرين. وخلال الاستعراض الدوري الشامل، تلقى سجل حقوق الإنسان في البحرين الانتقاد من العديد من الحكومات، مما دفع بالتهديد بأعمال انتقامية ضد أولئك الذين كانوا في جنيف. بعض أعضاء المجتمع المدني هم من بين أولئك الذين يواجهون أحكاما بالسجن طويلة بسبب ممارستهم حقهم في حرية التعبير.

8 يونيو/ حزيران 2012

تعبر المنظمات الدولية لحقوق الإنسان التي شاركت في الاستعراض الدوري الشامل لمجلس حقوق الإنسان حول البحرين في جنيف في مايو/أيار عن قلقها حول التهديدات التي وجهت إلى أعضاء المجتمع المدني البحريني الذين كانوا حاضرين. وخلال الاستعراض الدوري الشامل، تلقى سجل حقوق الإنسان في البحرين الانتقاد من العديد من الحكومات، مما دفع بالتهديد بأعمال انتقامية ضد أولئك الذين كانوا في جنيف. بعض أعضاء المجتمع المدني هم من بين أولئك الذين يواجهون أحكاما بالسجن طويلة بسبب ممارستهم حقهم في حرية التعبير.

ولقد تعرض المدافعون عن حقوق الإنسان في البحرين، نشطاء، والصحفيون والأطباء والمحامون و المنظمات الدولية التي شاركت في اللقاء الذي عقد على هامش الاستعراض الدوري الشامل حول البحرين للهجوم من قبل وسائل الإعلام الموالية للحكومة في البحرين، والتي أشارت إلى أولئك الذين ذهبوا إلى جنيف بأنهم ‘خونة’ ودعت إلى اتخاذ إجراءات ضدهم.

أثناء عملية الاستعراض الدوري الشامل، ادعى وزير الدولة لحقوق الإنسان صلاح بن على محمد عبدالرحمن، الذي قاد وفد الحكومة الرسمية، أنه لاوجود لسجناء سياسيين في البحرين وأن جميع السجناء المحتجزين في البلاد احتجزوا بسبب قضايا جنائية. ‘وهكذا وفي ذلك اليوم بالذات، كان يجلس صديقنا نبيل رجب في سجن في البحرين بسبب عدة اتهامات مختلفة متعلقة بحرية التعبير، غير قادر على السفر إلى جنيف للمشاركة في هذا اللقاء’، قال غياث الجندي الباحث في منظمة القلم الدولي وأحد منظمي اللقاء الجانبي على هامش الاستعراض الدوري في 21 مايو/أيار. وبعد اعتقال رجب في مايو/أيار، وقع ما يزيد على 100 من المجموعات نداء لإطلاق سراح جميع الناشطين في مجال حقوق الإنسان في البحرين.

وبعد أن أطلق سراحه من السجن بكفالة في 28 مايو/ أيار، تم اعتقال رجب مرة أخرى يوم 6 يونيو/حزيران وتقرر توقيفه لمدة أسبوع على ذمة التحقيق. وقالت سهير بلحسن، رئيسة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان أن ‘المضايقة القضائية ضد نبيل رجب تظهر اتخاذ إجراءات صارمة ضد أولئك الذين يتجرؤون على التنديد بأزمة حقوق الإنسان في البحرين ليس أكثر’. رجب هو رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان ومركز الخليج لحقوق الإنسان، فضلا عن أنه نائب الأمين العام للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان.

في 21 مايو/إيار، قالت مريم الخواجة من مركز البحرين لحقوق الإنسان ومركز الخليج لحقوق الإنسان أن حوالي 100 حضروا اللقاء الجانبي. وأضافت أن هناك في الواقع أكثر من 700 سجين سياسي في البحرين، بما في ذلك رجب ووالدها عبد الهادي الخواجة، مؤسس المركز. الخواجة ذكرت أن رجب ‘اعتقل بسبب كتابته على تويتر وكنت سأواجه المصير نفسه لو كنت في البحرين. ‘

يواجه رجب خطر الحكم عليه بالسجن بسبب عدد من التهم، بما في ذلك ‘المشاركة في التجمع والدعوة للقيام بمسيرة دون إخطار مسبق’ و ‘إهانة السلطات الرسمية على التويتر’.

وناقش أعضاء المجتمع المدني في هذا اللقاء في جنيف، موضوع ‘بالرغم من التهديدات، المدافعون عن حقوق الإنسان، والصحفيون، والصحفيون المواطنون والأطباء يتكلمون ضد الانتهاكات’. وقد شارك في تنظيم اللقاء مركز البحرين لحقوق الإنسان ومركز الخليج لحقوق الإنسان والفدرالية الدولية لحقوق الانسان ومنظمة القلم العالمي، فضلا عن المنظمة البحرينية للتأهيل ومكافحة العنف (برافو)، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، الشبكة الدولية لتبادل لتبادل المعلومات حول حرية التعبير (آيفكس)، أطباء من أجل حقوق الإنسان ومراسلون بلا حدود. وحضر دبلوماسيون من الدانمرك والنرويج، فرنسا، هولندا، اليونان وفنلندا هذا اللقاء.

وكان من بين أولئك المهددين بسبب المشاركة في اللقاء الدكتورة ندى ضيف، من منظمة برافو، وهي أيضا أحدى الأطباء التي تواجه 15 عاماً في السجن بسبب معالجتها المتظاهرين وأيضا بسبب تحدثها عن الوفيات والإصابات التي لحقت بالمتظاهرين خلال الاحتجاجات في عام 2011. وقالت الدكتور ضيف ‘أنها تعرضت للتعذيب بسبب علاجها أحد المحتجين الجرحى’. يمكنكم رؤية العرض الذي قدمته على الإنترنت هنا.

“د. ضيف كانت الدكتورة الوحيدة التي لا تعمل في مشفى السليمانية, استهدفت بوضوح بسبب مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية حول الاصابات وهذه القضية هي حول معاقبة الذين تجرأوا على التعبير” ذكرت مريم الخواجة. الحكم في دعوى الاستئناف يتوقع صدوره في 14 يونيو\ حزيران.

وفي اللقاء نفسه تكلمت الصحافية لميس ضيف حول مخاطر العمل الصحافي. وقالت: “صحفيون كثيرون تم استهدافهم مباشرة بسبب كتابتهم أو بسبب اقترابهم من المتظاهرين من أجل الحصول على مقابلات. بعض الصحافيين تم استهدافهم وتعرضوا للتعذيب وطردوا من وظائفهم بسبب مشاركتهم في المظاهرات.

“خلافا لما قاله وزير الدولة لشؤون حقوق الإنسان، العديد من الصحافيين الاجانب منعوا من دخول البحرين منذ بدء الاحتجاجات في الشوارع، خصوصا خلال الفورميلا 1 الجائزة الكبرى في أبريل/نيسان” قالت سوازيغ دوليت من منظمة مراسلون بلا حدود. “آخرون استهدفوا عن طريق الاعتداءات الجسدية والاعتقال والترحيل”.

وأشار ريتشارد سالوم من منظمة أطباء من أجل حقوق الانسان بأنه تم استخدام الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين في الشوارع وفي بيوتهم، بينها اعتداءات موثقة على بيت نبيل رجب. ‘ووثقت أطباء من أجل حقوق الانسان استعمال الغاز المسيل للدموع بشكل غير مسبوق حيث أطلق بشكل مباشر على المنازل” أضاف سالوم الذي عاد من مهمة استقصاء الحقائق في البحرين في أبريل\ نيسان.

وخلال اجتماع مجموعة العمل التي تلت الاستعراض الدوري الشامل لاعتماد تقرير البحرين في 25 مايو\ أيار 2012، عبرت رئيسة مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لورا دوبوي لا سيرا عن قلقها إزاء “الحملة الإعلامية التي تشهدها (البحرين) والتي تسمي وتهدد ممثلين المجتمع المدني الذين جاءوا الى جنيف للمشاركة في هذه المراجعة. “وشددت على ضرورة التزام الحكومة بحماية حقوق شعوبها, ودعت الحكومة البحرينية إلى الالتزام بذلك.

في الأيام التالية، قال وزير الداخلية البحريني ان “الإجراءات القانونية” سوف تتخذ ضد الذين سافروا الى جنيف، بسبب التصريحات التي أعطوها عن انتهاكات حقوق الإنسان.

وتستمر التهديدات. ففي 3 يونيو\ حزيران، تعرض احد المشاركين في الاستعراض الدوري الشامل في جنيف، المحامي محمد التاجر، الى حملة تشويه. وقد تم عرض شريط فيديو يو تيوب في موقع مناقشات بحرينية يظهر التاجر وزوجته في موقف خاص. وحتى عندما تم حذف الفيديو، قام موقع bahrainforums.com بنشر الصور. وعندما كان التاجر في السجن في السنة الماضية، تعرض للتهديد من قبل المحققين ببث شريط يظهره مع زوجته.

وتواصل صحيفة “الوطن” المملوكة من قبل العائلة المالكة هجومها واصفة الناشطين “بالخونة الخونة” ويقول المدافعون عن حقوق الانسان في البحرين أن جميع الصحف الموالية للحكومة شاركت في الهجوم على رئيسة مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وعبر مركز البحرين لحقوق الانسان ومركز الخليج لحقوق الانسان وجمعية حقوق الإنسان البحرينية عن قلقهم ازاء تهديدات أخرى ضد التاجر وآخرين ممن سافروا إلى جنيف في مايو\ أيار.

وهناك آخرون معرضون للخطر بسبب مشاركتهم في لقاء جنيف مثل السيدة جليلة السلمان سيد هادي الموسوي وفيصل حياة والدكتور طه الديرازي وعبدالنبي العكري وحسن المرزوق وعيسى الغايب وعلاء الشهابي والدكتور منذر الخور.