البحرين: أندرو أندرسون من الخط الأمامي يتحدث عن غياب العدالة في محاكمة عبد الهادي الخواجة

نُشر يوم الثالث و العشرين من حزيران/ يونيو 2011

قادة البحرين يدينون أنفسَهم بإصدارهم حكماً بالسجن مدى الحياة بحق صديقي
عبد الهادي الخواجة صديقٌ عزيز و زميلٌ سابق عمل معنا في مؤسسة الخط الأمامي حتى شهر شباط/ فبراير من هذا العام، و اضطلع بتنسيق عملنا مع المدافعين عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا. لقد أصدرت محكمة عسكرية في البحرين بحقه هذا اليوم حكماً بالسجن مدى الحياة، باتهامات من بينها “تأسيس و إدارة تنظيم إرهابي”، و “محاولة الإطاحة بالحكومة باستخدام العنف و بتواطؤ من تنظيم إرهابي يعمل لصالح دولة أجنبية”.

نُشر يوم الثالث و العشرين من حزيران/ يونيو 2011

قادة البحرين يدينون أنفسَهم بإصدارهم حكماً بالسجن مدى الحياة بحق صديقي
عبد الهادي الخواجة صديقٌ عزيز و زميلٌ سابق عمل معنا في مؤسسة الخط الأمامي حتى شهر شباط/ فبراير من هذا العام، و اضطلع بتنسيق عملنا مع المدافعين عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا. لقد أصدرت محكمة عسكرية في البحرين بحقه هذا اليوم حكماً بالسجن مدى الحياة، باتهامات من بينها “تأسيس و إدارة تنظيم إرهابي”، و “محاولة الإطاحة بالحكومة باستخدام العنف و بتواطؤ من تنظيم إرهابي يعمل لصالح دولة أجنبية”.

معلومات إضافية

لقد حاولت الحكومة البحرينية قمعَ الاحتجاجات التي بدأت في شهر شباط/ فبراير، الداعيةِ إلى الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان و وقف الفساد. و لطالما كرَّر المسؤولون الحكوميون تأكيداتهم بأنَّ الحكومة تؤيد الحوار و الإصلاح، و أنَّ الأدلة المتعلقة بقيام السلطات بقتل المتظاهرين السلميين و تعذيب الموقوفين كانت مُلفَّقة. غير أنَّهم، و على الرغم مما يُقال عن مستشاري العلاقات العامة ذوي الرواتب المرتفعة الذين عيَّنتهم الحكومة في واشنطن و سواها لإدارة صورة الدولة في الخارج، فإنهم أخفقوا في حجب حقيقة ما فعلوه، و في التوصل إلى قضية ذات مصداقية ضد الأشخاص الذين وُجِّهت إليهم اتهاماتٌ و أُدينوا في وقت لاحق.

أرسلت الخط الأمامي في الشهور الثلاثة الأخيرة أربع بعثات إلى البحرين، و تابعت باهتمام كبير محاكمة عبد الهادي الخواجة و عشرين شخصاً آخر وُجِّهت إليهم اتهاماتٌ في القضية ذاتها. و في واقعتين منفصلتين، مُنع عضوان في نقابة المحامين الإنجليزية من دخول قاعة المحاكمة لمراقبة الجلسة، غير أنَّ مديرة الخط الأمامي، السيدة ماري لولر، حضرت بالفعل إحدى الجلسات التي انعقدت في شهر حزيران. على أنَّ تقارير هؤلاء الذين تمكنوا من حضور وقائع ما لم يكن في الحقيقة إلا محاكمة شكلية، ترسمُ صورةً مؤسفةً لمفهوم “العدالة” في البحرين.

تعرَّض عبد الهادي الخواجة إلى الضرب عند اعتقاله، و وُضع رهن التوقيف الانفرادي، و خضع إلى التعذيب القاسي، على نحوٍ كان لا بد معه من إجراء جراحةٍ له في الرأس في مستشفى عسكري. و مُنع من الاتصال بمحاميه إلا لوقت قصير عند إحضاره إلى المحكمة. و قد أُسكت و محاميه عندما حاولا التحدث عن وقائع التعذيب أمام المحكمة. و لم تقم المحكمة بأي تحقيقات بشأن التعذيب الذي أُخضع له عبد الهادي و آخرون.

كانت الدعوى التي قُدِّمت إلى المدعي العسكري قضيةً تعوزها المصداقية و الأدلة التي يُعتَدُّ بها. و قد تمَّ التعرف على اثنين من شهود الادعاء من قبل بعض الحاضرين في قاعة المحكمة باعتبارهم موظفين في جهاز الأمن، و قد أُشير إلى أحدهما بكونه تورط بشكل مباشر في أفعال التعذيب. و لم يكن في وسع هذين الشاهدين غير المقنِعَين أن يقدِّما أي شيء باستثناء ادعاءات لا تمت إلى الواقع بصلة، و اعتُبر أنهما أضعف من أن يُقدَّما للمواجهة مع المتهمين، فيما لم يُمنح جانب الدفاع بالمقابل إذناً ليقدِّم شهودَه. و أُعلن عن تاريخ النطق بالحكم قبل أن يقدِّم محامو الدفاع مرافعتهم الختامية.

يبدو جليَّاً أنَّ السلطات البحرينية تبغض و تخشى صديقي عبد الهادي الخواجة، و هو مدافع مرموق عن حقوق الإنسان، عُرف عنه عمله الدؤوب لدعم الغير في الشرق الأوسط، و قد حظي بمحبة الكثيرين لذلك. منذ اعتقاله، تلقينا فيضاً من الرسائل الواردة من المنطقة، يعرب أصحابها عن قلقهم في هذا الشأن. و قد وقَّع مائة و عشرون مدافعاً عن حقوق الإنسان من المغرب إلى اليمن بيانَ تضامن معه.

عندما كنتُ في البحرين في نيسان/ أبريل لأطالب بتمكين عبد الهادي من الالتقاء بعائلته و محاميه، قال لي دبلوماسيون بحرينيون، و محامون حكوميون، و مسؤولون في جهاز الشرطة، إنَّه مذنبٌ بارتكاب جرائم فظيعة، و أنَّه ضلَّل المجتمع الدولي، غير أنه كان في واقع الأمر إرهابياً و متشدداً دينياً يعمل في خدمة الإيرانيين. و بدا أنَّ ثمة غضباً حقيقياً في أصوات بعض هؤلاء الرجال عندما كانوا يتحدثون عن صديقي الطيب الذي لم تكن قد وُجِّهت إليه أي اتهامات بشكل رسمي حتى ذلك الحين.

في وسعكم أن تعرفوا الكثير عن امرئٍ ما من خلال أصدقائه.

قالت سعاد القدسي، و هي مدافعةٌ شجاعة عن حقوق الإنسان من اليمن، “إنني أعرف عبد الهادي الخواجة بشكل شخصي حقَّ المعرفة. إنه ناشط حقوقي استثنائي، يعمل مستقلاً عن أي طائفة أو حزب سياسي”.

لقد عمل عبد الهادي دون توقف من أجل إطلاق سراح المدافع السوري المخضرم عن حقوق الإنسان، السيد هيثم المالح، الذي اضطُرَّ إلى الاختباء في هذه الآونة، غير أنَّه أراد أن يبعث برسالته التي تقول “إنَّ مما يؤسَف له أنَّ لجميع أجهزة الأمن في الوطن العربي سمةً مشتركة واحدة، هي ملاحقتُها المفكرين و الفُضلاء بسبب نشاطهم الحقوقي و عملهم في الدفاع عن حقوق الغير. إنني آمل أن يتم الإفراج عن الأستاذ الخواجة في وقت قريب، و أن يُصار إلى إقفال ملفات التوقيف في العالم العربي”.

إنني عملتُ مع عبد الهادي و اتصلتُ به على الصعيد الشخصي كذلك. لقد التقيتُ بعائلته الرائعة، و تناولت الطعام في منـزله، بل إنني حتى لعبت كرة القدم معه. إنه رجل طيب بحق، و سيدٌ مهذَّب.

قال الرئيس أوباما قبل بضعة أسابيع “إنَّ الاعتقالات الجماعية و القوة الغاشمة تنافي الحقوق العالمية للمواطنين في البحرين”. لقد حان الوقت لوضعِ حدٍّ لجنون المحاكمات الصورية و التعذيب هذا. حان وقت تحرير عبد الهادي الخواجة.

أندرو أندرسون هو نائب مدير الخط الأمامي، المؤسسة الدولية لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان، التي تتخذ من دبلن مقراً لها www.frontlinedefenders.org

frontlinedefenders.org