Globalist: القمع الوحشي للأطباء في البحرين


بقلم سيزار جيلالا César Chelala
ترجمة غير رسمية – مركز البحرين لحقوق الإنسان
16 مايو 2011

إن البحرين تقوم بهجمة منظمة على الأطباء وجميع العاملين في الحقل الطبي، لأنهم قاموا بتوفير العلاج لمتظاهري ربيع العرب. الخبير الصحي سيزار جيلالا يدعو الولايات المتحدة، التي انتقدت بقوة الاجراءات القمعية في سوريا، أن تتخذ موقفا ً واضحا ً من انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.

كما في مصر، وتونس، وليبيا، وسوريا، اجتاحت البحرين، المملكة الصغيرة على ضفاف الساحل السعودي، موجة من الاضطرابات بما عرف بـ”ربيع العرب”. نظام الملك حمد بن عيسى آل خليفة بدأ قمعه الأخير للمتظاهرين في 15 فبراير، ولم يتوقف منذ ذلك الحين. بحلول منتصف أبريل، هناك أكثر من 400 شخص تم اعتقاله. مات 27 معارضا ً سياسيا ً ومتظاهرا ً والعشرات مفقودين.


بقلم سيزار جيلالا César Chelala
ترجمة غير رسمية – مركز البحرين لحقوق الإنسان
16 مايو 2011

إن البحرين تقوم بهجمة منظمة على الأطباء وجميع العاملين في الحقل الطبي، لأنهم قاموا بتوفير العلاج لمتظاهري ربيع العرب. الخبير الصحي سيزار جيلالا يدعو الولايات المتحدة، التي انتقدت بقوة الاجراءات القمعية في سوريا، أن تتخذ موقفا ً واضحا ً من انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.

كما في مصر، وتونس، وليبيا، وسوريا، اجتاحت البحرين، المملكة الصغيرة على ضفاف الساحل السعودي، موجة من الاضطرابات بما عرف بـ”ربيع العرب”. نظام الملك حمد بن عيسى آل خليفة بدأ قمعه الأخير للمتظاهرين في 15 فبراير، ولم يتوقف منذ ذلك الحين. بحلول منتصف أبريل، هناك أكثر من 400 شخص تم اعتقاله. مات 27 معارضا ً سياسيا ً ومتظاهرا ً والعشرات مفقودين.

في 16 مارس، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ. قامت قوات الحكومة، بمساندة قوات من المملكة السعودية العربية ودولة الامارات المتحدة، باخلاء دوار اللؤلؤ في المنامة –عاصمة البحرين- من المتظاهرين.
قام الجنود بالاستيلاء على مجمع السلمانية الطبي – أكبر مستشفى في البحرين-. حسب تصريحات الحكومة، المستشفى والعيادات المحلية هي أوكار لشيعة متطرفين يريدون قلب النظام. كانت النتيجة أن العديد من المرضى أصبحوا دون ملجأ.

إن قمع الحكومة للأطباء وغيرهم من العاملين في الحقل الطبي يهدف على الأرجح لبث الرعب في نفوس الأطباء، وبذلك لن يقدموا المساعدة للمتظاهرين المصابين. لكن الكثير من الأطباء لازالوا يلبون نداء الواجب بحسب قسم أبقراط الطبي، فيقومون في حالات كثيرة بنقل المصابين الى المستشفى أو العيادات القريبة بواسطة سياراتهم الخاصة عوضا ً عن سيارات الاسعاف لتفادي إيقافهم من قبل الشرطة.

حملة البحرين لإخافة الأطباء ومقاضاتهم تخالف قواعد اتفاقية جنيف التي تضمن توفير العناية الطبية للجرحى في نزاع. جريدة الاندبندنت The Independent حصلت على سلسلة من الرسائل الالكترونية المتبادلة بين جراح في مستشفى السلمانية وزميل بريطاني تبين مدى التعسف. ” لقد كان يوما ً طويلا ً في غرفة العمليات مع مرضى بجراحات بليغة تصل الى حد المجزرة. الأمور لازالت متقلبة وأتمنى أن لا يكون هناك المزيد من القتلى”، كتب الطبيب البحريني.

لقد أنكرت الحكومة مرارا ً استهدافها للأطباء أو العاملين في الحقل الطبي. لكن المعارضة تقول بأن رجال شرطة بملابس مدنية يستهدفون عاملي الحقل الطبي عند نقاط التفتيش اذا شكوا بعلاجهم للمتظاهرين الجرحى. بالاضافة الى ذلك، فان الحكومة متهمة برفض حملة طبية كويتية كانت تريد المجيء لمساعدة المدنيين الجرحى.

نددت منظمة أطباء من أجل حقوق الانسان Physicians for Human Rights باختطاف قوات الأمن المسلحة لثلاثة أطباء، أحدهم تم اختطافه من غرفة العمليات أثناء اجراءه لعملية جراحية. أماكن تواجدهم لا تزال غير معروفة. منظمة أطباء من أجل حقوق الانسان وجدت انتهاكات صارخة ضد المرضى والمعتقلين، تشمل التعذيب، والضرب، والإساءة اللفظية، والإذلال، والتهديد بالاغتصاب والقتل.

بروفيسور رودني شكسبير Rodney Shakespeare، رئيس لجنة “ضد التعذيب في البحرين” في لندن، صرح مؤخرا ً لبرس تي في Press TV: “كل عاملي الحقل الطبي يؤدون قسم أبقراط، أو نسخة مماثلة، أو يتم تجسيد القسم بصورة ما في مبادئهم وتدريبهم. مضمون (هذا القسم) انهم سيساعدون جميع الجرحى والمرضى ولن يسببوا الضرر لأحد.”

“وكل طبيب محترم يرى جريحا ً فانه سيحاول مساعدته بطريقة ما. انها نزعة انسانية جيدة. لكن (الحكومة) أظهرت أنها أقل انسانية وانتهكت كل الغرائز الانسانية الكريمة بتجرؤها على محاكمة أشخاص لمجرد مساعدتهم للجرحى.”

ان قمع الحكومة لا يستهدف الأطباء وحسب. وفقا ً لهيومن رايتس ووتش Human Rights Watch، قام مهاجمون مجهلون بالقاء قنابل مسية للدموع على منزل نبيل رجب، رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان وعضو في لجنة الشرق الأوسط الاستشارية لهيومان رايت ووتش Human Rights Watch Middle East Advisory Committee.

كانت القنابل من طراز Triple Chaser CS 515، وقد تم صناعتها في المختبرات الفيدرالية في سالتسبرج في ولاية بنسلفانيا. وفقا ً لهيومن رايتس ووتش، قوى أمن البحرين وحدها يمكنها الحصول على هذا النوع من القنابل.

ريتشارد سولوم Richard Sollom، نائب مدير أطباء من أجل حقوق الانسان، كتب في الاندبندنت: ” خلال عقدين من اجراء التحقيقات المتعلقة بحقوق الانسان في أكثر من 20 دولة، لم أر انتهاكات منظمة وواسعة المدى لمبدأ الحياد الطبي كتلك التي رأيتها في البحرين”.
ان الولايات المتحدة -نظراً لعلاقتها الحميمة مع حكومة البحرين- لديها الحق والمسؤولية للمساعدة في ايقاف هذه الانتهاكات.

theglobalist.com