الوسط:دهشة وغضب لدى «فلبينيي البحرين» بعد القبض على «لافيلا

العدد 2187 الاثنين 1 سبتمبر 2008 الموافق 1 رمضان 1429 هــ
——————————————————————————–
السلطات البحرينية التزمت الصمت ورفضت الإجابة على أسئلة «الوسط»…
دهشة وغضب لدى «فلبينيي البحرين» بعد القبض على «لافيلا»
الوسط – محرر الشئون المحلية
العدد 2187 الاثنين 1 سبتمبر 2008 الموافق 1 رمضان 1429 هــ
——————————————————————————–
السلطات البحرينية التزمت الصمت ورفضت الإجابة على أسئلة «الوسط»…
دهشة وغضب لدى «فلبينيي البحرين» بعد القبض على «لافيلا»
الوسط – محرر الشئون المحلية
أبدى عدد من الفلبينيين القاطنين في البحرين دهشتهم وغضبهم بعد الإعلان يوم أمس الأول (السبت) بأن أحد مؤسسي جماعة إسلامية أنحي عليها باللائمة في أسوأ هجوم للمتشددين في الفلبين ألقي القبض عليه في البحرين. فقد أعلنت السلطات الفلبينية أن السلطات البحرينية سلمتها «روبن عمر بيستانو لافيلا الأصغر»، المعروف أيضاً باسم «الشيخ عمر لافيلا» يوم السبت بعد أكثر من شهر من اعتقاله في البحرين، في حين التزمت السلطات البحرينية الصمت. وفي حين عرف عن الجالية الفلبينية في البحرين والبالغ عددها أكثر من 30 ألف نسمة الدعة والهدوء، فإن اعتقال أحد أخطر الارهابيين فتح الكثير من الأسئلة، ولاسيما أنه من الذين تحولوا إلى الإسلام، وفي البحرين يتحول شهرياً عدد من الفلبينيين الى الإسلام.
وكان مسئول فلبيني قد قال: «إن لافيلا كان يحاول الحصول على قرض من بنك محلي في البحرين عندما أثارت بعض المستندات التي قدمها الشكوك»، وأضاف «استغرق الأمر منّا شهراً لكي نعيده». وقال إن الزعيم المتشدد البالغ من العمر 35 عاماً كان يعمل محرراً لمجلة محلية وجرت أيضاً الاستعانة به للعمل مترجماً في سفارة الفلبين في البحرين.
التقارير المتواردة عن هوية الفلبيني بأنه كان العقل المدبر وراء عملية تفجير عبّارة في خليج مانيلا في 27 فبراير/ شباط 2004 والذي أسفر عن قتل 116 شخصاً على الأقل، وتشتبه السلطات الفلبينية بالضلوع في تفجير حافلة ركاب خلف فندق «انتركونتيننتال» في العاصمة الفلبينية (مانيلا) في 14 فبراير 2005، وأوقع الهجوم الذي عرف بـ «تفجير يوم عيد الحب» أربعة قتلى. ووقعت حادثة الحافلة ضمن هجمات ثلاثية شهدها ذاك اليوم، انفجار استهدف مدينة «جنرال سانتوس» وآخر ضرب مدينة «دافاو»، وتقعان في جنوبي الفلبين.
لافيلا كان «العقل المدبر» لـ «حركة راجا سليمان» وهي جماعة إسلامية متشددة وعنيفة ينتمي إليها عدد من الفلبينيين المتحولين الى الإسلام وهي تنتمي الى جماعة أبو سياف المعروفة بعمليات الاختطاف وهجمات التفجير. وكان لافيلا مرشد «حركة راجا سليمان» ويعتقد أنه تولى زعامتها بعد القبض على أكبر زعيمين لها في جنوب الفلبين العام 2006.
لافيلا في البحرين
لافيلا تمكّن من العيش بحرية مطلقة والسفر الى السعودية والبحرين والتواجد في مناطق حساسة في سفارة بلاده أثناء إقامته في البحرين على مدى عامين أو أكثر. وبعد وصوله إلى البحرين تحت مسمى منتحل كان قد تمكن من اختراق السفارة الفلبينية والعمل بها بصفة مترجم بالإضافة إلى تمكنه من تأمين عمل بصفة مصور/ صحافي لدى فرع لصحيفة فلبينية لديها مكتب في البحرين وكمحرر لمجلة أخرى محلية تعنى برياضة السيارات.
كان غطاء لافيلا الصحافي قد سمح له بدخول حلبة البحرين للسباق أكثر من مرة أثناء تنظيمها لفعاليات كبرى بالإضافة إلى تنقله بحرية في عدة فعاليات أخرى.
وبحسب التقارير الرسمية فإن الكشف عن لافيلا جاء عن طريق الصدفة ذلك بعد أن تقدم بطلب لقرض مصرفي في البحرين واتضح بعد ذلك أن اسمه المستعار مدرج على القائمة التي تصدرها الأمم المتحدة وإدارة الخزانة الأميركية للإرهابيين المطلوبين.
مصدر مصرفي مطّلع فضّل عدم ذكر اسمه أشار في حديث إلى «الوسط» بأن كشف لافيلا يؤكد متانة الإجراءات الأمنية المصرفية المتبعة في البحرين لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب على رغم النشاط الكبير والمتزايد الذي يشهده هذا القطاع.
وكان عدد من زملاء لافيلا في البحرين قد أعربوا عن دهشتهم مما حصل، إذ أشار زميل له في العمل – فضّل عدم ذكر اسمه – إلى أن هناك استياءً واسعاً لدى الجالية في كون السفارة الفلبينية قد قامت بالاستعانة به دون التحري عن ماضيه وخصوصاً أنه واحد من أهم المطلوبين في أكبر قضية أرهابية شهدتها الفلبين، وأنها (أي السفارة) وبشكل غير مباشر فتحت له الباب للتغلغل داخل الجالية عبر الاستعانة به.
المصور الصحافي لوكالة «رويترز» في البحرين حمد إقبال كان قد أجرى مع لافيلا لقاءً قبيل عام حول رياضة الدراجات النارية في البحرين، وفي حديث إلى «الوسط» أعرب إقبال عن دهشته، واستغرب من الأنباء التي أشارت إلى أن لافيلا «أرهابي»، إذ وصفه بأنه «هادئ ومحترف جداً في أداء عمله».
أسئلة تنتظر الجواب
العديد من الأسئلة طرحتها «الوسط» على الجهات الرسمية البحرينية ولم تحصل على أي جواب. من تلك الأسئلة: ماذا كان يعمل لافيلا في البحرين أثناء السنوات التي قضاها في البحرين؟ هل قام بتنظيم خلايا إرهابية من الفلبينيين؟ هل كانت له علاقة بالفلبينيين الذين يحملون الجنسية البحرينية حالياً؟ ما هي الأضرار التي تسبب فيها بالنسبة إلى الجوانب الأمنية ؟ هل هناك آخرون يتوجب إلقاء القبض عليهم بسبب مخاوف انتمائهم للتنظيم الإرهابي؟
البحرين قبضت على الفلبيني في اليوم نفسه لتلقيها تعميماً دولياً
المنامة – وزارة الداخلية
صرح نائب رئيس الأمن العام العميد طارق مبارك بن دينة بأن مجلس الأمن الدولي أصدر تعميماً على كل دول العالم تضمن طلب القبض على شخص فلبيني الجنسية متورط في قضايا تمويل الإرهاب، وألقت وحدة مكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب القبض على المتهم في يوم تلقي التعميم نفسه، وكان المطلوب قد دخل مملكة البحرين العام 2004 بتأشيرة زيارة، وحصل على عقد عمل في إحدى الشركات بوظيفة مترجم.
وأشار إلى أنه على إثر التثبت من أن المتهم هو الشخص المطلوب فعلاً تم إجراء التحريات اللازمة عن مكانه وعمله ومحل إقامته واتخاذ الإجراءات القانونية لضبطه والتحفظ على جميع الحسابات الخاصة به وتسليمه إلى السلطات الفلبينية.
وأكد نائب رئيس الأمن العام أنه في حال ورود قرارات مجلس الأمن الخاصة بعمليات تمويل الإرهاب عن الأشخاص أو الجماعات أو المنظمات تقوم الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية على الفور بعمليات البحث والتحري على الأسماء التي ترد في تلك القائمة واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها.
الوصلة:
http://www.alwasatnews.com/news/print_art.aspx?news_id=784279&print=true
صحيفة الوسط 2008 – تصدر عن شركة دار الوسط للنشر و التوزيع – جميع الحقوق محفوظة