ماذا يحدث في سجن جو؟ انتهاكات ممنهجة، أم ادعاءات لا أساس لها من الصحة !

يعبر مركز البحرين لحقوق الإنسان عن قلقه جراء الانتهاكات التي يدعي المعتقلين وذويهم من ممارستها تجاه المعتقلين في مختلف مباني سجن جو المركزي. منذ العام 2011، لا يكاد يمر شهر دون أن نتلقى شكوى أو إفادة من ذوي المعتقلين بتعرضهم لانتهاكات على مختلف الأصعدة لا سيما في مباني سجن جو المركزي. ومنذ أكثر من 7 أيام تزايدت شكاوى المعتقلين وذويهم بعد انتشار أنباء حول انقطاع التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب عن مباني السجن.

وقد تلقى فريق الرصد والتوثيق بمركز البحرين لحقوق الإنسان العديد من الشهادات، تتناول الوضع في سجن جو المركزي منذ مارس 2024، وتحديدًا ما حدث قبل أيام من انقطاع تام للكهرباء والماء، وعلى الرغم من تزايد نشاط ذوي المعتقلين على وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن السلطة لا زالت تلتزم الصمت حيال ذلك.

وعلم مركز البحرين لحقوق الإنسان أن ذوي المعتقلين قد تواصلوا مع المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان وكذلك مع الإدارة العامة للتظلمات ومع وحدة التحقيق الخاصة ومع مجموعة من النواب لإيجاد حل لانقطاع الكهرباء والماء داخل السجن وسط ارتفاع مستمر ويومي لدرجات الحرارة في فصل الصيف إلا أن شكواهم لم تحدث تغييرًا. فقد زار وفد من المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان  أكثر من مرة إلا أن المؤسسة لم تصرح بأي شيء حتى اليوم. كما أفاد ذوي المعتقلين بأن النائب أحمد السلوم -عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب البحريني- التقى بمعتقلين في بعض مباني السجن إضافة إلى لقاء عدد من ذويهم ووعدهم بالتحرك لحل المشكلة.

ليست هذه هي المرة الأولى التي نتلقى فيها معلومات عن انتهاكات مشابهة تحصل في سجن جو، يقابلها المعتقلون عادةً بإعلان الإضراب عن الطعام باعتبارها وسيلة الضغط الوحيدة التي يمتلكها المعتقلون بين أسوار السجن.

رافق ذلك، تصعيدًا أمنيًا على الأرض وتعسفًا في التعامل مع التظاهرات السلمية التي انطلقت تضامنًا مع المعتقلين، حيث انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق إصابة الشاب حسين بداو جراء إطلاق عبوة غاز مسيلة للدموع باتجاه رأسه مما تسبب له بإصابة خطيرة في الرأس نقل على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج. وسارعت السلطة لإدانة الشاب والمتجمهرين معه عن طريق نشر بيان ادعت فيه بأن المتظاهرين كانوا يحملون الأسياخ الحديدية ويقذفونها على رجال الشرطة مما تطلب التدخل وفق الضوابط بحسب زعمهم.

يرى مركز البحرين لحقوق الإنسان إن صحة ادعاءات المعتقلين وذويهم تمثل انتهاكًا صريحًا لحقوق المعتقلين ومخالفة جلية للقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء. وهو أمر بلا شك يستدعي تدخل سريع وتحقيق شفاف ومحايد للوقوف على المشكلة ومحاسبة المتسببين بها وضمان حصول المعتقلين على حقوقهم كافة دون تمييز أو تعسف. كما يعتقد المركز أن المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان من الممكن أن تأخذ دورًا أكثر فاعلية في حل هذا الملف.

 

بناءًا على ما سبق فإن مركز البحرين لحقوق الإنسان يدعو للتالي:

  • الإفراج عن جميع المعتقلين وتبييض السجون
  • السماح للمقرر الخاص المعني بالسجون وظروف الاعتقال بزيارة السجون في البحرين للوقوف على الظروف التي يعيش فيها المعتقلين
  • التحقيق الجاد والشفاف في تجاوزات إدارة سجن جو ومحاسبة المتسببين بتواصل الانتهاكات في السجن

الشهادات

فيما يلي نماذج من الشهادات التي تحصل عليها فريق الرصد والتوثيق بمركز البحرين لحقوق الإنسان ويتضح فيها إخضاع المعتقلين لمجموعة من الانتهاكات والمعاملة القاسية.

المعتقل (ج.م) مبنى 10 بسجن جو المركزي

في آخر اتصال بعائلته في ٢٦ مارس، طلب إدخال مبلغ إضافي ليتمكن من شراء مرتبة طبية للسرير بعد معاناته من آلام ومضاعفات الانزلاق الغضروفي. غير أنه لم يتمكن من ذلك بسبب حرمانه ومن معه من الشراء من مركز التسوق بالسجن منذ مطلع مارس. في 14 يوليو اشتكى (ج.م) من انقطاع التيار الكهربائي عن المبنى لمدة زادت عن 12 ساعة. وفي 16 يوليو تم قطع التيار الكهربائي بشكل تام. بتاريخ 18 يوليو زارت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان مبنى السجن، فقامت الإدارة بفتح التكييف، ولكنه كان غير كافي وغير بارد. وفي يوم السبت 20 يوليو انقطع وجود ماء الشرب داخل المبنى مما اضطر المعتقلين للشرب من الحنفيات المتواجدة في دورات المياه. منذ 8 يوليو استحدثت إدارة السجن آلية جديدة لاستلام الوجبات حيث يقف المعتقل مواجهًا لنافذة التمريض ليتم تصويره وأخذ معلوماته قبل أن يستلم وجبته.

المعتقل (م.ج) مبنى9 بسجن جو المركزي

آخر زيارة للعائلة كانت في 19 مارس، وآخر اتصال له كان بتاريخ 25 مارس. بحسب إفادة العائلة فإنه ومنذ مطلع شهر مايو قللت إدارة السجن كمية الطعام المقدم للمعتقلين في وجباتهم الرئيسية. فواجه المعتقلين هذا الإجراء بإعلان الإضراب عن الطعام ولمدة أسبوعين. وقبل أسبوع تقريبًا انقطع التيار الكهربائي والماء مما دفع 30 شخص من مبنى 9 للامتناع عن استلام الوجبات. كما يشتكي المعتقل من عدم توفر أدوات النظافة لعدم تمكينهم من الذهاب لمركز التسوق بالسجن لمدة 4 أشهر تقريبًا.

المعتقل (ص.ش) مبنى 5 بسجن جو المركزي

منذ أسبوع تقريبًا انقطع التيار الكهربائي والماء عن مبنى 5 بسجن جو المركزي. اشتكى (ص.ش) من قلة كمية الوجبات المقدمة له ناهيك عن وصولها متأخرة. منذ حلول شهر محرم تم إغلاق التلفاز بشكل تام. كما يشتكي المعتقل من عدم السماح لهم بالخروج والتشمس.

المعتقل (م.ع) مبنى 8 بسجن جو المركزي

كان آخر اتصال مع ذويه في 27 مارس. ويشتكي (م.ع) من عدم السماح لهم بالذهاب لمركز التسوق بالسجن -ماعدا زيارة ,واحدة قبل أيام حيث سمح لهم بالذهاب لشراء الصابون-. ويقول بأن أي معتقل يخرج من المبنى يتم أخذه لمبنى العزل دون مبررات الأمر الذي دفع العديد من المعتقلين للامتناع عن الذهاب للعيادة خوفًا من نقلهم لمباني العزل. ويشتكي (م.ع) من انقطاع التيار الكهربائي وشحة الطعام المقدم له وتأخير موعد استلام  الوجبات.

المعتقل (ظ.ح) مبنى 7 بسجن جو المركزي

أفاد ذوي المعتقل (ظ.ح) بأن الاتصال به انقطع منذ 5 مارس. كما أشارت العائلة لانقطاع التيار الكهربائي والماء عن المعتقلين في مبنى 7 لمدة تجاوزت 7 أيام. يعاني (ظ.ح) من مرض جلدي ووجوده داخل السجن في هذه الظروف الغير ملائمة من الممكن أن يتسبب في سوء وضعه الصحي. بحسب الشهادة التي أدلت بها العائلة فإن المعتقل لم يستلم خلال الفترة الممتدة بين 7 و12 يوليو سوى وجبتين فقط ولا يتم ذلك إلا عبر الآلية الجديدة التي تتمثل بالوقوف أما نافذة التمريض وتسجيل المعلومات قبل استلام الوجبة التي تكون في بعض الأحيان قد فسدت.

المعتقل (ا.س) مبنى 8 بسجن جو المركزي

آخر تواصل مع العائلة كان بتاريخ ٢٦ مارس. وقد أفاد (ا.س) لذويه بأن الأوضاع داخل السجن تزداد سوءًا لا سيما فيما يخص التعامل مع الحالات المرضية حيث تم تقديم عدة شكاوي بهذا الخصوص دون جدوى كما أفاد بأنه تم حرمانهم من شراء الأدوات الأساسية من مركز التسوق بالسجن ومن بينها المنظفات إضافة إلى المياه الصالحة للشرب. ومنذ أسبوع تقريبًا زاد الوضع سوءًا وتحديدًا منذ تاريخ ١٤ يوليو حيث تم قطع الكهرباء كليًا عن المبنى وأصبح المبنى كالتنور وكذلك قطع الماء البارد والوجبات كميتها قليلة جدًا مما اضطر السجناء لتناول كسرات الخبز اليابسة.

المعتقل (م.م) مبنى 6 بسجن جو المركزي

حيث أفادت العائلة بأن ابنهم يشتكي من عدة مشاكل داخل السجن من بينها انقطاع الكهرباء والماء وقلة ورداءة الطعام. فمنذ ٧ أيام تقريبًا انقطع التيار الكهربائي عن مبنى السجن.. كما أفادت العائلة بأن آخر تواصل لهم مع (م.م) كان في شهر مارس ناهيك عن عدم تمكنه من الخروج للعيادة خشية أن يأخذوه لمبنى العزل على الرغم من أنه تعرض للإغماء مرتين كما يعاني من آلام الأسنان.

المعتقل (ح.س) مبنى 3 بسجن جو المركزي

بحسب إفادة العائلة فإن المعتقلين في هذا المبنى يعانون من التضييق الشديد من جميع النواحي ففي هذا المبنى كل غرفة يوجد بها نزيلين فقط ولا يسمح لهم بالتواصل مع باقي النزلاء الموجودين وعند إخراجهم للتشمس يكون ذلك على شكل مجموعتين بحيث أن المجموعة الأولى لا تلتقي بالمجموعة الثانية وكان الاتصال صعب جدا حيث يتم قطع الاتصال من غير سبب يذكر. يقول (ح.س) بأنهم إذا تأخروا عن استلام الوجبات فإنهم لا يجدون وجبات كافية كما أشار لعدم السماح لهم بالذهاب لمركز التسوق بالسجن.

المعتقل (ح.ص) مبنى 3 بسجن جو المركزي

نُقل المعتقل (ح.ص) لمبنى 3 منذ سنتين. وقالت العائلة بأن ابنهم اشتكى من قلة كمية الوجبات إضافة لعدم وجود تلفاز أو أسرة للنوم، بل أنهم يخرجون للتشمس وهم مصفدين بالسلاسل. كما أنهم يعانون مما يعانيه المعتقلين في بقية المباني من قطع الماء والكهرباء والطعام كما أنهم لا يستطيعون الخروج للعيادة أو المحكمة أو تقديم الامتحانات خشية نقلهم لمباني أخرى.

المعتقل (م.ع) مبنى 3 بسجن جو المركزي

كان (م.ع) معتقلًا في مبنى 10 ولكن تم نقله لمبنى 3 على ما يبدو كعقاب لرغبته في الذهاب للعيادة. وبحسب ما أفاد به المعتقل لذويه فإنه تعرض للمعاملة السيئة والإهانة أثناء ذهابه لتقديم امتحانات الثانوية. كما أصابه دوار في رأسه تسبب له بإغماء مما أضطر من معه لطلب نقله للعيادة لكنه اقتيد لمبنى العزل بدلًا من علاجه ولم يعلم أحد بمصيره منذ ذلك الوقت. اتصلت العائلة بسجن جو وتقدمنا بشكوى للتظلمات وحقوق الإنسان إلا أن (م.ع) اتصل بذويه بعد 10 أيام من الحادثة وأخبر عائلته أنه تم اقتياده للسجن الانفرادي لمدة 10 أيام. وقال بأن مبنى العزل يفتقر لأبسط الخدمات حيث إنه مليء بالحشرات والأمراض.

المعتقل (خ.ق) مبنى 10 بسجن جو المركزي

آخر زيارة للمعتقل كانت قبل 4 سنوات تقريبًا، ويعاني المعتقل بحسب إفادة ذويه هي انقطاع الاتصال المرئي منذ 6 أشهر، كما أنه محروم من الاتصال منذ 4 أشهر تقريبًا. اضطر (خ.ق) إلى التغيب عن أداء امتحاناته خشية أن يتم معاقبته . ويعاني من نزيف في الأذن وعدم الحصول على الرعاية الصحية الملائمة.