“السلام الحقيقي ليس مجرد غياب الحرب، بل هو وجود العدالة”.
مارتن لوثر كينج الابن
في الحادي والعشرين من سبتمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للسلام. اتخذت الأمم المتحدة موضوع هذا اليوم للعام 2021: “التعافي بشكل أفضل من أجل عالم منصف ومستدام”. مع تصاعد التوترات والتمييز والكراهية وعدم المساواة الشديدة خلال جائحة كوفيد -19، أصبح العالم أكثر وعياً من أي وقت مضى بأهمية تحقيق السلام الإيجابي، وهو “سلام حقيقي ودائم ومستدام مبني على العدالة من أجل كافة الشعوب”.
على الرغم من الحاجة الملّحة لغياب الحرب والعنف الجسدي، إلا أنهما غير كافيين لتحقيق السلام والأمن المستدامين. لا يمكن تحقيق الاستقرار والتناغم على المدى الطويل دون اتباع نهج شامل لتفكيك “بنى وثقافات العنف“. تعتبر معالجة الأشكال المباشرة والهيكلية للعنف أمراً ضرورياً في بناء السلام ، فضلاً عن تعزيز ثقافة السلام، والتي تتحقق في المقام الأول من خلال احترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان والإنصاف.
لا يوجد سلام مع بنى اجتماعية واقتصادية غير عادلة وغير منصفة، ولا مع حكومات استبدادية ترهب وتضطهد شعوبها. إن البلدان التي تلجأ فيها الحكومات إلى العنف أو تتغاضى عنه، سواء أكان جسدياً أم نفسياً أم اقتصادياً أم ثقافياً أم سياسياً، كوسيلة للسيطرة، تعيش “شعوراً زائفاً بالسلام“. وبالمثل، فإن غياب العدالة الاجتماعية والعنصرية وانتشار العنف القائم على النوع الاجتماعي يعيق بناء مجتمعات سلمية، كما يقف التمييز والتهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في طريق الاستقرار والاندماج. لذلك، فإن القضاء على الأسباب العميقة للحرب والعنف والظلم شرط مسبق لتحقيق السلام.
في اليوم العالمي للسلام، يحيي مركز البحرين لحقوق الإنسان ويتضامن مع جميع الأفراد والجماعات والمنظمات الذين يعملون على حل النزاعات سلمياً، ويدافعون عن حقوق الإنسان ويحاربون الكراهية بقوة، ويناضلون من أجل العدالة والمساواة بلا هوادة.